الخميس، 3 ديسمبر 2015

في محبة السيدة راء

ترى لو عرفتها عن قرب؟ ماذا لو كان بيننا غير تلك الابتسامة الوحيدة وذلك الحضن وتلك الربتة المشجعة؟ ماذا يا رضوى لو كانت هناك مزيد من الربتات والأحضان والابتسامات؟ أو لو كنت واحدة من تلميذاتك؟.

التقيت بها مرة واحدة في قلب الحلم، الحلم الذي كنا نحاول جاهدين تحقيقه بينما هي من قلب المرض تتابع، وتعلق، تشاهد، تسأل، تطمئن، حتى عادت وكان اللقاء الصدفة، ارتبط محياها بي وبأجمل ما عشت من أيام، ليس من عاداتي أن أذهب للسلام أو إلقاء التحايا على من أعرفهم من بعيد، لكني ما إن عرفت بوجودها حتى اخترقت الزحام، عبرت كل هؤلاء الموجودين بالميدان، وهناك عند مجمع التحرير، حيث كانت تقف مع محبيها، سلمت عليها، تعثرت كلماتي التي لملمتها هي بودها وبشاشتها، انصرفت وأثر حضنها وتشجيعها يملأني وابتسامة كبيرة على وجهي لم تفارقه وقتا، قوة منحتني إياها نظرتهها القوية، قدرة على القتال كلما تذكرت سيرتها، امرأة خلقت لتقاتل، ليس لزواجها غير المرضي عنه فقط، فهي امرأة المواقف، تزوجت من أحب وأصرت عليه فكانت مثلاً، تحملت الفراق والشتات بعد أن منع زوجها من دخول مصر سبعة عشر عامًا لاعتراضه على زيارة «السادات» لإسرائيل، فصمدت رضوى، صمود بحجم الحب، وحجم قضيتها وهي العاشقة، رضوى عضوة حركة 9 مارس لاستقلال الجامعات، وعضوة اللجنة القومية لمقاومة الصهيونية في الجامعات المصرية، رضوى امرأة الحب والحرب «الحب في قلبها والحرب خيط مضفور» كما وصفها ابنها تميم.

الأستاذة التي منحت تلاميذها المعنى الحقيقي لكلمة معلم فتركت فيهم أثرا لا يمحى، لازال كثير منهم يذكرها ويذكر مواقفها وأسلوب تعليمها بحب كبير وشوق لها.

التقيت بصاحبة غرناطة مرة واحدة وجهًا لوجه، لكني التقيت بها على صفحاتها مرات، أحببت كتابتها حسها القوي بالناس وبما تكتب، فهي تدخلك عالمها بسلاسة فتحس نفسك جزءًا منه، من آلامه، ضحكاته، طموحه، فتبكي مع أبطالها وتبكي عليهم.

كنت أود زيارتها في مرضها الأخير لكن لم تسمح لي الظروف وخيرا كان لتبقى في ذاكرتي ابتسامتها القوية المتحدية في لقائنا الوحيد.

أهدت حبيبها الطنطورية وأهدتني محبة الحب ذاته، أحببتها وتميم يصفها بعاميتها المصرية
وأمي حافظة شوارع مصر بالسنتي
تقول لمصر يا حاجّة ترّد يا بنتي
تقولها احكي لي فتقول ابدأي إنتي.

إنها ساحرة الحكايات، التي تلقي عليك سحرها فلا تتمكن من الفكاك منه.
كثيرًا ما قلت أنني لا أخطط للرواية ولا أرسم كروكيات عمل، كنت أقابل بنظرات استنكار، واستهجان حتى سمعتها في أحد البرامج بعد الثورة تقول أنها لا تخطط لأعمالها، الكتابة تأتيها فجأة، تلح عليها وما إن تضع أول الكلمات على أول سطر حتى تبدأ في نسج الحكاية، برغم ما يظهر من جهدها المبذول وقراءاتها الكثيرة لإتمام عملها، لحظتها قفزت فرحة إن رضوى تؤكد أني لست على خطأ وعرفت حينها أنني لن أضل!

عام مر يا رضوى ولازلت أذكرك وأتلهف على حروفك وعالمك الجميل، عام مر وأنت في داخلي مثال للمقاومة وللحب وستظلين.
المقال على موقع الممر

http://elmamr.com/%D8%B9%D8%A7%D9%85-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AD%D9%8A%D9%84-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%AD%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%B1%D8%A7%D8%A1/

حواري لجريدة السياسة الكويتية

رباب كساب: حان وقت تجديد دماء الساحة الأدبية أجرت الحوار شروق مدحت  تمردت على الظروف المحيطة ،رافضة الاستسلام لعادات وت...