الثلاثاء، 11 يناير 2011


شهادات مبدعين ظهروا في الألفية الجديدة

http://www.alkaheranews.com/details.php?pId=11&aId=1760&issId=553

شهادتي :

رباب كساب

جيلنا يظهر بقوة مع طفرة النشر في مصر التي اقتصرت لزمن طويل علي الهيئات الحكومية، وهذا ما كان داعيا لأن تخرج للنور بعض دور جديدة أنعشت الساحة وزادت من حدة التنافس حتي ولو دفع الكاتب نظير أن يخرج إبداعه للنور، لكن بمرور سريع علي المنتج المنجز في هذه السنوات القليلة أجد أن الغث والرديء أكثر بكثير من المنتج الجيد ولكني علي ثقة بأن السنوات المقبلة ستحدث غربلة لما هو علي الساحة ولن يبقي سوي الإبداع الحقيقي.

نحن جيل مقهور بمعني الكلمة، جيل بلا قضية، جيل الثقافة الاستهلاكية عليه فبات كل ما يشغلنا هو كيف نعيش وكيف نحصل علي كل ما يمتلئ به عصرنا من مغريات، قليل هم الذين اكتشفوا عمق الأزمة وحاولوا الخروج منها لكنهم في الغالب هربوا علي صفحات الأدب أو استعذبوا الماضي فعاشوا فيطياته، بات عليهم أن يثبتوا أنهم موجودون وأن لهم دور وأنهم غير متهمين بالسطحية ورداءة الفكر والغياب جيل متهم طول الوقت وفي وضع دفاع مستمر.

حواري لجريدة السياسة الكويتية


روايتها الجديدة "الفصول الثلاثة" تبحث في الحب والخيانة والفرح

رباب كساب: أريد أن أكون كل البشر لأعبر عن جميع الناس



http://www.al-seyassah.com/AtricleView/tabid/59/smid/438/ArticleID/119145/reftab/76/Default.aspx

في حياة كل كاتب دافع للكتابة قد يكون علاقة فاشلة أو عملاً لم يكتمل

البنات مستمعات جيدات والرجل في حاجة دائمة لمن يستمع إليه
ليس على الكاتب أن يحل مشكلات المجتمع بل يطرحها على الآخرين

القاهرة - مشيرة عكاشة:

أكدت الكاتبة رباب كساب أن التدين الظاهري أصبح منتشرا في مجتمعنا العربي بكثرة,, وأن معظم الناس يتجهون اتجاها دينيا هذه الأيام للهروب من المشكلات والإحساس بالرضا وهم غير راضين تماما, فيأخذون من الأمر شكلا وهم غير قانعين ويحلمون بالجنة ولا يستطيعون خلقها من واقعهم, فيهربون الى شيوخ الفضائيات الذين يمنونهم بالجنة, مشيرة إلى أن الله خلق لنا الحياة لنعيشها ولنشاهد جمالها وألوانها المختلفة.
وقالت رباب في حوارها مع "السياسة" حول أحدث رواياتها "الفصول الثلاثة "الصادرة عن دار الكتاب العربي ببيروت, الكاتب ليس عليه أن يحل مشكلات مجتمعه, فهو لسان حال مجتمعه, يكتب عن الناس من دون إيجاد الحل, ومطالب أن يتكلم عن كل الاتجاهات مثل التيار الدنيوي والديني مع اختلاف الأفراد, وانا اريد التعبير عن كل الفئات مثل الفلاح وابن المدينة والذكي والغبي والأحمق, ولا يمكن أن انتقي فئة واحدة اهتم بها من دون أن اقحم فكرها على الورق.
وأشارت إلى أنه في حياة كل كاتب دافع للكتابة قد يكون علاقة فاشلة أو عملا لم يكتمل اي من مؤثرات الطبيعة, والرجل يجد أن المرأة تجعله يبدع وهو لا يزال شابا, خاصة أن البنات مستمعات جيدات والرجل دائما في حاجة لمن يسمعه وهو نوع من فرض السطوة…وهذا نص الحوار:
"الفصول الثلاثة"رواية تعبر عن مشكلات الأزواج على اختلاف أعمارهم, فلماذا كان الربط بين فصول السنة والأزواج?
الرواية تقدم أربعة أزواج أعمارهم مختلفة "جمال وعزة, سعيد وهيام" في الستينات و"عادل و أسيل" في الأربعينات," مراد وهويدا,مسعود وجميلة" في الثلاثينات, فأردت بذلك أن أقدم تجارب مختلفة باختلاف المرحلة العمرية, وأعرض ربيع وشتاء كل شخصية فيهم وخريفها, والخريف حالة يمر بها كل الأبطال, فسعيد شخص متعدد العلاقات النسائية دائم الشجار مع زوجته هيام ولا يعرف أنها مازالت تراه البطل الأوحد, وفي المقابل نجد جمال الرياضي تنزوي زوجته نحو المسؤولية تجاه الأسرة والأولاد وتخاف دائما من غيابه المستمر ما اوجد لديها خوفا مرضيا,وعادل يطلق أسيل لتنقلب حياتها رأسا على عقب, مسعود البواب لا يستطيع الهروب من حب هويدا المهندسة ويرفض زوجته الجميلة, وهويدا تعيش قصة حب فاشلة مع مراد زميلها في العمل.

