الاثنين، 17 أغسطس 2009

حوار لي بجريدة الصوت الآخر الكردستانية اجراه معي الصحفي محمد زنكنه

حوار لي بجريدة الصوت الآخر الكردستانية اجراه معي الصحفي محمد زنكنه

http://www.sotakhr.com/2006/index.php?id=8995


كاتبة جريئة..تصرخ عندما تشعر بالالم والغدر، تهيم عشقا بتفاصيل الذات البشرية..تعشق الحياة حتى وجها مؤمنة بان لاراحة بدون تعب او الم.. قلمها صديقها ورفيقها وهو لايخذلها ابدا لانه لاينطق الا بمشاعرها التي لاتعرف الغش. في قصصها تعلق واضح بالامل حتى لوكان خيطا رفيعا منه وحتى لو تعرض قلمها للاحتضار احيانا.


الكاتبة المصرية رباب كساب والتي تعرفت عليها عن طريق موقع الفيس بوك تتحدث عن نفسها وقلمها وعن معرفتها بالشعب الكوردي و تشيد بدوره الحيوي في تفعيل المسيرة الديمقراطية التي يمنحها الشرعية بصوته.

*كاتبة شابة..ذات قلم قوي جريء.. هل لنا أن نعرفها أكثر؟
أشكرك بداية على هذا الحوار الجميل ، وثانيا على وصفك قلمي بالقوة والجرأة .
لكي تعرفني اقرأني ، أشعر دائما بأن بيانات بطاقتي الحقيقية هي الكلمات التي تزخر بها قصصي ، المشاعر التي تحتويها أوراقي ، إحساسي العميق بالنفس البشرية التي أهيم عشقا بتفاصيلها ودائما ما تقلقني .
ولأجل المعرفة العادية:
رباب عبد الحكيم كساب
مهندسة زراعية بوزارة الزراعة المصرية
حاصلة على ماجستير في العلوم الزراعية وقريبا جدا إن شاء الله أنهي الدكتوراه في هذا المجال .
مواليد محافظة الغربية في أكتوبر 1977 .
صدرت لي روايتان الأولى بعنوان قفص اسمه أنا عام 2007
الثانية بعنوان مسرودة صدرت في مطلع هذا العام 2009
نشرت لي بعض القصص في كثير من المواقع الالكترونية والصحف .
* قفص اسمه أنا ..من مؤلفات رباب التي أعجبتني كثيرا..السؤال هنا هل أن مشاعرنا الحقيقية اليوم محبوسة في قفص؟
- ليس هذا ما قصدته في تلك الرواية، القفص هنا هو قفص أنانيتنا ، وبالتحديد أنانية طموحنا التي لا تستوعب إلى جوارها أي شخص أو أي مخلوق سوانا ، وحين يكون الطموح عاليا جبارا قد يسحق أمامه الكثير من الناس ، لكن صفاء بطلتي سحق مشاعرها وضحت بها لكي تفوز بطموحها . الا انها لم تستطع سجنها طويلا لقد ظلت تؤجج حياتها وتزيد مرارتها ، ومهما حققت من نجاح تظل تحن لماضيها لحبيبها ، لحياتها معه ، عجزت عن سجن مشاعرها ، لكن القدر لم يمهلها لتحصل على كل شيء ما تمنت ومن أحبت .

الصمت والصراخ. .نقيضن تستعملهما رباب دائما متى تشعر الآنسة رباب إنها تريد حقا الصراخ؟ومتى تفقد الأمل بحيث يكون الصمت مسيطرا عليها؟
أنا أصرخ دائما ، كلماتي على الورق هي صرخاتي ، هي نبضي الذي أعجز عن السيطرة عليه ، لكني لم افقد الأمل يوماً وأرفع شعارا ( الحياة أمل ومن فقد الأمل فقد الحياة ) وأنا عاشقة للحياة بكل ما تحوي حتى بوجعها ، لكنني أحيانا أصمت وليس صمت عجز وفقدان أمل ، ولكنه صمت تأمل ، صمت مراجعة للأحداث ، صمت تفكير ، اصمت حين أجد كل من حولي يدعي الصراخ ولكنه صراخ جعجعة لا يفضي لنتائج .



