الأربعاء، 30 ديسمبر 2009

الوجه الآخر

الوجه الآخر


قفزت من جوف الوجد كلماتي ، شقت الغيم ، انسابت مطراً دَقَّ نوافذ سكوني بعنف .


بدا وجهه المنعكس على زجاج النافذة المبللة مهتزاً ، عيناه تلمع ببريقها القديم ، تُخفي تلك التجاعيد التي غزت أركان وجهه الشاب .


عمرٌ فوق العمر .


غاصت عيناي في تفاصيله ، لازال يملك بعضاً منه .... قديمه .


استعصى عليِّ فهم كلماته المبعثرة ، نظرت إلى قلبه ذاك المسطور فيه ... أفهمه .


مررت بيدي على تجاعيده ، زالت تعاريجها ، لثمت ما بقى ... عاد الشباب يسري .


لملمت شعاع الشمس الغاربة في حضني ، طوقته بدفئي ، التفت كلماته عقداً، ارتجت أوصالي .


أرسل ناظريه عني بعيداً، داعبني بابتسامة لم أفهمها ، تحسس وجهه الناعم ، ضحك بصوت عالٍ ، قهقه ، شكرني ومضى .


26/10/2009

الجمعة، 4 ديسمبر 2009

الخميس الثالث

الخميس الثالث


لملمت ثناياها جالسة على مقعدها المفضل ضامة ركبتيها إلى صدرها ساندة رأسها عليهما .
تتعملق برأسها الأفكار وتضمحل في ثوانٍ معدودة ، تتقاذفها شواطئ الحيرة والقلق فتعصف بهدوئها دون رحمة ، يقتلها صمت الهاتف وانقطاع الاتصالات .
- الهاتف الذي طلبته غير متاح حاليا ، الهاتف قد يكون مغلقا أو خارج نطاق الخدمة .
باتت من دونه خارج نطاق الحياة ، تزعم أنها تراه بين حين وآخر ولم يكن ذلك إلا سراب أمنياتها .
طال الغياب تلك المرة ، كادت تحس أنفاسه في طريقها للتسرب من البيت ؛ تتعلق بصوره وبملابسه التي تتناثر في أرجاء الحجرة ، بذاكرتها الممتلئة به وبقلبها النابض باسمه .
- الهاتف الذي طلبته ..........أو خارج نطاق الخدمة .
في كل مرة يودعها فيها تحيا بأمل العودة سريعا ، تحصي الأيام تفكر في يوم اللقاء ، تنتقي ملابسها التي ستلقاه بها منذ أن يغلق خلفه الباب ، تفكر في ما تعده من طعام ، وفي حرارة اللقاء .
انقطعت الاتصالات قبل أن تعرف متى سيعود .
باتت تتسمع دبيب الخطوات على السلم علها تكون خطواته ، كل صوت يصل لمسمعها تظنه هو .
وقفت أمام المرآة هالها ذلك الحاجب غير المهذب وتلك الشعيرات التي تناثرت حوله ، كيف لها أن تسهو عن ذلك ماذا لو عاد الآن ؟!!
أزعجها رداءها فهو لا يحبه أبدا .
سارعت بتزجيج حاجبيها وارتداء ما يحب .
تركت شعرها مسترسلا يواري ما كشفه ثوبها .
ملأت المكان بعطره ، تركت الأغنيات التي يحباها يملأ صداها أرجاء المنزل .
قفزت لمخيلتها صورة زميلاتها بالعمل يتندرن عليها ويتمازحن ويقولن في ذات الوقت : آه النهاردة الخميس اللقاء المنتظر .
اعتادت دائما التغيب يوم عودته ، الانتظار يحيل الدقائق ساعات والساعات أياما ، وتلا الخميس خميس .
- الهاتف الذي .........
خرجت من كل نطاق للحياة .
خميس آخر وتغيب جديد ، عودة لمرآتها ولدولاب ملابسها ، انتقاء ..... زينة ........موسيقى ........ طعام ........
ومساء يأتي يجثم ليله كما الهم لا يتبدد .
جلست في شرفتها تتطلع للبدر تحصي النجوم من حوله .
تتابعت فناجين الشاي والقهوة ، وها هي على وشك أن تودع الخميس الثالث دون رجوعه .
ارتعدت السيجارة بيدها حين عاجلها شيطان أفكارها بفكرة من أفكاره السوداء .
نهرتها متمسكة بصورته على صفحة البدر تبتسم لها .
حاولت طمأنة قلبها وهي تبادله الابتسام وتقول : هعملك أحلى كوباية شاي .
عاجلها صوته : ما تنسيش النعناع .
التفتت فجأة لتخونها عيناها بسيل دموع استقرت فوق نجماته الثلاث .
وعناق ما كفى ليطفئ شوق أسابيع ثلاثة .
27/11/2008

الأربعاء، 21 أكتوبر 2009

حواري لجريدة السياسة الكويتية


رباب كساب: الإنترنت أخرج الكاتب من عزلته

الروائية المصرية تحدثت إلى "السياسة" عن روايتها الجديدة "مسرودة"
تشغلني المرأة المصرية ومشكلاتها الاجتماعية
القاهرة - عبدالفتاح الزغبي:
شهد الوسط الثقافي المصري اخيراً صدور رواية جديدة لرباب كساب بعنوان "مسرودة" التي جذبت الانتباه اليها, كما صدر لها من قبل رواية باسم "قفص اسمه أنا" اضافة الى الكثير من القصص القصيرة التي نشرتها في الكثير من الصحف والمواقع الألكترونية واهم ما يميز عالمها الروائي والقصصي تركيزها على الريف المصري ومنح المرأة مساحة أكبر من الاهتمام.. وعن كل ذلك كان معها هذا الحوار:

لماذا اخترت "مسرودة" ليكون عنوان احدث رواياتك?
اسم "مسرودة" غير معروف وغير متداول وبالتالي فان اختياره كعنوان لابد وان يلفت الانتباه اليه وكثير من القراء والنقاد أكدوا ان الاسم كان ملفتا ومثيراً, كما ان الاسم نفسه هو اسم بطلة الرواية التي رغم حرمانها من التعليم الا انها ملكت ارادتها واستطاعت تسيير أمورها الشخصية والوصول الى هدفها.

بدأت الرواية بتمهيد للشخصيات أطول من اللازم ما يشعر القارئ أنها عبارة عن عرض للحياة اليومية لسكان القرية فقط لماذا?
التمهيد للشخصيات سمة العمل الروائي حتى يعرف القارئ الشخصية, وأنا شخصياً لا أهتم بالملامح الجسدية بقدر اهتمامي بملامح النفس ذاتها ومسرودة وشخصيتها التي اختفت عن الجميع حتى أقرب الناس اليها كان لابد من أن أفرد لها صفحات حتى يأتي الناس اليها.

لماذا اعتمدت على السرد في الجزء الثاني من الرواية?
في الجزء الثاني كان السرد ضرورياً لكشف غموض تلك المرأة التي كانت معروفة للجميع ثم اذا بها تتمرد على كل شيء والحكي من الادوات الفنية التي للكاتب ان يطوعها اذا وجد انها تخدم السياق الدرامي لديه وهذا ما حدث معي واعتقد انه حقق الهدف منه.

هناك تناقض شديد بين شخصية البطل "عبد العزيز" وشخصية البطلة "مسرودة" يشبه التناقض بين القرية والمدينة, لماذا?
القرابة قد تمنح تشابها في الروح, والمكان والتربية تمنحان تشابها في السلوك وليس في الملامح الداخلية لان لكل منا طباعه التي تميزه, وبالتالي فالتناقض بين "مسرودة" و"عبد العزيز" كان تناقضا في الروح والطباع رغم ان هناك صلة قرابة بينهما ويعيشان في القرية نفسها, أما الربط بينهما وبين القرية والمدينة فقد يكون صحيحاً لان كثرة انتقال مسرودة اليها علمها حياة مختلفة عن حياة القرية وتغيرت لغتها وعلاقتها بالاخرين في حين ظل عبده يحمل حميمية أهل الريف وطهر غالبيتهم.

لماذا قدمت الشخصية الريفية باعتبارها أنقى من الشخصية التي تعيش في المدينة وهل هذا النقاء مازال موجوداً?
لم يكن هذا متعمدا, فطبيعة الريف الجميلة تلقي بسحرها وهذا كان في الماضي, أما الأن فمع تمدن القرى اختلف الأمر فمظاهر الطيبة والتكافل كانت موجودة في الماضي واختفت الآن.

احتلت الرواية مساحة كبيرة من الزمن شهدت تغيرات كثيرة أثرت في الريف وفي المدينة وكذلك على الشخصية المصرية فلماذا لم نجد أثر هذه التغيرات في الرواية?
هناك الكثير من التغيرات, ومنها التحولات التي فرضها السفر الى الخليج واختفاء اللون الأخضر من القرية المتمثل في المزارع والأشجار لتحل محله الابنية وتراجع زراعة القطن بشكل ملحوظ, واستخدام الأفران من المعدن ما غير شكل وطعم كل شيء في اشارة الى ان الزمن كلما تقدم بنا كلما فقدنا مذاق وحلاوة الكثير من الأشياء رغم انني أعترف أن لكل وقت حلاوته لكن من عاش وعاصر أزمنة مختلفة يحس دائما أن قديمه أفضل.

هل تحاولين رصد التغيرات التي حدثت في الريف المصري من السبعينات حتى الآن?
لم أكن عيناً راصدة فهذه ليست مهمة الروائي ولكنها مهمة التاريخ, لكنني أهتم بشخصياتي وأبطالى وحياتهم وما يدور بداخلهم وما حولهم ولأنهم جزء من كل فلابد أن يتفاعلوا مع كل ما يدور وما يجري فالتغيرات الحادثة أنا أعيشها بالفعل فأنا من مواليد النصف الثاني من السبعينات وقد لمست بيدي الاستقرار الذي لم يعرفه أهلنا في الماضي, لم أجرب مرارة الحروب وما خلفته في نفوس الناس ولا الحرمان الذي كانوا يعيشونه تحت وطأتها.

ما رأيك في هذه التغيرات هل هي ايجابية أم سلبية?
التغيرات الآن لها شقان شق ايجابي وآخر سلبي, فالايجابي يتمثل في تطور المجتمع في مجالات عدة كالطب والهندسة والفيزياء والعلوم كافة, وفي وسائل الاتصال والانتقال وغيرها ما سهل على البشر حياتهم وجعلها أكثر ترفيهاً, أما الشق السلبي فيتمثل في التدهور الاجتماعي على مستوى الأسرة, فلم نعد نهتم سوى بالسعي وراء لقمة العيش التي أخذتنا من أهلنا وذاتنا وأصبحنا لا نتلاقي الا في المآتم وحفلات الزفاف.

اللغة المستخدمة في بعض الحوارات بين أبطال الرواية لا تتناسب ولغة أهل الريف?
الحوارات كلها في الرواية بالعامية المصرية وبلهجة أهل القرية وهناك اختلاف في طريقة السرد على لسان عبده وكذلك على لسان مسرودة رغم أنه حصل على شهادة لم تتمكن هي منها لكنها تعلمت بعد ذلك وزادت معارفها, وحجم علاقاتها فتطورت لغتها, ثم هناك بطلان هما عوض الطبيب وعبد المحسن "فني الآلات" بمديرية الزراعة وكلاهما متعلم وموظف حياتهما ليست مغلقة, بينما عبده وزوجته ووالده ووالدته كانت لغتهم ريفية خالصة.

رغم أن الرواية تدور أحداثها في الريف المصري كذلك انتشار استخدام اللغة العامية في الأعمال الحديثة الا أننا نجد الرواية اقرب الى الفصحى لماذا?
انا عاشقة للغة العربية وأتمنى ان اجدها في كل اعمال الجيل الجديد لذلك استخدمتها في السرد اما الحوار فقد كان بالعامية المصرية التي اجد صعوبة في التعامل معها ولكني لجأت اليها لانها الانسب الى لغة اهل القرية.

صدر لك الكثير من القصص القصيرة على صفحات الكثير من الجرائد والمجلات الثقافية لماذا لم يتم نشر هذه الأعمال في كتاب?
في البداية أنا روائية ولم أكتب القصة القصيرة, ولم أتمكن من كتابتها الا منذ فترة قصيرة ولكن لدى بالفعل مجموعة قصصية تحت الطبع ان شاء الله ستصدر العام المقبل.

