الأربعاء، 30 ديسمبر 2009

الوجه الآخر

الوجه الآخر


قفزت من جوف الوجد كلماتي ، شقت الغيم ، انسابت مطراً دَقَّ نوافذ سكوني بعنف .


بدا وجهه المنعكس على زجاج النافذة المبللة مهتزاً ، عيناه تلمع ببريقها القديم ، تُخفي تلك التجاعيد التي غزت أركان وجهه الشاب .


عمرٌ فوق العمر .


غاصت عيناي في تفاصيله ، لازال يملك بعضاً منه .... قديمه .


استعصى عليِّ فهم كلماته المبعثرة ، نظرت إلى قلبه ذاك المسطور فيه ... أفهمه .


مررت بيدي على تجاعيده ، زالت تعاريجها ، لثمت ما بقى ... عاد الشباب يسري .


لملمت شعاع الشمس الغاربة في حضني ، طوقته بدفئي ، التفت كلماته عقداً، ارتجت أوصالي .


أرسل ناظريه عني بعيداً، داعبني بابتسامة لم أفهمها ، تحسس وجهه الناعم ، ضحك بصوت عالٍ ، قهقه ، شكرني ومضى .


26/10/2009

الجمعة، 4 ديسمبر 2009

الخميس الثالث

الخميس الثالث


لملمت ثناياها جالسة على مقعدها المفضل ضامة ركبتيها إلى صدرها ساندة رأسها عليهما .
تتعملق برأسها الأفكار وتضمحل في ثوانٍ معدودة ، تتقاذفها شواطئ الحيرة والقلق فتعصف بهدوئها دون رحمة ، يقتلها صمت الهاتف وانقطاع الاتصالات .
- الهاتف الذي طلبته غير متاح حاليا ، الهاتف قد يكون مغلقا أو خارج نطاق الخدمة .
باتت من دونه خارج نطاق الحياة ، تزعم أنها تراه بين حين وآخر ولم يكن ذلك إلا سراب أمنياتها .
طال الغياب تلك المرة ، كادت تحس أنفاسه في طريقها للتسرب من البيت ؛ تتعلق بصوره وبملابسه التي تتناثر في أرجاء الحجرة ، بذاكرتها الممتلئة به وبقلبها النابض باسمه .
- الهاتف الذي طلبته ..........أو خارج نطاق الخدمة .
في كل مرة يودعها فيها تحيا بأمل العودة سريعا ، تحصي الأيام تفكر في يوم اللقاء ، تنتقي ملابسها التي ستلقاه بها منذ أن يغلق خلفه الباب ، تفكر في ما تعده من طعام ، وفي حرارة اللقاء .
انقطعت الاتصالات قبل أن تعرف متى سيعود .
باتت تتسمع دبيب الخطوات على السلم علها تكون خطواته ، كل صوت يصل لمسمعها تظنه هو .
وقفت أمام المرآة هالها ذلك الحاجب غير المهذب وتلك الشعيرات التي تناثرت حوله ، كيف لها أن تسهو عن ذلك ماذا لو عاد الآن ؟!!
أزعجها رداءها فهو لا يحبه أبدا .
سارعت بتزجيج حاجبيها وارتداء ما يحب .
تركت شعرها مسترسلا يواري ما كشفه ثوبها .
ملأت المكان بعطره ، تركت الأغنيات التي يحباها يملأ صداها أرجاء المنزل .
قفزت لمخيلتها صورة زميلاتها بالعمل يتندرن عليها ويتمازحن ويقولن في ذات الوقت : آه النهاردة الخميس اللقاء المنتظر .
اعتادت دائما التغيب يوم عودته ، الانتظار يحيل الدقائق ساعات والساعات أياما ، وتلا الخميس خميس .
- الهاتف الذي .........
خرجت من كل نطاق للحياة .
خميس آخر وتغيب جديد ، عودة لمرآتها ولدولاب ملابسها ، انتقاء ..... زينة ........موسيقى ........ طعام ........
ومساء يأتي يجثم ليله كما الهم لا يتبدد .
جلست في شرفتها تتطلع للبدر تحصي النجوم من حوله .
تتابعت فناجين الشاي والقهوة ، وها هي على وشك أن تودع الخميس الثالث دون رجوعه .
ارتعدت السيجارة بيدها حين عاجلها شيطان أفكارها بفكرة من أفكاره السوداء .
نهرتها متمسكة بصورته على صفحة البدر تبتسم لها .
حاولت طمأنة قلبها وهي تبادله الابتسام وتقول : هعملك أحلى كوباية شاي .
عاجلها صوته : ما تنسيش النعناع .
التفتت فجأة لتخونها عيناها بسيل دموع استقرت فوق نجماته الثلاث .
وعناق ما كفى ليطفئ شوق أسابيع ثلاثة .
27/11/2008

حواري لجريدة السياسة الكويتية

رباب كساب: حان وقت تجديد دماء الساحة الأدبية أجرت الحوار شروق مدحت  تمردت على الظروف المحيطة ،رافضة الاستسلام لعادات وت...