لغة مختلفة
استخدمت تقنية التقطيع داخل الرواية ..ألم تخافي أن يفقد القارئ تركيزه مع أحداثها?
لتلك الرواية مكانة خاصة لدي, وشعرت فيها بتطور إبداعي ككاتبة, فمررت بمراحل مختلفة مثل نمو الطفل إلى الشباب ومن بعدها الشيخوخة, وقدمت لغة مختلفة عن اللغة العادية واستعرضت الشخصيات باستخدام طريقة التقطيع التي تعاملت بها للمرة الأولى وليس السرد المتواصل, والفكرة أن كل الجمل في الرواية كتبتها قبل النص وعلى أساسها أكملت كل فصل,فتكلمت عن الفطام وبدايات علاقات الأزواج وطفولتهم وسط المعاناة,فيرجعون للوراء بطريقة الفلاش باك, وأثناء كتابتي للرواية لم أقصد استخدام نظام التقطيع, ولكن حالة الشخصيات تطلبت مني ذلك, وبعد الانتهاء من الرواية حاولت أن اعمل بشكل آخر, فوجدت الأبطال يفرضون علي استخدام التقطيع للتواصل مع الحالة وعدم الخروج عنها.
يعاني كل أبطالك من كثرة أخطائهم وصحوة ضمائرهم, لماذا?
الضمير موجود بداخلنا جميعا,فالإنسان دائما يملك النفس اللوامة,ومن لا يملك ضميرا فهو مريض وغير طبيعي, فلوم النفس موجود بداخلنا بدرجات من يتحملها من يتجاوب معها, وهناك أشخاص ميتون ولا وجود لهم في الحياة, فشخصية "عزت" مستغل لأقصى درجة يقوم بالسرقة والغش من دون ضمير لأنه مريض, أراد الزواج من هويدا ليحصل على التقرير الهندسي الذي قدمته له, فهو وصولي يرتبط بالمهندسات المتفوقات لينسب شغلهن له حتى زوجته لم تسلم من شره, فالضمير حاضر في كل رواياتي فأحب النفس الداخلية التي تعيش صراعا أغلب الوقت,ففي روايتي السابقة "مسرودة" كان الضمير خفيا يؤنب شخصية شريرة جدا تثمر حقد الجميع, فهو موجود وهناك أشخاص يحاولون القضاء عليه,بالإضافة إلى من يعيشون ميتين بلا ضمير, ولا أتخيل وجود إنسان طوال الوقت مخل بالشرف وضميره لا ينبهه, قد تكون نظرتي مثالية لكنني أظنه موجود,فهو موجود في كل مكان وفي كل علاقات الناس وفي حرمة الطريق أو رفع الأذى عنه.
هل من المنطقي أن يحب "سعيد" المقارب على الستين عاما أسيل ابنة الثلاثين?
علاقة سعيد بأسيل مرتبطة برغباته الداخلية ليشعر أنه مازال على قيد الحياة,فهو أديب لديه جمهوره من النساء, يكتب قصص الحب الرومانسية ويفتقدها بسبب تقدم عمره واهتمام زوجته به في صورة الأم ,فوجد أسيل قارئة على نفس مستوى ثقافته تتجاوب معه وتناقشه,وهو يحب دائما أن يعيش في دور المعلم وفي نفس الوقت بطريقة جذابة, ولا مانع من وجود عاطفة, فكان ضروريا وجود أسيل معه لتعبر جسر الصمت الغريب بينه وبين زوجته التي تعتبره الكاتب الأوحد ولا تقرأ ولا تهتم بالثقافة, وفي الحياة كل رجل يرتبط ببنت صغيرة نجد كلمة واحدة فقط "أجدد شبابي" ويثبت أن رجولته مازالت قائمة,في حين أن المرأة مفهومها مختلف في الارتباط برجل أكبر منها,فهي ترتبط به للحصول على الأمان المعنوي والمادي,ونادرا ما نجد عاطفة, وأحيانا تحتاج المرأة للحكمة أو من يقودها حتى لا تولد فكرة الندية بينها وبين شاب صغير.