هل تشغلك كثيراً قضايا المرأة?
المرأة نصف المجتمع بل تعدادها يفوق النصف تقريباً ولأنني أهتم بمجتمعي ومؤمنة بأن اصلاح الحياة الاجتماعية سيؤدي الى اصلاح الكثير من السلبيات, لذا فالمرأة ومشكلاتها وذاتها الممزقة بين سطوة المجتمع والتقاليد وغيرها تشغلني بشكل أو بآخر.

ما رأيك بدور المرأة في الحياة الثقافية?
لا يزال دورها محدوداً, أنا أطمع في أكثر مما تفعله المرأة على الصعيد الثقافي, وهناك الكثيرات ممن أثرن في الحياة الأدبية, وأثرين الأدب لكنني أريد المزيد ليس بصفتي امرأة ولكن بصفتي كاتبة تعشق الأدب.

وما رأيك في الجيل الحالي من الروائيات والكاتبات?
الجيل الحالي من الكاتبات مثقفات يسعين لاثبات ذاتهن فلا تزال المرأة الكاتبة تبحث عن حفر مكان لها ورسم ملامحها في الطريق الطويل وأنا احيي سعيهن الجميل.

هل يعيش كتاب الأقاليم في عزلة?
بالفعل يعيشون في عزلة بعيداً عن وهج الحياة الثقافية لعاصمة الثقافة القاهرة, لكن بعد وجود الانترنت نرى ان الجيل الجديد من الكتاب لم يعد يعرف هذا الانعزال, وأنا على سبيل المثال أمد خطوط اتصال بكل من حولي.

ما أهم المشكلات التي تواجه كتاب الأقاليم?
اختفاء الجديد من الكتب ووجود أغلب دور النشر بالقاهرة بالاضافة لأزمة النشر وعدم متابعة الكثير من مظاهر الحياة الثقافية كالندوات والمؤتمرات وغيرها.

ما آخر أعمالك الأدبية?
هناك مجموعة قصصية تحت الطبع الآن وأتمنى الانتهاء من طباعتها قريباً بالاضافة الى رواية جديدة أقوم بكتابتها الآن.

شدو الحنين


شدو الحنين

أحن لشرفتي القديمة التي كنت أرى منها الحياة .... أحن لحجرتي الباردة ... لأصوات لم أكن أعرف أني أحبها إلا حين فقدتها .... لذلك الفجر الذي كنت أراه يوميا يداعب حلمي بحياة جديدة .... لأقفاص الخبز على أكتافٍ لم تمل حملها كل صباح ... للطريق إلى عملي وكل هؤلاء الذي صادقتني نظراتهم وشاركتني مواقيتي .... أحن ...أحن .......

هكذا كتبت منذ أيام ولم أكن أعرف أني كنت أنكأ جرحا تخيلت أني في غمرة مشاكلي نسيته .

نسيت أنني أجبرت جبرا على ترك مكان عشت به ما أعددته أجمل سنواتي .

لكنه أيضا حملني للتفكير في شيء آخر فأنا أعرف تماما أني لا استقر ولا أعرف معنى الثبات ، لا ارتبط بالأشياء ( أمي دائما تردد : مالكيش عزيز ) لأني شديدة الملل من كل شيء وأزهد الأشياء سريعا .
حتى نظارتي لا أغيرها لتلفها أو كسرها أو لأن قياسها قد تغير ولكن لأنني مللتها ليس إلا .
ملابسي ، حُلييّ ، الأماكن ....... حتى الطرق وددت لو تعددت مساراتي لنفس الأماكن التي أذهب إليها ، كتبي كنت أعيد ترتيبها بين حين وآخر وأغير مواضعها .

حين تركت عشرون عاما خلفي للذهاب لبيت جديد لم أحزن فلقد كنت أود ترك المكان بكل وسيلة ، ذهبت لأجد أن للجديد مساوئ أهمها الضوضاء الشديدة ، لكني هناك استطعت أن أتنفس أن أكسب الجديد من كل شيء ، ارتبط بي المكان واستيقاظي كل فجر استقبل نور الشمس المشرقة وتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود في تلذذ غريب ، أشاهد ميلادا جديدا للحياة ، له في كل يوم لذة مختلفة .

أتسمع أصوات المصليين وهم في طريقهم للمسجد البعض يسبح الله ، والبعض الآخر يلهج لسانه بالدعاء ، أرى آخرين مع لحظات الشروق يجرون أقفاص الجريد ليعودوا بها على أكتافهم وقد رصت عليها أرغفة الخبز البلدي الساخن وفي أيديهم قراطيس الطعمية الساخنة ، والطلبة والطالبات في غدوهم ورواحهم ، وفي المساء حين يهدأ الطريق أتابع سير العشاق ونظرات الهيام ، والخلاف ، والصلح .

كنت حقا أرى الحياة من شرفتي ، أرى السماء وقمرها بوضوح .

أرى سمائي وقد سطع نجم الهوى فتدثرت بالنجوم التي لبستها عقدا ، وتنفستها عشقا ، وكتبتها حروفا وكلمات .

هناك فرحت وأخي وأختي يتزوجان ويخرجان لحياة جديدة تماما ، هناك ذهب أبي ، رحل دون أن يراني أحقق حلمي ، هناك جاءتني فرصة العمل الميري ( ههههههه إن فاتك الميري بأة تمرغ في ترابه ) ــ لم اسعد به لكن يكفيني أن أبي كان به سعيدا ــ كان هناك يقف في شرفتي ينتظرني أنا طفلته عائدة من العمل وحين يلمحني قادمة من بعيد يخبر أمي لتضع الطعام يعلم أني أدخل صارخة ( جعااااااااانة ) .

هناك كنت أنعم بالبراح والخصوصية ، كل صباح أجد أشخاصا بعينهم نتشارك نفس موعد الخروج ارتبطت بهم ارتباطا روحيا رغم أني لا أعرفهم ولا يعرفوني لكني بت أعرف إن تغيب أحد ، أو بعد ، المحال التي يفتح أصحابها في نفس الموعد ، السيارات التي تمر إلى جواري أتوبيسات الطلبة والعمال ، كل هؤلاء باتوا قطعة مني .

بت أمر على البيت وافتقدني ، ثم أراني وأنا انشر الغسيل على تلك الحبال المهملة ، وأنا اروي شجيرة العنب التي كان يأتي الخريف فتملأ حجرتي والمكان بأوراقها الجافة التي أحملها متأففة وأعود لأنتظر الربيع لتظلل المكان باخضرارها وقد عادت الحياة لأغصانها الميتة .

إن لي عزيز أليس كذلك ؟
ليس لأني أحب التغيير أنني لا أحس معنى الفقد والافتقاد .

أما الآن وقد عدت لما أكره ، فاقدة كل شيء مرغمة مجبورة ، لم أشاهد الفجر الذي يطل على ذات المدينة ونفس الناس ، لم أتمكن من رؤية السماء وهي نفس السماء .

لم أجد شرفة ، ولم أجد نافذة مسجونة بين البشر ، محاطة بأصوات كان ضجيج السيارات الذي اعتدته أرفق بي منها .

شهور مرت ولازلت لم أر النور .

الآن بت أهرب من المكان رغم أني لا أعشق سوى حجرتي وبيتي ، حتى القراءة فقدت مذاقها ، بات للكتابة معنى آخر معنى ممزوجا بالآه ، بالوجع .

قُصت أجنحتي فما عدت أحلق فوق سحب الخيال ، وما عدت أناجي القمر وأحدثه يوم تمامه ، ولا أغازل هلاله .

ولا أعقد مع الغروب وعدا بأن يمنحني شمس الصباح .

من يعيد لي شروقي ؟!!!!!!

20/10/2009

الاثنين، 14 سبتمبر 2009

مسرودة اليوم بجريدة المساء


مسرودة



حرصت الأديبة "رباب كساب" في روايتها الأولي "قفص اسمه أنا" علي إقامة عالم روائي يبحث بثقة في تطلعات المرأة. وكيفية كسر الحواجز الاجتماعية المعوقة لطموحاتها الاستثنائية في ظل المتغيرات. خاصة النموذج النسوي الذي يولع بذاته ويوظف كل قدراته الإنسانية والثقافية والتعليمية. في ظل طغيان نرجسي حتي علي المشاعر ليكتشف هذا النموذج في نهاية المشوار رغم مشروعية التطلع. أنه ما يزال مسجوناً في قفص هذه الذات باختياره. وها هي ذي في روايتها الثانية "مسرودة" تواصل الكشف والمواجهة لهذا العالم النسوي لكن في بعد أكثر إنسانية وأكثر اجتماعية وأكثر وعياً بالتفاصيل التي تصوغ درامية الحدث الروائي. فمسرودة تتوقف عبر دلالة الاسم والمعني ممتدة في دلالات متعددة لعوالم تحتمي بعلاقات اجتماعية دافئة تبدو مضيئة لإنسانية المشهد الاجتماعي وتؤكد دورها الأصيل في بنيته.

الاثنين، 17 أغسطس 2009

حوار لي بجريدة الصوت الآخر الكردستانية اجراه معي الصحفي محمد زنكنه

حوار لي بجريدة الصوت الآخر الكردستانية اجراه معي الصحفي محمد زنكنه

http://www.sotakhr.com/2006/index.php?id=8995


كاتبة جريئة..تصرخ عندما تشعر بالالم والغدر، تهيم عشقا بتفاصيل الذات البشرية..تعشق الحياة حتى وجها مؤمنة بان لاراحة بدون تعب او الم.. قلمها صديقها ورفيقها وهو لايخذلها ابدا لانه لاينطق الا بمشاعرها التي لاتعرف الغش. في قصصها تعلق واضح بالامل حتى لوكان خيطا رفيعا منه وحتى لو تعرض قلمها للاحتضار احيانا.


الكاتبة المصرية رباب كساب والتي تعرفت عليها عن طريق موقع الفيس بوك تتحدث عن نفسها وقلمها وعن معرفتها بالشعب الكوردي و تشيد بدوره الحيوي في تفعيل المسيرة الديمقراطية التي يمنحها الشرعية بصوته.

*كاتبة شابة..ذات قلم قوي جريء.. هل لنا أن نعرفها أكثر؟
أشكرك بداية على هذا الحوار الجميل ، وثانيا على وصفك قلمي بالقوة والجرأة .
لكي تعرفني اقرأني ، أشعر دائما بأن بيانات بطاقتي الحقيقية هي الكلمات التي تزخر بها قصصي ، المشاعر التي تحتويها أوراقي ، إحساسي العميق بالنفس البشرية التي أهيم عشقا بتفاصيلها ودائما ما تقلقني .
ولأجل المعرفة العادية:
رباب عبد الحكيم كساب
مهندسة زراعية بوزارة الزراعة المصرية
حاصلة على ماجستير في العلوم الزراعية وقريبا جدا إن شاء الله أنهي الدكتوراه في هذا المجال .
مواليد محافظة الغربية في أكتوبر 1977 .
صدرت لي روايتان الأولى بعنوان قفص اسمه أنا عام 2007
الثانية بعنوان مسرودة صدرت في مطلع هذا العام 2009
نشرت لي بعض القصص في كثير من المواقع الالكترونية والصحف .
* قفص اسمه أنا ..من مؤلفات رباب التي أعجبتني كثيرا..السؤال هنا هل أن مشاعرنا الحقيقية اليوم محبوسة في قفص؟
- ليس هذا ما قصدته في تلك الرواية، القفص هنا هو قفص أنانيتنا ، وبالتحديد أنانية طموحنا التي لا تستوعب إلى جوارها أي شخص أو أي مخلوق سوانا ، وحين يكون الطموح عاليا جبارا قد يسحق أمامه الكثير من الناس ، لكن صفاء بطلتي سحق مشاعرها وضحت بها لكي تفوز بطموحها . الا انها لم تستطع سجنها طويلا لقد ظلت تؤجج حياتها وتزيد مرارتها ، ومهما حققت من نجاح تظل تحن لماضيها لحبيبها ، لحياتها معه ، عجزت عن سجن مشاعرها ، لكن القدر لم يمهلها لتحصل على كل شيء ما تمنت ومن أحبت .