* نلحظ أحيانا صراعا بين جيلين قديم يدعي الخبرة وجديد يدعي السرعة في البديهة وكلاهما أحيانا يحاول مسح الأخر..اينك من هذه الصراعات؟ولأي حد تضايقك انتقادات الجيل القديم؟
- أنا لا اشغل بالي بهذه الصراعات لأني أعرف أن كل جيل وله وجهة نظره التي يصعب التخلي عنها ، مثلا والدك لا تعجبه تصرفاتك رغم أنها صحيحة وملائمة لمجتمعك ، وتظل تسمع منه أن أبناء زمان كانوا كذا وكذا رغم أنك لو عدت لجدك لوجدته يردد ذات الكلمات حرفيا .
المسالة أن الاختلاف نابع من اختلافات المجتمع والفجوة الحادثة بيننا وبينهم فجوة قرن كامل في الثلاثين عاما الأخيرة تطور العالم بشكل مذهل ، اذكر أن ابي رحمه الله لم يكن لديه تليفزيون وكان راديو وحيد في المدينة الذي يذيع حفلات أم كلثوم الشهرية لكني ولدت وجدت ببيتنا التليفزيون وبعد سنوات قلائل كان الفيديو والدش والكمبيوتر والانترنت ثورة هائلة أبهرت الجميع وجعلت الفجوة بيننا تتسع وتتسع لكني أرى في بعض الأساتذة استيعاباً لذلك ، لا تنس أنك تتعامل مع فئة مثقفة مطلعة تمكنت من استيعاب ذلك .
أكذب عليك لو قلت أني دخلت في صراع مع أحد الكبار من عرضت عليهم أعمالي وجدت استحسانا والحمد لله وتشجيعا لم أتوقعه أبدا حتى ملاحظاتهم أخذتها بعين الجد .
كما أني أحب الأسلوب الكلاسيكي في كتابتي ، لم أتخل عن عشقي لفن الرواية القديم ، وقد يكون هذا سببا في عدم حدوث أي صدام بيني وبينهم .


* هل توافقين الرأي أن الأدب والفن اليوم في أزمة؟أو بالأحرى أن التكنولوجيا أفقدت الفن والأدب بريقهما الحقيقي؟
-لا يمكن أن يفقد الأدب والفن بريقهما ، لكن الشباب في مرحلة من الانبهار بتلك التكنولوجيا ، لكن حين تنظر للأمر بنوع من التفكير العميق تجد هؤلاء الشباب هم من طوعوا التكنولوجيا لخدمة الفن والأدب على حد سواء ، حضرت بعض مهرجانات السينما التي تقام في القاهرة الشباب استخدم كاميرات الموبايل لعمل أفلام قصيرة وليتك رأيت معي كم الأفكار التي حوتها تلك الأفلام .
استخدام التكنولوجيا الرقمية في التصوير الديجتال كان من ضمن التكنولوجيا التي ساهمت في تطور الفن ، والكثير مما لا أعلمه .
وألم تكن تكنولوجيا الانترنت وسيلة للأدباء الشبان وغيرهم للانتشار ، قبلها كنا بمعزل ننتظر كتب وكتابات جيراننا في الدول العربية وحين تأتي لا أقدر على ثمن الكتاب كنت بمعزل عن ثقافات الشعوب العربية قبل الانترنت أما بعد هذه التكنولوجية وجدت عالما رائعا من أصحاب الفكر وأقلاما وضعتني في وسط العالم الحقيقي للقصة ما أحدث تطورا خطيرا فيما كتبت من حيث الشكل والمضمون .
أزمة الأدب وأزمة الفن أزمة ثقافة ، أزمة احتواء مازال الاثنان غير قادرين على احتواء التطور الذي يدرك المجتمع ، فلا الأفكار ولا المعطيات التي تستخدم فيها تكنولوجيا التطور تواكب فعلا المتغيرات المجتمعية الحادثة .
ولولا التكنولوجيا ما كنت عرفتني لتجري ذاك الحوار .



* تثار بين الفينة والأخرى أزمات بين الحكومة والطبقة المثقفة في مصر حول عدة مواضيع ..أنستطيع أن نعتبر أن هناك خصاما بين الحكومة والمثقفين في مصر؟
-الشعب المصري كله بعامته ومثقفيه على خلاف مع الحكومة ، ولكن ليس بصفتهم مثقفين بصفتهم أفراداً من الشعب يعانون نفس معاناته ، يقع عليهم ذات الظلم الواقع على الجميع وبصفتهم أصحاب أقلام فالجريء منهم هو من يخرج قلمه بصراخه .
حتى الموضوعات التي تهم المثقف كوضعه أو مجريات عامة فهي علامات صحية في المجتمع فلولا الاختلاف ما تمكنا من حصر السلبيات عدم الاختلاف والركود معناه أن الأحوال بالفعل أسوأ ما يكون .