حافز على الإبداع
لماذا كانت المرأة دائما حافز "سعيد" الأديب على الإبداع?
قيل لي مرة على لسان أحد المهتمين بالشعر إن الأديب يحتاج "لعاهرة" يومها توقفت عند الكلمة وشعرت بصعوبتها, ولكن في حياة كل كاتب دافع للكتابة قد يكون علاقة فاشلة أو عملا لم يكتمل أي من مؤثرات الطبيعة,وأنا ليس من السهل علي تغيير البشر في حياتي, ولكن الرجل سهل أن يقوم بهذا الدور, فهو يجد أن المرأة تجعله يبدع وأنه مازال شابا, خاصة أن البنات مستمعات جيدات والرجل دائما في حاجة لمن يسمعه وهو نوع من فرض السطوة, ومن هنا كانت تحولات سعيد ورغبته في وجود المرأة في حياته.
هذا عن الرجل المبدع, فماذا عن المرأة المبدعة?
أرى أن علاقات البنات العاطفية أو مشكلاتهن الزوجية دافع رئيسي للكتابة, وهو قصور في حياة السيدة التي تمسك قلما في مصر,فيظل حيزها المعرفي والخبراتي ضيقا بالمقارنة بالرجل, فهو مسموح له بأشياء كثيرة محرمة على المرأة,وأغلب الكاتبات تبحث في كتاباتها مشاكلها الاجتماعية,ودافع الكتابة لدي هو مراقبة الناس من بعيد ومشاهدة حياتهم,فأخرج من ذلك بكثير من القصص والروايات.