الصمت والصراخ. .نقيضن تستعملهما رباب دائما متى تشعر الآنسة رباب إنها تريد حقا الصراخ؟ومتى تفقد الأمل بحيث يكون الصمت مسيطرا عليها؟
أنا أصرخ دائما ، كلماتي على الورق هي صرخاتي ، هي نبضي الذي أعجز عن السيطرة عليه ، لكني لم افقد الأمل يوماً وأرفع شعارا ( الحياة أمل ومن فقد الأمل فقد الحياة ) وأنا عاشقة للحياة بكل ما تحوي حتى بوجعها ، لكنني أحيانا أصمت وليس صمت عجز وفقدان أمل ، ولكنه صمت تأمل ، صمت مراجعة للأحداث ، صمت تفكير ، اصمت حين أجد كل من حولي يدعي الصراخ ولكنه صراخ جعجعة لا يفضي لنتائج .



* نلحظ أحيانا صراعا بين جيلين قديم يدعي الخبرة وجديد يدعي السرعة في البديهة وكلاهما أحيانا يحاول مسح الأخر..اينك من هذه الصراعات؟ولأي حد تضايقك انتقادات الجيل القديم؟
- أنا لا اشغل بالي بهذه الصراعات لأني أعرف أن كل جيل وله وجهة نظره التي يصعب التخلي عنها ، مثلا والدك لا تعجبه تصرفاتك رغم أنها صحيحة وملائمة لمجتمعك ، وتظل تسمع منه أن أبناء زمان كانوا كذا وكذا رغم أنك لو عدت لجدك لوجدته يردد ذات الكلمات حرفيا .
المسالة أن الاختلاف نابع من اختلافات المجتمع والفجوة الحادثة بيننا وبينهم فجوة قرن كامل في الثلاثين عاما الأخيرة تطور العالم بشكل مذهل ، اذكر أن ابي رحمه الله لم يكن لديه تليفزيون وكان راديو وحيد في المدينة الذي يذيع حفلات أم كلثوم الشهرية لكني ولدت وجدت ببيتنا التليفزيون وبعد سنوات قلائل كان الفيديو والدش والكمبيوتر والانترنت ثورة هائلة أبهرت الجميع وجعلت الفجوة بيننا تتسع وتتسع لكني أرى في بعض الأساتذة استيعاباً لذلك ، لا تنس أنك تتعامل مع فئة مثقفة مطلعة تمكنت من استيعاب ذلك .
أكذب عليك لو قلت أني دخلت في صراع مع أحد الكبار من عرضت عليهم أعمالي وجدت استحسانا والحمد لله وتشجيعا لم أتوقعه أبدا حتى ملاحظاتهم أخذتها بعين الجد .
كما أني أحب الأسلوب الكلاسيكي في كتابتي ، لم أتخل عن عشقي لفن الرواية القديم ، وقد يكون هذا سببا في عدم حدوث أي صدام بيني وبينهم .


* هل توافقين الرأي أن الأدب والفن اليوم في أزمة؟أو بالأحرى أن التكنولوجيا أفقدت الفن والأدب بريقهما الحقيقي؟
-لا يمكن أن يفقد الأدب والفن بريقهما ، لكن الشباب في مرحلة من الانبهار بتلك التكنولوجيا ، لكن حين تنظر للأمر بنوع من التفكير العميق تجد هؤلاء الشباب هم من طوعوا التكنولوجيا لخدمة الفن والأدب على حد سواء ، حضرت بعض مهرجانات السينما التي تقام في القاهرة الشباب استخدم كاميرات الموبايل لعمل أفلام قصيرة وليتك رأيت معي كم الأفكار التي حوتها تلك الأفلام .
استخدام التكنولوجيا الرقمية في التصوير الديجتال كان من ضمن التكنولوجيا التي ساهمت في تطور الفن ، والكثير مما لا أعلمه .
وألم تكن تكنولوجيا الانترنت وسيلة للأدباء الشبان وغيرهم للانتشار ، قبلها كنا بمعزل ننتظر كتب وكتابات جيراننا في الدول العربية وحين تأتي لا أقدر على ثمن الكتاب كنت بمعزل عن ثقافات الشعوب العربية قبل الانترنت أما بعد هذه التكنولوجية وجدت عالما رائعا من أصحاب الفكر وأقلاما وضعتني في وسط العالم الحقيقي للقصة ما أحدث تطورا خطيرا فيما كتبت من حيث الشكل والمضمون .
أزمة الأدب وأزمة الفن أزمة ثقافة ، أزمة احتواء مازال الاثنان غير قادرين على احتواء التطور الذي يدرك المجتمع ، فلا الأفكار ولا المعطيات التي تستخدم فيها تكنولوجيا التطور تواكب فعلا المتغيرات المجتمعية الحادثة .
ولولا التكنولوجيا ما كنت عرفتني لتجري ذاك الحوار .



* تثار بين الفينة والأخرى أزمات بين الحكومة والطبقة المثقفة في مصر حول عدة مواضيع ..أنستطيع أن نعتبر أن هناك خصاما بين الحكومة والمثقفين في مصر؟
-الشعب المصري كله بعامته ومثقفيه على خلاف مع الحكومة ، ولكن ليس بصفتهم مثقفين بصفتهم أفراداً من الشعب يعانون نفس معاناته ، يقع عليهم ذات الظلم الواقع على الجميع وبصفتهم أصحاب أقلام فالجريء منهم هو من يخرج قلمه بصراخه .
حتى الموضوعات التي تهم المثقف كوضعه أو مجريات عامة فهي علامات صحية في المجتمع فلولا الاختلاف ما تمكنا من حصر السلبيات عدم الاختلاف والركود معناه أن الأحوال بالفعل أسوأ ما يكون .


* لننتقل إلى موضوع آخر أستاذتي ..ألا وهو التقارب بين الشعوب وخصوصا الشعبين الكوردي والعربي..مع الآسف حصلت قطيعة نسبية بين الشعبين بحيث لا يعرف ابناء الجيل الجديد إلا القليل عن بعضهم البعض ..ترى ما هو السبب؟
-لعبة السياسة يا عزيزي ، التهميش من أهم أوراقها ، وأنتم أو الشعب الكوردي في خلاف مستمر كما أن الكورد بتوزيعاتهم في إيران وتركيا والجزء العراقي الواقع تحت السيطرة العراقية حينها ، الفكرة كانت في القضاء على شوكتهم على أصواتهم لذا ظللتم بمعزل عن الكثيرين .
ولمعلوماتك انني اعرف شخصا اضطرته ظروف عمله بالعراق أن يذهب لمنطقة الكورد كان يروي لي قبل شهرين من الآن المعاملة الجميلة التي وجدها لديكم وعن جمال المنطقة وسحرها وتمنى لو يمكث لديكم بقية عمره ، ومن كثرة ما حكى تمنيت زيارة المكان للتعرف على أهله ، وحين حدثتك أخبرتك بأني همت بالصور التي تضعها للمنطقة .


* لكن أظن أن حديثنا هذا هو نقطة في بحر القضاء على القطيعة بل الغربة التي كان فيها الشعب الكوردي بعيد الم يحن الوقت للكف عن فكرة الفردية في الفكر والفرض والاستبداد لقومية ضد أخرى؟
- بالطبع حان الوقت بل لقد حان منذ مدة طويلة .
الوطن يعني أرض وشعب كيان واحد ، ثقافة واحدة وتقاليد واحدة ، وأعرافاً حاكمة ، الوطن بيئة تنمو فيها مجموعة من البشر تلتف تحت لواء واحد ، حاول الاستعمار سابقا بالاستيلاء على الأرض سلب شعوبنا أرواحها لكنهم فشلوا في سلبنا هويتنا وجعلتنا عودة الأرض نتمسك بها .
فرض فكر بعينه وسيلة لم تعد تجدي في ظل العولمة ، في هذه القرية التي بتنا نعيش فيها تحت مسمى العالم .
وقريتنا على شاسع مسافاتها واختلاف أمصارها ولغاتها تحوي العديد من الثقافات التي لم تعد مستحيلة على الآخر ، أدر محرك البحث جوجل وسوف تصل لما تريد في لمح البصر لم يعد هناك ما تتمكن من إخفائه .
ضع عنواناً على سطح الكرة الأرضية وستتمكن الأقمار الصناعية من بث المكان حيا أمامك .
فكيف بالله عليك نخضع لفكر واحد وأيدلوجية واحدة في مجتمع صار مفتوحا على مصراعيه لكافة الاتجاهات الفكرية والسياسية والثقافية .


* تابعتم انتخابات برلمان ورئاسة إقليم كوردستان..ما رأيكم بهذه العملية؟
-لا تعلم مقدار سعادتي وأنا أرى تهافت الشعب الكوردي على الذهاب للإدلاء بأصواتهم رجالا ونساء ، أسعدتني لما اظهروا من رغبة حقيقية في اختيار ممثلي برلمانهم ورئيس إقليم كوردستان .
وكما قرأت هذا العرس الديمقراطي سيكون خطوة في تشكيل تضاريس المنطقة السياسية ووضعها الحالي .


*لو توفرت الإرادة لدى الطبقة المثقفة هل يستطيع المثقفون من الكورد والعرب تجاوز هذه القطيعة؟
- بالطبع وسوف يتم التجاوز بلا شك .حين تريد خلق تواصل حقيقي لا تدع للسياسة أواصر ، اترك الفن يواصل طريقه في شق أخاديد بين جبال العزلة لتقهر حاجز الانفصال ، الفن سواء أدب من قصة وشعر ورواية أو سينما ومسرح وفن تشكيلي وسيلة يتفاهم بها البشر أكثر من أي شيء .
في وقت ما لعب الساسة على ضمير الشعب بالكلمة واللحن حتى صدقهم الشعب للنهاية .
صدقني لعبة الثقافة أهم بكثير من لعبة السياسة ، وهذا ما أدركته القوى العظمى في العالم فبدأت غزوها الثقافي ، وليس بعيدا المديا الأمريكية العريضة.


*أحيانا نسمع من هنا وهناك أراء حول التهديد المحتمل للكورد على الوحدة العربية..هل تعتقدين أنهم هم حقا كذلك؟خطر وتهديد للوحدة العربية؟
- لا أظن ذلك .


* هناك زيارات متبادلة بين المثقفين العرب والكورد لو دعيت لزيارة إقليم كوردستان هل تلبين الطلب؟
بالطبع وعلى الفور ، إنها أمنية عزيزة لدي

الأحد، 5 يوليو 2009

يااااااااااااااه نفسي أصرخ



هو الواحد مش من حقه يصرخ ولا إيه ؟
هو الواحد مش من حقه يطلع اللي جواه ؟
في ناس بتطلع ضيقها كتابة وناس بتطلعه زهق ونكد وناس بتكتم جواها لحد ما تعيا وتموت قهر وكمد .
وأنا بأة مريت بدا كله طلعت كتابة ، وطلعت ضيق وهم وزهق ، وطلعته كمان لا أقصد ما طلعتوش كتمته في صدري لحد ما كنت هموت كمدا وحزنا على شبابي ( بجد آآه يا شبابي ) .
لكن المرة دي بأة عايزة أطلعه صراخ ، عايزة أقف فوق تل عالي ، ولا حتى سطح عمارة مش مهم ، ولا أروح في الصحرا وجنب أبو الهول الصامت وأقوله كفاية بأة صمت انطق يا بني آدم ، وأصرخ مكاني ومكانه .
ما هو الواحد لحد امتى هيفضل على صمته ؟ لحد امتى هيفضل ساكت ما بيتكلمش ؟
الأحوال كلها غلط و ساكتين حتى اللي بيتكلموا عددهم قليل واقطع دراعي إما كان كلامهم من وراه هتتقضي مصالح ليهم .
زوابع صغيرة في فناجين ضيقة بتهمد وتموت بسرعة زي ما بدأت ، آه ساخطين ، آه ناقمين عيني علينا وعلى حوالينا بس برضه ساكتين كل واحد بيقول الكلمة ويتفها في عبه لا يخاف حد تاني يسمعه ( إيه التعبير السوقي دا ) ما أنا بصرخ بأة استحملوني .

وكل دا مش عشان اللي جرى لي وأنا بغير بطاقتي اقصد الرقم القومي من تعنت وروتين وسوء معاملة أنا عارفة إن طول عمري حاجتي مش بتنقضي بالساهل لازم تعب قلب ، ولا وأنا شايفة عسكري في الشارع بيدور وشه وكأنه مش شايف ولا سامع صراخنا بكلمة حرامي يوم ما اتسرق موبايلي ، ولاَّ صمت الناس وعدم اهتمامهم وكأن شيئا لم يحدث مش دي مصر ولا دي ناسها كده بجد كتييييييير ( على رأي شباب اليومين دول بقت أوفر قوي ) بس برضه هستحمل وأنا بصبر نفسي وأقول يا جبل ما تهزك ريح .