* لننتقل إلى موضوع آخر أستاذتي ..ألا وهو التقارب بين الشعوب وخصوصا الشعبين الكوردي والعربي..مع الآسف حصلت قطيعة نسبية بين الشعبين بحيث لا يعرف ابناء الجيل الجديد إلا القليل عن بعضهم البعض ..ترى ما هو السبب؟
-لعبة السياسة يا عزيزي ، التهميش من أهم أوراقها ، وأنتم أو الشعب الكوردي في خلاف مستمر كما أن الكورد بتوزيعاتهم في إيران وتركيا والجزء العراقي الواقع تحت السيطرة العراقية حينها ، الفكرة كانت في القضاء على شوكتهم على أصواتهم لذا ظللتم بمعزل عن الكثيرين .
ولمعلوماتك انني اعرف شخصا اضطرته ظروف عمله بالعراق أن يذهب لمنطقة الكورد كان يروي لي قبل شهرين من الآن المعاملة الجميلة التي وجدها لديكم وعن جمال المنطقة وسحرها وتمنى لو يمكث لديكم بقية عمره ، ومن كثرة ما حكى تمنيت زيارة المكان للتعرف على أهله ، وحين حدثتك أخبرتك بأني همت بالصور التي تضعها للمنطقة .


* لكن أظن أن حديثنا هذا هو نقطة في بحر القضاء على القطيعة بل الغربة التي كان فيها الشعب الكوردي بعيد الم يحن الوقت للكف عن فكرة الفردية في الفكر والفرض والاستبداد لقومية ضد أخرى؟
- بالطبع حان الوقت بل لقد حان منذ مدة طويلة .
الوطن يعني أرض وشعب كيان واحد ، ثقافة واحدة وتقاليد واحدة ، وأعرافاً حاكمة ، الوطن بيئة تنمو فيها مجموعة من البشر تلتف تحت لواء واحد ، حاول الاستعمار سابقا بالاستيلاء على الأرض سلب شعوبنا أرواحها لكنهم فشلوا في سلبنا هويتنا وجعلتنا عودة الأرض نتمسك بها .
فرض فكر بعينه وسيلة لم تعد تجدي في ظل العولمة ، في هذه القرية التي بتنا نعيش فيها تحت مسمى العالم .
وقريتنا على شاسع مسافاتها واختلاف أمصارها ولغاتها تحوي العديد من الثقافات التي لم تعد مستحيلة على الآخر ، أدر محرك البحث جوجل وسوف تصل لما تريد في لمح البصر لم يعد هناك ما تتمكن من إخفائه .
ضع عنواناً على سطح الكرة الأرضية وستتمكن الأقمار الصناعية من بث المكان حيا أمامك .
فكيف بالله عليك نخضع لفكر واحد وأيدلوجية واحدة في مجتمع صار مفتوحا على مصراعيه لكافة الاتجاهات الفكرية والسياسية والثقافية .


* تابعتم انتخابات برلمان ورئاسة إقليم كوردستان..ما رأيكم بهذه العملية؟
-لا تعلم مقدار سعادتي وأنا أرى تهافت الشعب الكوردي على الذهاب للإدلاء بأصواتهم رجالا ونساء ، أسعدتني لما اظهروا من رغبة حقيقية في اختيار ممثلي برلمانهم ورئيس إقليم كوردستان .
وكما قرأت هذا العرس الديمقراطي سيكون خطوة في تشكيل تضاريس المنطقة السياسية ووضعها الحالي .


*لو توفرت الإرادة لدى الطبقة المثقفة هل يستطيع المثقفون من الكورد والعرب تجاوز هذه القطيعة؟
- بالطبع وسوف يتم التجاوز بلا شك .حين تريد خلق تواصل حقيقي لا تدع للسياسة أواصر ، اترك الفن يواصل طريقه في شق أخاديد بين جبال العزلة لتقهر حاجز الانفصال ، الفن سواء أدب من قصة وشعر ورواية أو سينما ومسرح وفن تشكيلي وسيلة يتفاهم بها البشر أكثر من أي شيء .
في وقت ما لعب الساسة على ضمير الشعب بالكلمة واللحن حتى صدقهم الشعب للنهاية .
صدقني لعبة الثقافة أهم بكثير من لعبة السياسة ، وهذا ما أدركته القوى العظمى في العالم فبدأت غزوها الثقافي ، وليس بعيدا المديا الأمريكية العريضة.


*أحيانا نسمع من هنا وهناك أراء حول التهديد المحتمل للكورد على الوحدة العربية..هل تعتقدين أنهم هم حقا كذلك؟خطر وتهديد للوحدة العربية؟
- لا أظن ذلك .


* هناك زيارات متبادلة بين المثقفين العرب والكورد لو دعيت لزيارة إقليم كوردستان هل تلبين الطلب؟
بالطبع وعلى الفور ، إنها أمنية عزيزة لدي

حواري لجريدة السياسة الكويتية

رباب كساب: حان وقت تجديد دماء الساحة الأدبية أجرت الحوار شروق مدحت  تمردت على الظروف المحيطة ،رافضة الاستسلام لعادات وت...