أسباب الخيانة
بالعودة للرواية…لماذا يخون الأزواج زوجاتهم?
الخيانة ناتجة عن التفكك في العلاقات ف"سعيد"يخون ليشعر أنه على قيد الحياة, و"عادل "يخون نتيجة وقوعه في شباك امرأة قاربت على العنوسة وأرادت أن تستغله بدلا من أن يطلق عليها لقب عانس, ومراد أناني يفكر أنه يملك كل شيء, وأسيل بعد الطلاق كانت وحيدة منزوية تثير المشكلات لأقصى الدرجات,ففكرة الطلاق لديها مزعجة فهو حبيب سنوات ورفيق عمر,فالذكريات تعيش بداخلها ولا تستطيع أن تعيش من دون عادل رغم طلاقهما, ولهذا اتجهت نحو علاقات محرمة غيرت مسار حياتها, فالأبطال يخونون ولكن يعاقبون على خيانتهم طوال أحداث الرواية,وأعتقد أن الاتجاه نحو الخيانة يكون نابعا من الثورة الداخلية والرغبة في التمرد على الواقع, فلماذا نقيس كل شيء بأرقام البطاقة? ولا يوجد حفاظ على رغبات ومشاعر الآخرين فما جعل سعيد يخون انه يريد أن يحافظ على شبابه لأن زوجته تشعره انه أصبح عجوزا,وجمال وعزة يحاولان الاحتفاظ بالشباب, فقلت في البداية أن أشجار الخريف تجذب الناس بجمالها رغم أنها بلا أوراق,فجمال الشجرة في كل مرحلة له حلاوة خاصة.
تردد على لسان أسيل داخل الرواية أن الطلاق وجهان وجه للحرية ووجه للفشل…فكيف يكون ذلك?
عندما يقدم الرجل على الزواج يكون أحيانا مضطرا للحفاظ على الشكل الاجتماعي ولتلبية رغباته الإنسانية, والمرأة تتجه له لأن "جواز البنات سترة" ولتلبية رغبتها في إطار شرعي, وهو في النهاية قيد يوجد الالتزامات من الأنثى للرجل ومن الرجل للأنثى وإلى التزامهم بالبيت والكيان الذي يوجد البيت نفسه,فهو في جميع الأحوال قيد والطلاق نهاية لهذا القيد للتعبير عن الفشل,وهو حرية للخلاص من قيد الزواج.
لماذا تهتمين في كل أعمالك بإثارة القضايا الاجتماعية?
أصبح لدينا السياسي الناجح والاقتصادي البارع والفنان المبدع, فالعلاقات الاجتماعية تظهر أمورا كثيرة, فقد يكون الفقر دافعا للنجاح عمليا, لكن التفكك الأسري لا ينتج أفرادا ناجحين, بل ينتج أفرادا مرضى وحتى إن نجحوا في عملهم يفشلون في مجالات أخرى,فدائما لديهم جوانب نقص,والحياة الاجتماعية تستهويني وأحب التعبير عن كل ما هو اجتماعي وأرفض كل ما هو خيالي, فدائما اهتم بالبحث عما يقترب من النفس البشرية فهي أكبر متغير, وأكثر ما حير العلماء, رصد تغيرات النفس البشرية من مرحلة عمرية لأخرى, والإنسان يولد طفلا ويمر بمراحل مختلفة الشباب والشيخوخة والكهولة ليعود طفلا بمعنى الكلمة, فهو طفل متمرد يرفض التوجيه أما وهو كبير فهو طفل أكثر تمردا ولا يمكن تطويعه.
هل يمكن للكاتب حل المشكلات الاجتماعية من خلال إثارتها?
وجهة نظري التي لم أوضحها في "الفصول الثلاثة" أن الكاتب ليس عليه أن يحل المشكلة, فهو لسان حال مجتمعه, يكتب عن الناس لكن لا يحل مشكلاتهم, وللكاتب انتماءات فقد ينقسم مع أو ضد فئة معينة, لكنه مطالب أن يتكلم عن كل الاتجاهات مثل التيار الدنيوي والديني مع اختلاف الأفراد, وأفضل التعبير عن الجميع إن لم يكن بروحي فبقلمي, وأريد أن اكون كل البشر وأعبر عن كل الفئات مثل الفلاح وابن المدينة والذكي والغبي والأحمق,و لا يمكن أن انتقي فئة واحدة اهتم بها من دون أن أقحم فكرها على الورق, فالكاتب إنسان عاطفي يعيش ما حوله من تجارب ليعرضها في كتاباته.