بس بجد الواحد بأة بيزهق من كونه جبل ليه يا أخواتي ما اجربش مرة الدلع واعتمد على حد .
شفتوا الصرخة اللي طلعت من جوايا قبل ما تطلع منكم بتقول إيه ( ما حك جلدك غير ظفرك ) .
طب ما أنا عارفة بتشخطي فيا كده ليه ، يا ساتر ،ما بالراحة شوية .

بس بجد لو كل واحد علم ولاده إنهم يعتمدوا على نفسهم هيكون أحسن ولو اتعلمنا نثقف بناتنا على عدم الاعتماد على الآخرين هيكون أفضل وأفضل فمافيش واحدة تستنى حبيبها إنه يساعدها ولا جوزها إنه يعملها ولا حتى ابنها ، وما تطمعش بأة وتقول أخوها.
أنا عارفة إن كل واحدة بتبقى عايزة تبقى هانم ولو الراجل عمل دا بيبقى عشان لا أمه ولا حبيبته ولا بنته ولا مراته تتبهدل بس دا يعني لو هو عنده شوية إحساس وأكيد عارفين توابع الإحساس دا شكلها إيه ؟
هيقف شوية في الطابور الانتظار هيخنقه وشوية الدلع اللي هتدلعهم على حس كده هيطلعوا في وشها زهق وخانقة ورخامة وبرطمة وكلام من تحت لتحت يخليها تندم على اليوم اللي خلته يعمل لها حاجة وتكره الدلع وأم الدلع واليوم اللي فكرت فيه تدلع عليه قصدي تعتمد عليه.
ومش بعيد لو هو عصبي ابن سبعة يعني يشتمها قدام الناس ويسب لها الملة والدين بتحصل .... شفت كتير .
عشان كده بحمد ربنا إني لوحدي بخلص حالي وما بعتمدش على حد ، بطلت ادلع من بعد أولى إعدادي على ما أذكر .

بس يعني لكل الرجالة والنبي تاخدوا بالكم أصلكم ما تعرفوش شوية الحنية بتاعتكم دي بتعمل إيه ، ولا بتخلق سعادة شكلها إيه ولما بتقلبوها نكد ولا بتعملوها بزهق بتنقلب جوة أي واحدة تعاسة شكلها إيه والله حاجة ما تتوصفش .

جرب كده تمسك إيدها في الشارع وتعديها ولا تخلي نفسك إنت جنب الناس مزنوق فيهم عشان محدش يجي جنبها ولا يعني تروح تشوف نتيجتها في الكلية بدل منها ، ولا تشيل الواد عنها رغم إنه شبطان فيها وبيعيط وعلى لسانك كفاية عليكي يا حبيبتي تعب يا سلااااااااام يا ولاد دا يبقى هنا وتلاقيها من جوة فرحانة وبترقص من الفرح كمان .
دي تصرفات بتعملوها عشان لقيتوا اللي قبلكم بيعملوها بس جربوا تعملوها من غير زهق بحب ويا ريت تبقى بعد الجواز مش قبله بس على حس يعني إنها فرصة تلزق فيها ولا تمسك إيديها وإنت بتعديها ساعتها هيا هتقول لنفسها ( ما تسبيه يمسك إيدك يا فوزية ...... على رأي الله يرحمه فؤاد المهندس ) لكن جرب كده وبص لاتنين متجوزين في أول أيامهم ماشيين سوا ولما يجي عيل يا إما شايله وهيا شايلة شنطة غيارات الواد وبتنهج وهو زهقان من فرك الولد ، يا إما العكس وبيبقى طالع يجري وهي مش عارفة تحصله .
ولما يبقوا عيلين تلاتة حد ماشي في ايده وحد ماسك ديل فستانها وهو ماشي قدامهم كأنه ما يعرفهومش .

والله أعرف واحدة بطلت تمشي مع جوزها وتكره تخرج معاه في أي مشوار مع إنه لو يهدي معاملته شوية هيعرف أد إيه وجوده معاها في الشارع بيسعدها .

وبتلاقي واحدة تانية بتترجم جواها الأماكن بيه و بوجوده ، بتترجم جواها إحساس بالأمان ، وتجري الذكرى بسرعة لأنها أول مرة راحت هناك كانت معاه ، ولو راحت حتة حلوة تتمنى لو كان وياها من غير زهق طبعا ، حتى لو أكلت أكلة كويسة يا سلام لو شاركها حتى لو بعد قطمتين شبعت ( دي طبعا بتبقى لسة في أول مراحل الحب ). بعد كده ممكن تاكله هو شخصيا .

إلا هو أنا كنت بصرخ ليه ؟
تصدقوا نسيت .
مش فاكرة .
أصل البلاوي كتير قوي ، تهتوا معايا ؟
أكيد بس دا مش أد توهاني أنا ، ولا الكلمة اللي بقت على لساني على طول ( يا جبل ما تهزك ريح ).
4/7/2009

الأربعاء، 20 مايو 2009

لا شماتة ..... يوم جديد من يومياتي

لا شماتة ...... يوم جديد من يومياتي

منذ بضعة أيام وأنا أفكر في الكتابة عن الموت لا عن الموت كفعل أو رد فعل طبيعي لنهاية الحياة ولا لأنه الحقيقة المؤكدة في هذا الكون أو لأنه الوجه الآخر للعملة .
بل سأتكلم عن الموت كوسيلة يأخذ منها البعض طريق ليصل به لمأرب من مآربه، تاجر يتخذ من الموت وسيلة لبيع تجارته ، ولقدسيته اخترت أنْ أتحدث بلغة فصيحة على عكس ما سبق من يومياتي .
يحضرني الآن قصة سيدنا إبراهيم مع من ادعى أنه إله ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) صدق الله العظيم البقرة 258.
أتى المدعي برجل أماته ـ قتله ـ وآخر أبقى على حياته واعتقد أن بهذا قد أمات وأحيا لكن الإعجاز الحق هو أن يحيي من أماته لكنه فشل ولم يجادله النبي الكريم بل طلب منه أن يأتي بالشمس من المغرب ( فبهت الذي كفر ).
تبارك الخالق جلا علاه وهو العظيم القادر المقتدر ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )البقرة260
إن الله تعالى كما خلق الحياة خلق الموت أي أنَّ لكل شيء بداية ونهاية ، في الحياة مبتدأ ومنتهى والموت نهايتنا .
قدَّس المصريون الموت قدسية لا مثيل لها بنوا الأهرامات مقابرا بقت على مدى آلاف السنين شاهدا على هذا التقديس الكبير، ظنوا في البعث فحنطوا الموتى حافظوا بذلك على جسد الميت وتركوا معه كل ما يعز عليه من ممتلكات حتى بعض الحبوب إلى أن تغير هذا المعتقد ( الكفن مالوش جيوب) لكن ظل الموت هو الشيء الوحيد الذي تنهار أمامه كل الأشياء ،الضغائن ، الأحقاد ، الشرور الخلافات ليبقى السيد بلا منازع ، وكم من أسر كانت تتطاحن أفرادها فإذا حضر الموت كف الجميع عن نحر بعضهم البعض .
وكم من أشقاء جمعهم الموت بعد خلاف .
الموت مفرق ومجمع في آن واحد ، الموت له ذلك الفعل الحيوي البداية والنهاية .
ويأتيك الموت بغير أن تدرك أو تحتسب فلكل أجل كتاب (أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ ) النساء 78
لازلت لم أدخل في صلب موضوعي الذي وددت محادثتكم بشأنه .
وبرغم كوني أفكر في كتابة الموضوع من أيام إلا أن ما حدث اليوم من ردود أفعال للبعض إثر موت حفيد الرئيس جعلني أتذكر الموقف الذي حرك بداخلي دافع الكتابة ، وأجبرني لأكتب .
سمعت شريطا لواحد من هؤلاء الذي أخذوا على عاتقهم أمر هداية البشرية ، ورد كل مخطئ إلى عباءة التوبة النصوح ، للبقاء في ردهة الإيمان ، في معية الله جلا علاه .
واحد من هؤلاء الذين يتكلمون بفصاحة وبقوة تثير في داخلك الميت من المشاعر أو المهجور من الأحاسيس ، واحد من هؤلاء الذين يتخذون من قدرتهم على المواجهة والخطابة في الناس وسيلة يصلون بها لكل من وهن عقله ورهف قلبه .
ولا أخفي عليكم أني تأثرت بحماسته ونداءاته ولكنه عقلي الذي يسكن رأسي منذ زمن مكابرا ، غاضبا ، ناقما أحيانا لأنه تعلم كيف يفكر وكيف يتساءل نفض عنه التأثر بالكلمات الرنانة وبدأ يحللها .
كنت وحيدة في ميكروباص كان كل ركابه تقريبا من أصحاب الجلابيب القصيرة واللحى الطويلة فتوقعت أني سأستمع لشريط قرآن أو شريط لواحد من الدعاة لم استغرب الحادث ما تعجبته أنهم ارتضوا بي راكبة أخيرة وحيدة في سيارة يركبونها أسكتهم فقط أنهم لا يملكوها فهم مثلي مجرد ركاب .
لم يدر الشريط من البداية وأظنه كان في نهايته لكن ما سمعته منه كان كافيا لأصر على أنَّ هذا الرجل حسابه عند الله فلن أكون مثله وأحكم وأنصب نفسي إلهة وقاضية أحاكم البشر .
الله تعالى أكبر من أن نتخيل مدى رحمته وعفوه ومدى قدرته على الحكم ، نحن نتكلم بقصورنا البشري ليس إلا فالقادر على أن يحيي ويميت ، من يسير السحب وينزل المطر من يبسط الأرض ويرفع السماء بغير عمد من يأتي بالشمس من المشرق ليس لنا أن نتصور أنه على قدر عقولنا .
الله تعالى الذي صنعنا من تراب وأحكم صنعنا ( فتبارك الله أحسن الخالقين ) المؤمنون : 14 .
(الذي خلقك فسواك فعدلك * في أيّ صورةٍ ما شاء ركّبك )الانفطار : 7 - 8 .
يتم في داخلك آلاف العمليات الحيوية التي لا تتخيل مدى تعقيدها ومهما حاول العلماء من رسم خرائط جينية وتحديد أليلات الوراثة وفك شفرات الحامض النووي أو تركيبه وعزله ودراسته فهم عاجزون أمام الإعجاز الإلهي الذي دفعني ذات يوم لأن أردد جملة واحدة على مدى ثلاث ساعات متواصلة ( سبحان الله )
الله .... الواحد الأحد .... الفرد الصمد ..... لا نظن أنا ندركه حتى نطلق الأحكام جزافا ، نكفر خلقا ونحاسب آخرين بمنطقنا نحن .
هذا الرجل الذي كان يحث الشباب للعودة إلى الله وترك المعاصي كان يضرب أمثلة كلها في ظاهرها الدعوة إلى الإيمان وفي جوهرها هي ترك لله عز وجل ولطريق الهدى .
ظل يتحدث عن أشخاص غرتهم الدنيا من وجهة نظره ومشوا في طريق الضلال ثم تاب الله عليهم من بعد غي وإثم ليسيروا في طريق الله يعرفون المساجد بعد هجرة ، ويأتنسون بنور الرحمن بعد ظلام فإذا بهم ينقضون عهدهم مع الله ويعودون لإثمهم السابق وغيهم وضلالهم ويموتون بعد الارتداد بيومين أو ثلاثة بالضبط كما ذكر هذا الرجل ولا أحد يدري سببا لتوبتهم وما الدافع الذي جعلهم يتوبون وما هو الدافع الأقوى الذي جعلهم يرتدون بعد أن تذوقوا حلاوة أن يكونوا بقرب الله ويموتون على غيهم .
وما حز بنفسي حقا أنه تكلم عن شاب آمن بعد طول ضلال حتى أنه بدأ يؤم الناس في الصلاة ويلقي عليهم الدروس وصار له دارسين مستمعين له متعلمين منه فإذا به يرتد ثانية ويموت في ثالث أيام ارتداده بالضبط ... لماذا ؟
لا أدري .
بحق لا أدري ، لا أدري لماذا تاب ولماذا ارتد وما حكمة ذلك ؟
من باب أولى أن أذكر هذا الشاب كنموذج أمثل ، وأحبب الشباب في الحياة الآمنة الجميلة بجوار الرحمن لا أن أقول أنه ارتد ثم مات كافرا ، ماذا سيفيد ذلك غير أن استمر في ضلالي إذا كان الأمر هكذا وفي كلا الحالتين سأموت كافرة .
قد تكون توبته غير صادقة ( الله أعلم ) ولكنه مثل ليس بمحله مثل استخدمه الرجل مع باقي الأمثلة لزرع الخوف لا الحب في الإيمان ، فقط الخوف والرعب من أن تموت كافرا فتظل تؤدي العبادات وترسم مظهر المؤمن دون أن تحب ما تفعل .
وفي هذا المثل بالذات الذي أصررت على ذكره لأن الفتى صار واحدا من الدعاة إلى الرحمن ومن يفعل ذلك غير إنسان تغير كلية وصار لديه من العلم ما يعطيه للناس ومن القدرة على شرح نعمة الإيمان ؟ فكيف يرتد وبأي سبب ؟ ولماذا يموت على ارتداده ؟
وكيف لي أن أحكم عليه بأنه مرتد لمجرد أنه عاد لملبسه القديم تاركا الجلباب أو كف عن إلقاء الدروس أليس من الممكن أن يكون قد تاب الله عليه بالفعل وعلم من داخل نفسه أنه ليس على علم ولا قدرة بأن يتحمل وذر من يسيرون خلفه يسمعون منه وأنه مات على إيمان حقيقي بأن للدين أهله .
كيف لي أن أعرف سريرته وأحكم بكفره وأنا لا أعرف سببا لما كان عليه وما آل إليه وما دفعه للعودة .
لم يذكر الرجل في أي من الأمثلة أسبابا لذلك .
وآه من كلماته بعد ذلك لقد شمت بالموتى ، لا شماتة في الموت يا رجل ، لا شماتة في الموت .
تكلم عن أهل المعازف وآه من صرخته بكلمة أهل المعازف ارتجت أوصالي وخلت أني أمام أبا لهب وزبانية قريش .
لقد شمت في موت شباب الممثلين الذين ماتوا على مسرح بني سويف ، تلك الحادثة التي أبكت عيني ولا أراها تختلف عن حادث عبارة السلام 98 أو الطائرة البوينج 1999 أو قطار الصعيد 2002 ، لا يختلف هذا الحادث في قوته ومرارته وجسامة الإهمال الذي وراءه .
وحتى لو كان هؤلاء الممثلون من الكفار فمن أدراني هل كنت الله الذي هو أقرب إلينا من حبل الوريد لأعلم دواخلهم وأحكم عليهم بل واشمت في موتهم هل كنت هو ؟
شمت بهم والله شمت بهم وفرح لموتهم على هذه الصورة المحترقة قائلا ( عاش على المسرح ومات على المسرح الذي وهبه حياته ) ( لقد طالتهم النار أولا على خشبة المسرح ثم طالت من هم في مقاعد الجمهور ).
ذكر الممثل الذي ظن الجميع أنه مات ثم دفن وبعد فترة فُتح قبره فوجدوه كان يحاول نبشه لأنه لم يمت حينها ، تلك الإشاعة التي خصت الفنان صلاح قابيل والله أعلم بصحتها شمت به هو الآخر .
واليوم رأيت الشماتة في عيون الكثيرين وفي كلماتهم في الرئيس مبارك فعلوا مثل هذا الرجل ولم ينههم الموت عن ذلك بحجة أن الرجل فعل بنا الكثير والكثير وها هو يتذوق من نفس الكأس التي تذوقها من مات بالأغذية التي رُشت بالمبيدات المسرطنة ، وهؤلاء الذين راحوا للحوادث الكبار التي ذكرتها ، الثكالى والأيامى الذين خلفتهم وراءهم حوداث العبارة والقطار والدويقة وغيرها وهذا حقيقي لكن حقنا لن يأتي بأن نشمت في موت طفل لا حول له ولا قوة .
لقد شعرت بمدى فداحة مصابهم كأي فرد في من شعب مصر يفقد عزيزا لديه ، لم أرَ غير دموع أب وجد من شعب مصر .
حقنا لن يأخذه لنا تخاذلنا وشماتتنا بالرجل ، حقنا سنأخذه بقوة وجودنا وتماسكنا برغبة قوية في الاتحاد لنتغير ، لنكف عن تخاذلنا وتقاعصنا ، وتلك الهبَّات الفردية التي يقوم بها البعض .
سوف يعود حقنا إن تغيرنا نحن ، إنَّ الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ، ونحن استسلمنا لضعفنا .
شمتوا به وبموت حفيده والبعض اتبع سياسة الرياء والنفاق حتى أن رجال الأعمال وأصحاب القنوات الفضائية تخلوا عن ربح الإعلانات للحداد الذي أقيم لموت الطفل وكأننا في مَملكة مات فرد من العائلة المالكة .
بتنا كهذا الرجل الذي يملأ العديد من شرائط الكاسيت بالكثير والكثير من المغالطات التي لا تدعو سوى للترهيب رغم أن حلاوة الإيمان فيما يملأ أنفسنا بالحب ، حب القرب من الله والوقوف بين يديه ، حب أن تتصدق وتزكي بنفس صادقة الفعل ، حب أن تعامل الآخرين بما وجب عليك دون غش ورياء ونفاق دون أن نأكل لحم بعضنا البعض ، أن نتعلم أنَّ الدين المعاملة ، وأن تحيتنا السلام ، وأن نعرف الغير ونختلط بالآخر فالإسلام ليس انعزالا .
إن لم يغيرنا الموت ويدفع بنا للتكاتف فلا سبيل لأن نتغير .
20/5/2009

الأربعاء، 13 مايو 2009

كرومبو والصالون الثقافي ( من يوميات مدينتي الصغيرة)

اليومين دول الحياة في مدينتي مستقرة أو زي ما تقولوا كدا مفيهاش جديد ما هي طول عمرها مفيهاش جديد بلد أقصد مدينة زي أي مدينة غارقانة في سبات طويل عميق ، السطح عليه ناس مجرد ناس كل همها لقمة العيش وتوفير تمن الدروس للعيال وكسوتهم وتعليمهم ( أل يعني العيال أصلا بتتعلم ) .
مش بلومهم ولا بعتب عليهم بس يمكن دا عشان أنا زهقت إني بشاركهم دا حتى الكلام مجرد كلام من غير فعل .
مش مهمتي إني أقدم حلول لكن مهمتي الفعل طالما إني حطيت المشكلة في بؤرة الضوء وقلت إن في مشكلة .
بس هو أنا عملت إيه ولا كل حد قرا كلامي قبل كده عمل إيه ؟ ولا أي حد بيفهم عمل إيه ؟ بكتب قصص وروايات عيني عليا أستاذة في زمن بقى فيه الأساتذة بالكيلو آه والله بالكيلو .
طيب شوية تفاؤل .... هجيبه منين .
هلاقيه في كاريكاتير على صفحة جرنال ولا هلاقيه في حظك اليوم ولا هشتريه من بياعين الصبر .
هلاقيه في قلب الحبيب ولا في غنوة حلوة من بتوع زمان ، ولا يمكن أزرع بكلمتي الوهم في عقلي وعقولكم زي ما زرعته أغاني الثورة بتاعة زمان في قلوب الناس، الناس اللي فاقت من نشوتها على سبعة وستين طوبة في دماغها .
بطلت اقرا من زمان صفحة الحوادث بطلت فعلا بس ما يمنعش الصفحة الأولى دايما تنكد عليا وتجيب حادثة ولا اتنين يشيبوا الراس ولا عمودي المفضل النهاردة لما كتب فيه الجميل احمد رجب عن بلية الأسر المصرية الجنون العقلي اللي صابها وبقى سيف الشيطان على رقابي الكل عمال يحش فينا زي البرسيم بعد ما كله بقى بيقتل في كله أب ابن أم معدتش بتفرق مين بيقتل مين .
ياهوووووووووووووه
إيه دا بجد سواد ، ليل غطيس مالوش آخر .
تعرفوا يمكن أجيبه ولا أسأل عنه المفتش كرومبو ولا كابتن توفيق حاسس بضيق ، كرمبو ظاهرة الظواهر تحفة الإبداع الجديد دا إن كان اسمه إبداع .
من أول الواد يوسف أبو سنة ونص ابن أختي لحد أكبر كبير بقى بيتابع كرمبو ، معرفش ليه وأنا وسط نخبة من الأفاضل في صالون أدبي ثقافي محترم وهو صالون الدكتور حامد طاهر بتابع بشغف المخرجة الفنانة جدا عطيات الأبنودي نطت صورة كرومبو قدام عيني بين الأستاذ الفاضل صاحب الصالون وبين ضيفة الشرف الأستاذة عطيات ولقيت كرومبو بينهم في النص بيطلع لي لسانه وبيصحن على إيده بيغيظني ولسانه بيقول أنا الكسبان يا هبلة أنا الكسبان يا عبيطة ، أفلام إيه وفن إيه قصص إيه وإبداع إيه أنا بس اللي عارف الطريقة وفاهم الفولة وبسرعة شاركته الست الهانم الخاطبة اللي بتجوز كل بايرة واسمه إيه بتاعة التوك التوك ووقفوا كلهم عاملين دايرة حواليا وأنا في النص حيرانة قرفانة وصوتهم بيغني أقصد بينشز في وداني ( افتحوا لي الباب دا الجاموسة والدة ) وبيضحكوا عليا وأنا بحاول أفض حصارهم وأخرج من وسط الدايرة بس رباطهم كان قوي وأنا لوحدي مش عارفة أطلع مش عارفة أخرج .
الأستاذة عطيات بتعرض هم ، هم بلد بحالها بفن رائع بتصوير ممتاز برؤية جبارة بتتكلم عن حربها لتكون لتحفر اسمها بين رواد الفيلم التسجيلي ، بيشاركها الحوار دكتور هاشم النحاس والمبدعة الصغيرة أمل فوزي صاحبة فيلم مرازيق ، كلنا عمالين نسمع وأنا لوحدي بحاول أسمعهم لكن اخوانا اياهم بيصرخوا في وداني لسة، لسة ما وصلوش لعقلي لسة ما وصلوش لقلبي لسة ما وصلوش لروحي بس وصلوا للي بحلم يوم بيهم بيفوقوا بيخرجوا من دايرة الآه وصلوا ليهم خلاص .
لما كلمة هس تخرج من بق الكل في نفس واحد لما كرومبو بيطل على الشاشة والصمت يعم عشان يركزوا ويحلوا الفزورة ، لما تتركز حياتنا حوالين السيت كوم ومسلسلاته لما تتكلم الست الجميلة فاطمة ناعوت عن القراءة وأد إيه إن بني أدم ماسك كتاب في ايديه شيء بيثير الدهشة في مجتمعنا في حين مباريات الإعلانات عن رنات المحمول حسب ذوق الزبون من بين أغاني قديم وجديد وأدعية وخلافه ورنتك باسمك ولا حتى بصوتك شيء مش بيثير أي دهشة يبقى خلاص إيه فايدة الكلمة إيه فايدة الإبداع ؟؟!!!!!!!!
لما تنطق روحي وتقولي روحي شوفي مصلحتك يبقى إيه فايدتي وفايدة قلبي اللي بيها حس ؟ !!
خرجت من الصالون الأدبي الجميل دا يوم الاتنين الماضي وجوايا نار وإحباط ، لقيت الكون اسود ولحد دلوقت اسود ملاقيتش بكرة ، دورت فعلا عن بكرة بتاعكم وبتاعي ، عن الحب ... عن الحياة عارفين لقيت إيه ؟
لقيت كرومبو بيطلع لي لسانه من تاني وبيضحك ، حطيت وشي في الأرض ومشيت ومسحت النهاردة دمعة طلت في عيني لما قلت إني هشوف مصلحتي معدش عندي كلام أقوله .
سلام بقى بينادوني أحل فزورة الاسبوع دا بتاعة .... كرومبو .
أخ نسيت أقولكم
ولد من سواقين التوك توك في مدينتي الصغيرة كاتب على التوك توك لو الشقاوة بالرتب كان زماني بقيت لوا
وأنا بقول لو الحظ بالرتب أبقى لسة ملازم أول
13/5/2009

الاثنين، 20 أبريل 2009

غياب

غيـــــــــــاب

جلست أنتظره .... جاءني صوته من خلفي يفتقر دفئه ..... التفت ..... مددت يدي التقطها يبادلني التحية ... جلس ... الصمت يخيم علينا .... سكنت الدهشة حضن ملامحي حين تحدث ..... لقد غابت ملامحه .... فركت عيني ... نظرت حولي ...... كل الناس ملامحها واضحة ... التفت إليه ثانية .... لم أرَه .