التدين الظاهري
بالعودة للرواية..أثرت قضية التدين الظاهري في شخصية "مسعود" لماذا يتجه أغلب الأدباء في الوقت الحالي للتعبير عن التدين الظاهري في رواياتهم?
التدين الظاهري أصبح موجودا داخل مجتمعنا العربي بكثرة في الوقت الحالي,فليس مسعود فقط المتدين ظاهريا , بل كل البشر المتجهين اتجاها دينيا هذه الأيام يكون هدفهم الهروب من المشكلات والإحساس بالرضا وهم غير راضين تماما, فيأخذون من الأمر شكلا وهم غير قانعين ويحلمون بالجنة ولا يقدرون على خلقها من واقعهم, وقد قابلت فتاة منتقبة لا تلبس سوى اللون الأسود رغم حبها للألوان المبهجة,وسألتها لماذا تلبسين الأسود? فقالت لي إنها تحرم نفسها من البهجة للتقرب من الله, رغم إن الله خلق لنا الألوان في السماء والشجر والطبيعة, فأين الحياة التي خلقها الله لنا? انه تفكير غريب يملكه الجاهل مثل"مسعود" أو سيدات يشاهدن "مهند"والمسلسلات التركية.
هل نفتقد للرومانسية في حياتنا?
الرومانسية أسلوب حياة غير مرتبط بالحب,فهي موجودة في طريقة الأكل والملبس وفي عشق الألوان والذوق واختيار البرامج والمسلسلات ونوعية الكلام والموضوعات,فكل هذا أنواع من الرومانسية, ولكل عصر شكل ففي الماضي كان الحبيب يكتب جوابات والآن أصبحت رسالة الموبايل أو رسالة على النت, فالسرعة في الحياة جعلت الأمور الرومانسية سريعة,و كل أشكال التعبير تعبر عن الرومانسية,حتى الشخص العملي قد يكون بداخله نزعة رومانسية,وأنا أميل للتعبير عن تلك الرومانسية في كل رواياتي لأنها تحمل أكثر ما يحمله الخيال بداخلنا.
أليس غريبا أن يحب "مسعود" البواب المهندسة "هويدا"?
لماذا لم نقل ليوسف السباعي كيف يحب ابن الجنايني ابنة الباشا? الحب ليس له مقياس ولا معايير فهو يأتي للإنسان من دون أن يحسب من خلاله الفروق الطبقية والمجتمعية, و"مسعود" حبيب واقعي أحب المهندسة ولكنه تزوج المرأة التي شعر أنها مناسبة له ولوضعه الاجتماعي .
ولماذا كان" مسعود" هو الربيع الوحيد في نهاية الرواية?
شخصية مسعود هي الوحيدة التي مرت بكل التغيرات,وهو شخص واقعي, عاش الحياة وفقد بيته وزوجته ليعود لصوابه ويحاول أن يعيد الربيع من جديد, فهو يفهم الحياة جيدا على عكس مراد هربت منه هويدا لأن الطبع لا يغلب التطبع وتخلت عن حبها له, أما جمال وعزة فقد رجعا مرة ثانية لأن طبيعة شخصيتهما أكثر استقرارا طوال أحداث الرواية,وسعيد وعزت ذئاب يعرفون بعضهم جيدا فالذئاب تعرف بعضها بعضاً يكملون حياتهم في البحث عن شهواتهم ورغباتهم.
هل ترين أن التكنولوجيا أثرت سلبيا على الأدب?
لا يمكن أن يفقد الأدب بريقه, لكن الشباب في مرحلة من الانبهار بتلك التكنولوجيا, ف"الفيس بوك" ساهم في ظهور كتابات جديدة وساهم في إحداث نوع من التواصل لم يكن موجودا بين الكبار والشباب, وقبلها كنا بمعزل ننتظر كتبا وكتابات جيراننا في الدول العربية وحين تأتي لا أقدر على ثمن الكتاب كنت بمعزل عن ثقافات الشعوب العربية قبل الانترنت أما بعد هذه التكنولوجيا وجدت عالما رائعا من أصحاب الفكر وأقلاما وضعتني في وسط العالم الحقيقي للقصة مما أحدث تطورا خطيرا فيما كتبت من حيث الشكل والمضمون .
متى سنقول إن أدبنا العربي عالمي?
ومن قال إن أدبنا ليس عالميا إنه عالمي بالتأكيد? وليست العالمية هي أن نجد كل من كتب قصة أو رواية قد وجد من ترجم له قصته واحتفى بها في بلاد العالم, وأعتقد أنه يوجد الآن مؤسسات ثقافية معنية بالترجمة الأدبية للغات الأخرى تهتم بالقصة والرواية والشعر وهى خطوة جيدة لم نكن نحلم بها من قبل,وما نحتاجه هو توصيل الأدب إلى شعوب العالم والترويج له والإعلان عنه بشكل واسع وعميق.
ما مشاريعك الإبداعية الجديدة?
كتبت مجموعة قصصية تحت عنوان "لوحة إعلانات "ستصدر في معرض القاهرة الدولي للكتاب عن دار الكتب للنشر,وهى قصص مكتوبة على مدار عامين فيها نوع من التدرج في القصة القصيرة, فنحو ستة وعشرين قصة تسيطر الوحدة على كل حالة فيها.