20/4/2009

الأربعاء، 8 أبريل 2009

بين تباريح الشوق والمسألة الميكروباصية يوم جديد من يومياتي



بين تباريح الشوق والمسألة الميكروباصية ........... يوم جديد من يومياتي



اشتقت إليك فعلمني ألا أشتاق



ساعات الواحد لما بيسمع الأغنية دي بتنتابه حالة من الشوق بجد يمكن مايكونش شوق لشخص بعينه ويكون مجرد شوق للحالة نفسها للحب يعني ، فما بالك بقى لو إنت مشتاق بجد .
هتعمل فيك إيه الأغنية دي ؟
لما تستحضر صورة حبيبك وتلاقي الصورة مشوشة من كتر البعاد ضبابية ، ناقصها كتير ملامح فايتاها الذاكرة وراها ، وتلاقي نفسك بتعصر نفسك عشان تسترد الصورة كاملة ، طبعا إنت مش ناسيها بس كل الحكاية إنه بيتهيأ لك إنك نسيتها ، وتعصر نفسك زيادة وتخلي صوته في ودانك عشان تكمل كل ملامحه .
وتقول علمني كيف أقص جذور هواك من الأعماق
دا بس عشان ما تقتلكش حالة الشوق والحنين ، عشان ما تقعدش تحسب لما تيجي ساعة اللقا هتعمل إيه وهتفكر إزاي ، هتقابله إزاي بعد غيااااااااااااب طويل .
طيب هتبقى لابس إيه ؟ هتقول إيه ؟ ولا هتتكلم في إيه ؟
هتضحك م الفرحة ولا عينيك هتدمع برضه م الفرحة ؟
هتاخده في حضنك ولا هتكتفي بإنك تسيب إيدك في حضن إيديه ؟
وتفضل تبص في عينيه وتنسى بقية ملامحه عشان بتدور على روحك جوه عينيه .
ياااااااااااااااه ع الحنين . لا دي وردة دلوقت بتقول حنين أنا دايبة فيك حنين .


*********


النهاردة بقى خدتني الجلالة وقلت أتفقد أحوال الرعية وأحن على بلدنا وأمشي في شوارعها شوية وزي ما تقولوا كده هما خافوا النزلة دي فقفلوا في وشي كل الأبواب .
ما تستعجبوش كده والله حصل بس طبعا مش أنا السبب أمة الله محدثتكم غلبانة من غلابة البلد دي بس أنا لقيت كل محلات البلد مغلقة وأصحابها قاعدين قدامها وإيدهم على خدهم مستنيين اللحظة الحاسمة لحظة مرور شرطة المسطحات هما عارفين إنهم نازلين طبعا في حملة مفاجئة زي زيارات السيد الوزير أي وزير مش مهم وقافلين كل المحلات ، قلت لواحد فيهم طيب ما تشيل اللي ع الرصيف بس وافتح دكانك قال إزاي يا أبلة دول بيمدوا إيدهم جوة وياخدوا اللي هما عايزينه ........... بس خلاص مش هقول حاجة تاني .


***********

برضه كل دا وما اتكلمناش بقى على موضوعنا النهاردة .
أصل بجد وبصراحة الموضوع والكلام اللي عايزة أقوله هيخلي ناس تلعني وناس تقول أستغفر الله العظيم منها ومن أمثالها ، بس مش مهم أنا حرة في اللي هقوله وإنتم حرين برضه تقروه ولا لأ ، أنا هنا بتكلم عشان بدافع عن حريتي اللي بقيت عمالة اتخانق كتير عشان أحصل عليها .
طبعا مفيش حد في يوم ما ركبش ميكروباص ولا حتى أي وسيلة مواصلات إن شالله التوك توك ، وأنا بقى وسيلة المواصلات بالنسبة لي يا إما للقراية أو للتأمل في الطريق اللي دايما ماسكة كتاب بيخلي ملامحه تروح مني أو لما الدنيا تبقى قلباها كآبة والحالة جيم ع الآخر وساعتها برضه بابقى سرحانة في ملكوته غرقانة في الهم ...... أنا حرة.
والناس في الميكروباص بتفرض عليك أحيانا تبقى معاهم دا لو إنت يعني دماغك فاضية ومش مشغول وتلاقي نفسك وسط قضية لو جنبك ولا وراك محامي ولاَّ داخل في مشكلة عاطفية لو البنوتة اللي جنبك ولا وراك زعلانة مع الجو ، ولاَّ وسط حكاية طويلة عريضة عن جواز البت وعروسة الواد لو خالتي الحاجة أم فلان قاعدة جارك ، ولاَّ تحمل هم الواد ابن عم الحاج اللي جنبك اللي عمال يتوسط له عشان يشغله في أي داهية كفاياه قاعدة زي الولايا في الدار .





الكلام كتير والمواصلات دنيا وعالم مالوش آخر . وكانت آخر الحكايات واحد وواحدة أظنهم أخوات مع إن طريقة حديثهم ما تقولش بس هما أخوات لأنه واخدها غصب عنها تزور قرايبهم وتصل الرحم بيعلمها توصل رحمها وهي رافضة ونفسها تولع فيه لأنه أخدها غصب عنها وكمان هيا كارهة الناس اللي رايحة لهم ،وبعدين الست الهانم لو كان وافق ع العريس كانت هتسيب التعليم وإن شالله عنها ما دخلت الجامعة طيب وأنا مالي ذنبي أنا إيه في الحكاية الطويلة العريضة دي غير إني قاعدة قدامهم في عربية واحدة منتظراها تحمل عشان نمشي . ( على فكرة كان صوتهم عالي جدا يعني ما قصدتش أسمعهم أصلي عارفة هتقولوا إيه كويس رامية ودانك ليه ؟ صح ؟) أين حريتي ؟
المهم حطيت سماعة الموبايل في وداني وقعدت أسمع كم أغنية يمكن يغيب عني صوتهم .
بس دي مش بداية المشكلة ، المشكلة بدأت زمان مع السواق اللي طبعا العربية دي عزبته ملكه حلاله يعمل فيها ما بداله وهو أكتر واحد عايز يروق حاله عشان الطريق ومن حقه من حكم في ماله ما ظلم وعليك بقى يا سيدنا تتحمل ذوق السواق وكل سواق بجد وذوقه فيه اللي كلثومي واللي حليمي ودول بقى الصفوة وفيه بتاع من حق الكبير يدلع ، والعنب العنب وبشرب معرفش إيه وبلعب بوكر وآخر الغناوي حكاية الواد اللي استلم رسالة من أمه وراح المينا يستقبلها إظاهر طلعت من غرقى عبارة السلام هتلاقيها دلوقت في كل عربية أغنية الموسم .
وفيه بقى السكة التانية خالص بتاع الشيخ فلان ومحاسيب الداعية علان واللي بقى ربنا يبقى راضي عنك وركبت معاه لو تلاقيه مشغل إذاعة القرآن الكريم وساعتها بوس إيدك وش وضهر دي نعمة ما بعدها نعمة ، واحمد ربنا كمان إنها مش إذاعة الشباب والرياضة في يوم فيه ماتش مهم وخاصة لو إنت مش غاوي كورة زيي ، الله يمسيه بالخير كوبري قليوب الجديد لما كانوا بيعملوه خدنا في يوم بالليل من المؤسسة في شبرا الخيمة لحد الكوبري ساعة ونص سمعت فيهم ماتش كامل كان أيام الدورة الأفريقية الأخيرة .
وأكيد مش هتنقي العربية اللي هتركب فيها وخاصة لو إنت بتدور تركب ساعة الذروة يعني وقت خروج الموظفين وأغلب طلبة الجامعة ، أو لو إنت رايح كليتك أو شغلك الصبح ، والسواق أما بيصدق ساعتها بقى بيفرض شروطه أربعة ورا ( لكم أكره هذه الكلمة ) وإياك حد ينطق هو انتوا لاقين عربيات احمدوا ربكم ( القطر تذكرته غليت ومجلس مدينتنا الموقر لغى أتوبيسات المرفق المحلي وشركة أتوبيس وسط الدلتا بعد ما بقى موقفها برة طنطا معدش حد بيركبها خالص أي أن الميكروباص هو الملك بلا منازع ) .
زمان أيام ما كنت في الكلية كان ليا ذكريات كتير قوي كل يوم مع سواقين الميكروباص مرة من المرات لقيت السواق بيصرخ يا خوانا حد دفع الأجرة مرتين الفلوس زايدة ، قلت إيه العبيط دا ما تحمد ربنا وحط فلوسك في جيبك واسكت هو إحنا معانا ندفع مرة لما هندفع مرتين .
الراجل فضل يصرخ والآخر إحنا اللي اكتشفنا إننا السبب اللي كنا بنعترض على أربعة ورا راكبين خمسة ما هو مش هنسيب البت علياء واقفة عشان إحنا ركبنا وأنا بقى لما كنت أصدق يبقى ليها مواعيد محاضرات معايا عشان أشوفها أصل دماغها كانت مركبة شمال زيي غاوية ثقافة يعني .
ومعدش دلوقت السواق وحده من يحجر على حريتي بقت الركاب كمان من أول ما بدأت الصحوة الدينية بدأ يقل دور السواق اللي كان كل ما يشغل حاجة يطلع واحد يمد له إيده ويقوله له خد شغل دا يا أسطى ويديله شريط بنت أو ولد مش مهم المهم إنهم يكبتوا الراجل اللي كان في بعض الأوقات لما يلاقي حد منهم طلع شريط يقول له الكاسيت بايظ ودا كان أضعف الإيمان .
ودلوقت حاجة تانية خالص السواق بيخاف ويكش ــ وله حق ــ من كلمة كافر من اللي بيكفره عشان خاطر بيسمع أغنية لما واحد من أصحاب الدقون يركب ويلاقي السواق مشغل أغنية بيقول له اطفيها هقرا قرآن وطبعا السواق جنب كلمة قرآن مش هيعاند بسرعة بيطفيها ويمكن ما تلاقيش الراجل اللي اتكلم قرا ولا شيء هو بس مش عايز يسمع الحرام ومجرد ما يحط رجله على الأرض يرجع السواق بسرعة يشغل الكاسيت ، يا خرابي بقى خايف من مجرد عبد زيك مالوش عليك سلطان ومش خايف من العظيم اللي خلقك خايف من كلمة كافر من عبد ومش خايف من ربك ، أد إيه الحركة دي بتغيظني جدا جدا وبحس ساعتها إني عايزة أدي السواق قلمين على وشه ، كان أهون عليا إنك تقاوحه وتعانده وتقوله أنا حر في عربيتي من إنك تخاف منه وتنفذ أوامره مش همك أوامر اللي خلقك .
وطلعت الموبايلات الله يعمر بيتها وبقت الحكاية فوق الحد إنت مش محتاج كاسيت بقى خلاص كل الموبايلات بتتكلم وكله بقى بيسمعك غصب عنك محدش بيستخدم ( الهاند فري ) ويسمع مع نفسه زيي طبعا لا دا لازم يسمعك غصب عنك وتلاقي بقى كوكتيل يا سيدنا إيشي إيهاب توفيق على سي نيلة تامر حسني على إليسا ومش بعيد تلاقي السح الدح امبو وهلما جرا القايمة طويلة .
مرة كنت مضايقة قوي وواحد معندوش دم قالبها كباريه مدريتش بقى إلا وأنا بصرخ فيه حرام عليك يا أخي أنا مش هسمع على مزاجك لكن إن جيتوا للحق أنا بتخانق مع الولاد مش مع البنات اللي هما أصلا آخر دلع كل واحدة فيهم ماسكة الموبايل وعمالة تتنقل بين أغنية والتانية تسمع من كل واحدة كلمة وأحيانا ما تسمعش أصلا لأن الهانم بتدور على حاجة معينة وعادة بيبقى مقطع رومانسي لفضل شاكر ولا المحروس تامرعايزة تسمعه لصاحبتها باين عليه جاي ع الجرح قوي .
بس الولاد لما واحدة بتكلمهم بيكشوا ويسكتوا لكن لو اتكلمت مع بنت لسانها هيطول عارفاهن كويس فبسكت آسفة ويا سلام بقى لو في أكتر من حد من الركاب عامل الموال دا تلاقي نفسك وسط موريستان .
بس تعرفوا دول ما يفرقوش كتير عن اخوانا اللي بيشغلوا قرآن ، الموضة دلوقت شيوخ الخليج طيب أنا مش بحبهم ذنبي إيه بقى أسمعهم أنا أسمع عبد الباسط والمنشاوي والشيخ رفعت ( ولو إنهم رحمهم الله لو عرفوا رأي الناس فيهم دلوقت هيزعلوا بقى القرآن بأصواتهم قرآن معازي ، أد إيه ضايقني الرأي دا جدا جدا ) دول مزاجي مش غيرهم أنا حرة ولا إيه . لكن دول باسم القرآن تبقى كافر لو قلت لواحد فيهم اسمع على أدك وكلمتي دي لما قلتها اسمع على أدك رسمت الدهشة على وش 14 راكب في ليلة كنت راجعة فيها من القاهرة متأخرة ومرهقة جدا ، و يوم السبت اللي فات كان في واحدة عايزة تصرخ فيا وتقول لي إنتي كافرة بس مسكت روحها عشان ما ادبش صوابعي في عينها كان ورايا واحد ابن حلال بيزن آه والله بيزن طلبت منه بذوق جدا إنه يقرا في سره لقيته معندوش دم ولسة بيزن قلت له أنا طلبت منك بذوق إنك تقرا في سرك .
رد قالي : أنا بقول قرآن .
قلت له : عارفة بس أنا مش واصلني إلا زن لا منك بتسمعني بتقول إيه ولا منك راحمني من زنك .
ردت الست إياها يا أبلة دا بيقول قرآن مش عبد الحليم ولا أم كلثوم .
يا ستي : وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا ، وأنا مش سامعة إلا زن .
رد هو قال : يعني عايزة تسمعي .
بكل رخامة قلت له : لو صوتك حلو سمعني طبعا أحب أسمع .
سكت خالص وما شفتش وشه .
المسألة يا ناس مش عشان بنقول قرآن نسمح لنفسنا إننا نؤذي الآخرين ، لا الدين بيقول كده ولا الميكروباص مكان القرآن .
وهرجع وأقول أنا حرة علاقتي بربنا ملكي أنا مش ملك أي حد بيسمح لنفسه إنه يكون وصي على الآخرين ، ربنا مش داخل في حسابتنا إحنا اللي مجرد خلق من خلقه نوع واحد من كتير أنواع خلقها ربنا وماسك قواها لا بيغفل ولا بينام نبقى بنعاني من قصور لو فكرنا إن ظله على أد بصرنا .

كل واحد عنده أربع عجلات يحمد ربنا عليهم إنهم خلوه في غنى عن سؤال الميكروباص وأهل الميكروباص و........ عربية الستات في المترو .

وهرجع تاني لحليم وأغني مع نفسي
اشتقت إليك فعلمني ألا أشتاق ، علمني كيف أقص جذور هواك من الأعماق .


يومكم سعيد
8/3/2009

الاثنين، 30 مارس 2009

يوميات مدينتي الصغيرة

حاولت كثيرا أن أغير من موضوعات المدونة التي خصصتها للقصص فقط ولم أتمكن من ذلك
لكني أخيرا وبعد لأى قررت أن أشارككم يومياتي التي أنشرها منذ ما يقارب العام في مدونتي الثانية
يومياتي أو ما أسميتها يوميات مدينتي الصغيرة مكتوبة بالعامية كأنها جلسات صفا مع الأصدقاء
ساضع رابطها لكم هنا للاطلاع عليها ثم سأوالي نشر الجديد منها أولا بأول
لكم جميعا خالص تحياتي

الأربعاء، 18 مارس 2009

ما سطرت حلمه


ما سطرت حلمه


تمطى الظلام ماردا استيقظ لتوه من نومٍ طويل ، من خلف زجاج نافذته .....أمطار .....هواء بارد ..... أقدام تتسابق لتحتمي أسفل شرفات خلت من أصحابها .
اقتربت منه ... ربتت على كتفه .... التفت إليها حملق في وجهها كأنه يراها للمرة الأولى ... ابتسمت ... لم يبادلها الابتسام .

عاد ليراقب المشهد من نافذته ناظرا للشارع المبتل ... يشارك الهاربين من غضب الطبيعة هربهم ، سارت يدها على وجهه .... نقلت إليه برودتها ... أزاحها عنه .
عاد لوقفته ، سبح عقله بعيدا ... رحلة طويلة خاضها أصر فيها على التواجد ..... كتب سطور كثيرة ... ملأ صفحات وصفحات ؛ على كتف الغد سال دمعه مدرارا ، إلى جوار عينيه انزوت السنين تجاعيد .
طفل كان ... طائرته الورقية ما حملته وما سطرت حلمه .
استقرت ألوانها على أيامه ، بات أحمرها على جسده ، أزرقها في ذاكرته ، أسودها مستقبله ، أخضرها ذلك الطفل الذي كان ولازال يراه في حلمه .
مدت يدها إليه مرة أخرى سرت رعدة بجسده ... سقطت فرشاته ...صمتت الريح ...كف المطر .... اختلطت الأوراق ....ذابت ألوان اللوحة .....تمزقت .
انعكاسات وجهه في المرآة ....صور آهات ... الشعيرات البيض عمر ضائع .
استباحت ذاكرته بضحكاتها المائعة .
الهاتف أيضا يلعب معه نفس اللعبة ، حاولت هي أن تلبي نداءه منعها بإشارة حاسمة من سبابته .
صوت انفجار هز سكون الليل .
عدت نحو الشرفة يلفها الذعر ، قال في هدوء : أظنه إطار سيارة .
صدق حدسه .
عادت السماء لتتمرد ؛وعادت هي تتلمسه ...بحذر تدنو .... يقترب ....تقترب ....في غفلة هوى الجسد ... ألقت برأسها على صدره ... لمسات ممتنة ....يقوم عنها ويبتعد ...في نظرة خاطفة يعود إليها وبداخله يتردد شعور غريب ....أحضان الخطيئة باردة .
6/2/2009

السبت، 28 فبراير 2009

حظك اليوم

حظك اليوم


لم أعتبر دخوله حياتي لحظة فاصلة ، على الرغم من أني لم أشك لحظة واحدة في أنه قد بدل كل شيء ، وأنه أعادني سيرتي الأولى .

كانت تلك بداية روايتها الجديدة وقد أشعلت فكرها بسطوة وجوده في حياتها .
طالعتها صحف الصباح بخبر غريب وآخر مقيت ، وصراعات لا تكف نشرات الأخبار عن نقلها حية .
تفر الصحيفة بيدها في روتينية معتادة ، صحبتها عينيها وهي تبحث عن عمودها المفضل صاحب الكلمات التي تصيب هدفها في الصميم ( نصف كلمة ) إلى حظها الكائن بيمين الصفحة .
( سوف تسمع اليوم خبر يصيبك بالدهشة ) .
لم تكن تعبأ بالأبراج وبفحواها فهي تعرف كيف يكتبونها ، وتعلم أيضا أنها تتكرر كأنها متوالية .
في ذلك اليوم استطاع طالعها أن يرسم بسمة تعجب على وجهها ، فأي من الأخبار يمكنه أن يرسم الدهشة على وجه اعتاد كل شيء ، وعلى نفس صارت اللامبالاة أسلوبها في الحياة .
خرجت لصحيفتها حيث تعمل ، معها المقال الذي سهرت تعده حتى الصباح ، سلمته وجلست تواصل ترجمة ما يصلها من مقالات فرنسية وما تبثه وكالات الأنباء .
الوقت يمر وهي لا تشعر ، لم يجعلها شيء ترفع عينيها عن الأوراق إلا آلام ظهرها المتسربة في بطء حتى وصلت رأسها .
قامت تفرد جسدها فإذا بها وحدها في المكان ، كيف استغرقت في العمل حتى اختفى الجميع من حولها دون أن تشعر ؟
كيف لم تسمع رنين الهاتف في المكتب وهو أبدا لا يكف ؟ أين كانت ؟
كيف انفصلت عن كل شيء ؟
ساعتها تشير إلى الرابعة والنصف ، لها أكثر من خمس ساعات بالمكان .
خرجت لتستطلع الأمر ، جميع المكاتب خاوية ، أين ذهبوا ؟
أمسكت هاتفها فوجدته قد توقف عن العمل .
كل شيء أصابه السكون .
ماذا حدث ؟
الأسئلة لا تكف ، الأسئلة بلا إجابات ، نار بلا ماء يطفئها .
تسرب الخوف لنفسها ، حملت حقيبتها وعدت نحو الباب ، كل الأبواب مغلقة ما من أحد يفتح لها ، يديها تطرق على الباب بعنف علّ أحدا يسمعها .
جلست منهارة وقد عجزت قدماها عن حملها ، أمسكت دمعة حارة فرت من ورائها .
مرّ عليها شريط حياتها فوجدت أنها قد طردت الجميع إلاها هي ، حتى هو كانت تعلم أنه بعد زهوة الحب وفورته الأولى ستودعه ، كما ودعت كل الناس من قبل حتى أقربهم إليها .
قال لها : انفصالك عنهم ليس بحل ، لن يخلق لك وجودا أو نجاح ، اللامبالاة ليست نهجا .
كانت تسمعه بكثير من عدم الاهتمام كأنها تسمع أغنية بلا معنى في فاصل إذاعي .
خرج أبوها من كفنه معلنا غضبا ما أخفاه يوما ، عَدَت نحوه قاصدة حضنه ، لمسته وما لمسها ، كثيرا ما رفضت هذا الحضن الدافئ ، غاصت في نفسها وحرمتها فيض موجات الحنان الدافئة .
الأشباح تتزايد ، التفت حولها في قوة .
أمها ، أخواها السابحان في بحار الغربة ، لا يربطها بهما غير رسائل قصيرة على الهاتف المحمول ، واتصالات متباعدة .
الجميع يصرخ بها .
أعداد الأشباح في تزايد مستمر الوجوه أغلبها مألوف ، أصدقاء ، زملاء ، أهل ، أقارب ، وهو يتساءل من بين الجموع بصوت جهوري يكاد يصم أذناها : متى ستزهدينني وتمليني ؟ متى ستلقين بي ؟
- حتى أنت ؟!!!
شاشات تليفزيون عديدة انضمت للحشد ، تزخر بما أدارت له ظهرها ، وكانت تقرأه بروتينية العمل ليس إلا .
مقتل جندي بالعراق .
ذبيح في فلسطين .
انفجار بلبنان .
أزمة دارفور .
انقلاب هنا وآخر هناك .
رسوم تسيء لرمز الأمة .
اليوم لا ريموت كنترول لتدير المحطة .
الأصوات تعلو وتعلو ، الجميع يقترب ، الأيادي تمتد نحوها ، تختنق ، تنادي روحها الفارة منها إلى حيث لا تدري .
في الصباح شغل خبر وفاتها يسار الصفحة الأولى بالجريدة التي تعمل بها .
16 / 8 / 2008