حكاية جيل قادر على الحلم


تحت هذا العنوان أتاحت لنا الفرصة الرائعة زينب عفيفي بجريدة أخبار اليوم لنتحدث عن أعمالنا أنا وبعض زملائي من المبدعين

الفصول الثلاثة

تقول الكاتبة رباب كساب لا أعرف لما تذكرت شجرة البولونيا التي تزهر شتاء بعد أن تُسقط جميع وريقاتها حتي لأنك تشعر بزهرها الأبيض كندف الثلج علي فروعها العجفاء ، ووجدتني في لحظة أدرك أن هناك حياة تولد من عدم وتأكدت أننا من الممكن أنْ نخلق لنا وجودا ونستشعر جمالا من قلب القبح الذي يحيط بنا وكانت تلك البداية بداية الفصول الثلاثة .
( تتجرَّدُ أشجارُ الخريفِ من وريقاتها ، لكن هناك أشجارًا تُزهِرُ بلا ورق ، تأبي أن تتعرَّي العظامُ تواري سوءاتها بجمال زهرها ؛ فتخطف الأبصار في خريفها).
اخترت البداية مع سعيد الكاتب الستيني العمر وزوجته وصديقه الرياضي حملت علي كاهلي أعمارهم لأستشعر معهم وهن شيخوخة تزحف للحياة التي كانت مليئة بالكثير من النجاحات وخيبات الأمل ، تلك الطفولة التي نرتد إليها مرة أخري ، كيف نستقبل الضعف القادم وقد اعتدنا المواجهة ، كيف يشاهد الإنسان منا جسده وهو يضعف تدريجيا ، والقلم الذي طالما أعطي يخبو نوره ، والبريق الذي يحيط بنا ينحسر.
سرت مع الجميع أبحث معهم عن ربيع يظنونه هو السعادة بعينها وأنه الفرصة الثانية للحياة من جديد .
لكن السعادة ليست فقط ربيعية مزهرة ، ولا صيفية جامحة ، ولا هي شتاء ساكنا أو خريفا يغزوه العدم .
كان عليِّ أنْ أعرف معهم أننا نستطيع كشجرة البولونيا أنْ نسعد وقتما نريد علينا أنْ ندرك أنَّ بإمكاننا استغلال كل ظروفنا وأن نتمكن من البدء من جديد متي أردنا ذلك .
بت أتقلب بين أعمارهم ورغباتهم بين الستين والأربعين والثلاثين راغبة في سبر أغوار حياتهم التي اكتشفتها معهم علموني صحبتهم .
(اختياراتنا أوجاعنا …. خطانا علي سلَّمِ العُمْرِ مزيجٌ من دمٍ ، ودموعٍ ، ولحظاتِ فرحٍ قليلةٍ ، عثرات ، وصراعات ، وانتصارات ….. والنهاية عُمْرٌ لا نعرف لنهايته سبيلاً ) .
ما بين طفولتنا الأولي والثانية تتجلي الحياة بكل صورها ، ويتجلي عناد الإنسان متمثلا في اختياراته التي تصنع من وجوده فاصلا ، ومع كل اختيار ينظر لما حقق هل جني ما يُرجي منه أم أنه فقط اشتري الوجع ؟ وكم من اختيار نوشك معه علي الموت !!
كنت حريصة ألا يحس القارئ غربة علي صفحات الرواية كنت اريده أن يري تلك الصفحات مرآة له ، من قلب حياته حتي لو وجد نفسه :
لازالَ يبحثُ عن الربيعِ كلُّ من تاقت نفسُه للحياةِ ، أي حياة قد تحملُ في طيَّاتِها غيوم الشتاءِ وحرَّ الصيفِ وتقلُّباتِ الخريفِ ….. لكنَّ النهايةَ دائمًا ليستْ ربيعيَّةً مُزهِرَةً .

حواري لجريدة السياسة الكويتية

رباب كساب: حان وقت تجديد دماء الساحة الأدبية أجرت الحوار شروق مدحت  تمردت على الظروف المحيطة ،رافضة الاستسلام لعادات وت...