الأربعاء، 4 فبراير 2009

في .....ذكراه


وحشتني ... قوي
خلاص خلص يناير
خلص يناير اللي عمري ما بستناه يمكن زمان كنت بستنى بفرحة السنة الجديدة وأستنى بالذات يوم عشرة منه لكن لما جربت يوم 23 اللي أخد مني الفرحة ، وأخد من حياتي النور بقيت خلاص مش بستنى السنة الجديدة مش بستنى يناير .
سنتين دلوقت مش عارفة مروا إزاي ولا عدوا عليا أنا بالذات إزاي .
شفت فيهم كتير وعرفت ناس كتير ناس خدت مني ولا ادتش وناس ادتني ولا خدتش ، ناس قربت وناس بعدت ، جربت يعني إيه تكون بتضحك وجواك مليان وجع ، جربت إزاي تعمل حاجات لا كانت تخطر ببالك إنك تعملها ولا حتى فيها منك ومن ملامحك ، تتكلم كلام مش بتاعك ، تكتب كلام كنت بتتخيله من غير ما تحسه ولما حسيته ملا عيون الناس بالدموع وملاك إنت حزن فوق الحزن .
حاولت كتير ما اكتبش الكلام دا ، حاولت كتير أنسى وأعدي اليوم واخترت إني أعيش يوم 23 المرة دي بعيد ... بعيد وأقضيه مع أحب الناس لقلبي ، صحيح أسعدني ، صحيح ملا حياتي ووقف جنبي ورجعني من تاني أعرفني بعد ما تهت كتير عني ، وعواصف حياتي معاه شغلتني عن كل حاجة ، لكن الغصة اللي جوايا كانت بتمحي ببطء ملامح الفرح .
بعدت عن كل مظاهر الحزن والذكرى .
ليه يوم ميلاده أمي ما جابتش تورتة وعملت عيد ميلاده الستين وافتكرته واترحمت عليه ؟
ليه كانت عايزاني افتكر يوم وفاته اليوم اللي ودع فيه الدنيا وسابني فيها لوحدي ؟
ليه بس بنفتكر يوم الوداع ولا نفتكر يوم الميلاد ؟
مش بنساه ، و كل ما أعدي على( بابا ) في قايمة الأسماء على موبايلي قلبي يوجعني وتجري الدموع لعيني بس مقدرتش أشيله منها ، لكن ليه افتكره في يوم الوداع ؟
ليه ما افتكرش أيامي معاه من يوم ما اتولدت لحد ما راح ؟
ما بقدرش أنسى أبدا كل يوم كان ياخدني فيه الحضانة الصبح ونغني سوا،ولا الحواديت اللي كان بيحكيها لي أنا وأخواتي قبل ما ننام ، ولا أول مرة كتبت فيها اسمي وأد إيه كان فرحان لما كتبت بالقلم الرصاص .... رباب .
ولا أول يوم وداني فيه المدرسة ، ولا زعله مني عشان كنت بليدة قوي في الحساب ، ولا أول يوم وداني فيه الكلية وسابني ورجعت له بالليل متأخرة وألاقيه واقف مستنيني وقلقان في أول مرة أتحرك لوحدي من غيره .
مش قادرة أنسى وأنا لسة عمري سبع سنين وماسكة الجرنان وقاعدة أقرا زيه تمام ، ولا لما تعجبني مقالة وأتناقش فيها وياه ، مش قادرة أنسى لما كنا نتخانق على الكلمات المتقاطعة اللي منها علمني مفردات اللغة ، كان يسبقني ويحلها وكنت أخدها من وراه واسطرها في ورقة وأراجعها من حله اللي دايما صح ، وأوقات كنت ما اعرفش أحلها ويضحك ويقولي أساعدك قولي ما تنكسفيش ، كنت فعلا بابقى مكسوفة بس كنت منه بتعلم .
دايما منه بتعلم .
ويا سلام على فيلم السهرة يقعد يتفرج معانا ع الفيلم للآخر وفي النهاية يقولي فيلم ساقط ابن ..........
طبق الفول من إيده ولا أجدع مطعم يعرف يعمله طعمه وحشني قوي ، كانت متعته إننا نشاركه الأكل ، يفرح قوي لو جاب حاجة وقلنا عليها .... الله حلوة ، كان بيبقى ساعتها زي الطفل الصغير وأحسني في لحظتها أمه مش بنته .
أد إيه مفتقدة إني وأنا راجعة من الشغل ألاقيه واقف مستنيني في البلكونة ، لمسة إيده الصبحية وهو بيقولي إيه مفيش شغل النهاردة ؟ وأنا أبقى مكسلة أقوم أو بتلكع عشان يجي يصحيني بنفسه .
فتحت عيني على ثقافته رغم إن تعليمه متوسط مش عالي ، أول كتب مسكتها كانت كتبه القديمة وملاحظاته اللي كان بيسجلها بخطه الجميل جدا اللي كان بيعملي بيه وسائل الإيضاح اللي المدرسة بتطلبها مننا كل سنة وبتطلع أحسن لوح تتعلق في الفصل .
أول مرة قريت كلام أغنية ألف ليلة وليلة كانت بخطه لقيتها في كتاب قديم من كتبه .
ورحت أدور ع الأغنية اللي باعتبرها من أقرب أغاني الست لقلبي .
كنت أقوله حرام عليك الجرنان اشتكى في ايدك هو عاد فيه خبر ما قريتوش ؟
كان يبص لي كده من فوق لتحت ويقولي لسة شوية ما أنا سايبه ليكي طول النهار ، بيغيظني مش اكتر .
ياااااااااااااااه سنين كتير من عمري كانت وياه في حضنه ، كان بيفهمني من غير ما أتكلم ، كان بيعرفني من بس كلمة ، أمي بتقولي إنتي نسخة منه ، بصراحة كل ما بتعدي الأيام بلاقيني فعلا ........هو .
أنسى إزاي راجل خرجت البلد كلها لوداعه ، ناس جت من كل حتة من قريب ومن بعيد ، مناصب مكنتش أعرف إنه يعرف أصحابها وناس بسيطة جدا كان يعرفها ، محصل شركة الكهربا مابقاش عايز يجي يدينا وصل النور بيوديه للجيران عشان مش قادر يخبط علينا وما يلاقيهوش أول مرة شفته بعدها بكى وسابني ومشي ، دموع كتير شفتها في عيون كل واحد عرفه ، رجال ما تخيلت لحظة إني أشوف دموعهم .
خطيب الجمعة في الجامع اللي بيصلي فيه فضل يدعي له أكتر من جمعة ، أنساه إزاي وهو سايبلي حب الناس ليه وترحمهم عليه حاجة ما تتقدرش .
مش نساياك ومش معنى إني هربت يوم ذكرى وفاتك إني نسيتك أنا مقدرش أنساك لأني لو نسيتك يبقى بانسى عمري كله ، بانسى نفسي وكل اللي علمتهولي وتعبك عشاني ومعايا .
في كتير كلام نفسي أقوله ، في كتير أحداث مرت علينا ما تتنسيش ، ظروف كتير صعبة وأيام كتير حلوة ، نجاح وفشل وكلام أملا بيه كتب ، وإن حصل ودا مستحيل إني أنسى فأنا لسة بكتب اسمي رباب عبد الحكيم .
وحشتني .
2/2/2009

الأربعاء، 21 يناير 2009

مسرودة


مسرودة روايتي الجديدة في معرض الكتاب الأسبوع المقبل إن شاء الله























والطبعة الثانية من رواية قفص اسمه أنا





السبت، 3 يناير 2009

موريستان



موريستان


ارتفع صوت زهر الطاولة و( القواشيط ) وعلا أوار اللعبة معانقا صوت خالتي وقد تملكتها قدرتها التنجيمية وهي تمسك بفنجان قهوة أمي تقلبه بين يديها .

جالت عيني بين أبي وزوج خالتي المتحاربان على صفحة الطاولة ، وأمي وأختها اللتان اندمجتا في معرفة الغيب من جدر فنجان القهوة .

طلبات الجميع لا تنتهي بين قهوة وشاي ومشروبات غازية وأنا وحدي في الخدمة .

أختي وابنة خالتي أخذتا من المرآة ملاذا ليجربا وجهيهما بآخر صيحات المساحيق .

نادتني إحداهما قائلة : تفتكري مكياج إليسا لسة موضة ولا نانسي ؟

صرخت الأخرى بقوة غريبة : لا عيون إليسا لسة الموضة ولا إيه ؟

نظرت إليهما وقلت بعد تصنع التفكير : جوليا روبرتس أحسن .

نظرتا إليّ كما لو كنت مجنونة كعادة كل أهلي ، لم يلتفتا إليّ عادتا لتجربة العيون المدخنة ( smoking) أقصد عيني إليسا ، وتجربة شفاه نوال ووجنات عَدَلات...... العدد كبير .

- الفاكهة فين الفاكهة ؟

هكذا صرخت أمي ، تركت ما بيدي وذهبت لأحضر لها ما طلبت ، عدت فوجدت عينيها باكية ، تساءلت قالت خالتي وهي تنظر لي بإشفاق : أبدا يا حبيبتي عينها بس انطرفت .

سمعتها وأنا بالداخل تخبرها وهي لازالت تتأمل الفنجان بعمق متتبعة خطوطه بأن أمر زواجي لازال بعيدا لهذا طفر دمع أمي حزنا عليّ .

ضحك قلبي وواريت ابتسامة كادت تفر مني إشفاقا عليهما ، لكن صوت أبي ارتفع مرة واحدة وهو يغلق جنبي الطاولة بعنف : خلصت العشرة يا جميل .

فاز أبي كالعادة وزوج خالتي يصر على لعب عشرة جديدة ليثبت له قدرته على الفوز لولا أنه يقرص الزهر .

اقتربت من شاشة الحاسب ، رسائل عشر جديدة كلها تحمل معنى واحد ( أين أنتِ ؟ )

أسفل الشرفة يجلس كعادته أمام محل بقالته مسددا نظره للبيت المقابل علها تمن عليه بنظرة ، ناديته طالبة كيلو سكر ، أدليت له السبت بالنقود وعاجلته بنظرة فهمها على الفور ليلحق بها قبل أن تدخل مرة أخرى ، شكرني بعينيه وعاد يتطلع إليها .

- الشاي عايزين شاي.

عاجلت أبي وزوج خالتي بكوبي الشاي وقد بدآ مباراة جديدة .

في الحجرة المجاورة التليفزيون لا تتغير قنواته عن قنوات أغاني ( الفيديو كليب ) ، إليسا وشركاها يحتلان بيتنا ما بين مقلديها ومشاهديها .

عبر الهاتف أعلنت لي صديقتي عن رغبتها في اللحاق بآخر أسبوع لفيلم جديد بالسينما .

لم تتطرق لما كانت تود الحديث عنه من إخفاقي الجديد .

قهوتي فارت على الموقد وقد شردت عنها بعيدا ودوري الذي كان مهزلة حقيقية بآخر مسرحية .

في الشرفة جلست وحدي وفنجان قهوتي عديم الوجه ، كان طعمها كطعم فشلي .

حاولت أن أثبت لنفسي أني فشلت لعدم اقتناعي بالدور ، وتساءلت : ماذا لو كانوا قد أعطوني دور الراقصة ؟

خرجت عليّ من محبسها كأنها كانت تتحين الفرصة لتصب عليّ جم غضبها ، كانت تعلم جيدا أني أخشى نظرة الناس وسوء فهمهم لذا تململت عند قراءتي المسرحية وبعدت كل البعد عن دور الراقصة .

- ما كان لكِ أن تعملي بالفن إذا ، الفن لا يعرف الخوف وحسابات البشر.

صرخت بها : ما تدخليش معايا في حوارات فلسفية إنتي السبب .

أسكت صوتها المتمرد فما كان بي رغبة لسماعها تلك النفس التي لا ترضى وتهوى فقط فرض سلطتها عليّ .

لكن دور الراقصة كان فعلا يناسبني بشدة ، ما كان لي أن أضيعه بتلك الصورة .

- اعملي لينا عصير يا حبيبتي ريقنا نشف م القهوة .

الجوافة في الخلاط كما الأفكار بعقلي ( موريستان ، لخبطة ) وفجأة شعرت بأني بدنيا غير الدنيا اختفى صوت الخلاط ...... الزهر الضارب جنبي الطاولة .......... الأغاني ........أمي الناشدة الغيب .

وجدتني أعتلي خشبة المسرح هناك ــ حيث مكاني ــ أصول وأجول ، تُعبّر يدي ، ويخلق جسدي حوارا بلا كلمات ، يفعل النغم فعله فيتزوج جسدي ويلتقيا في لحظة عشق طويلة ، ترجمتها لموجات انسيابية ، حركات لا إرادية ، وتبلغ الذروة مبلغها فتسمو فوق كل شيء لأفيق على صوت التصفيق يتعالى وعبارات الإعجاب تتوالى .

- هايل .

- برافو.

- رائع .

انحنيت أبادل جمهوري التحية ، آخذة باقات الزهور التي عانقوني بها لامعة عيني بزهو الفرحة .

- العصير يا بنتي فين العصير ؟

15 / 11 / 2008


حواري لجريدة السياسة الكويتية

رباب كساب: حان وقت تجديد دماء الساحة الأدبية أجرت الحوار شروق مدحت  تمردت على الظروف المحيطة ،رافضة الاستسلام لعادات وت...