الأربعاء، 18 مارس 2009

ما سطرت حلمه


ما سطرت حلمه


تمطى الظلام ماردا استيقظ لتوه من نومٍ طويل ، من خلف زجاج نافذته .....أمطار .....هواء بارد ..... أقدام تتسابق لتحتمي أسفل شرفات خلت من أصحابها .
اقتربت منه ... ربتت على كتفه .... التفت إليها حملق في وجهها كأنه يراها للمرة الأولى ... ابتسمت ... لم يبادلها الابتسام .

عاد ليراقب المشهد من نافذته ناظرا للشارع المبتل ... يشارك الهاربين من غضب الطبيعة هربهم ، سارت يدها على وجهه .... نقلت إليه برودتها ... أزاحها عنه .
عاد لوقفته ، سبح عقله بعيدا ... رحلة طويلة خاضها أصر فيها على التواجد ..... كتب سطور كثيرة ... ملأ صفحات وصفحات ؛ على كتف الغد سال دمعه مدرارا ، إلى جوار عينيه انزوت السنين تجاعيد .
طفل كان ... طائرته الورقية ما حملته وما سطرت حلمه .
استقرت ألوانها على أيامه ، بات أحمرها على جسده ، أزرقها في ذاكرته ، أسودها مستقبله ، أخضرها ذلك الطفل الذي كان ولازال يراه في حلمه .
مدت يدها إليه مرة أخرى سرت رعدة بجسده ... سقطت فرشاته ...صمتت الريح ...كف المطر .... اختلطت الأوراق ....ذابت ألوان اللوحة .....تمزقت .
انعكاسات وجهه في المرآة ....صور آهات ... الشعيرات البيض عمر ضائع .
استباحت ذاكرته بضحكاتها المائعة .
الهاتف أيضا يلعب معه نفس اللعبة ، حاولت هي أن تلبي نداءه منعها بإشارة حاسمة من سبابته .
صوت انفجار هز سكون الليل .
عدت نحو الشرفة يلفها الذعر ، قال في هدوء : أظنه إطار سيارة .
صدق حدسه .
عادت السماء لتتمرد ؛وعادت هي تتلمسه ...بحذر تدنو .... يقترب ....تقترب ....في غفلة هوى الجسد ... ألقت برأسها على صدره ... لمسات ممتنة ....يقوم عنها ويبتعد ...في نظرة خاطفة يعود إليها وبداخله يتردد شعور غريب ....أحضان الخطيئة باردة .
6/2/2009

هناك 6 تعليقات:

هاني النجار يقول...

قالوا.. وعلمنا المنطق أيضاً أن أحضان الخطيئة ليست باردة، لأن الشيطان يصبغها بصبغة الممنوع.. والممنوع دائماً مرغوب،
ولكن يبدو أن صاحبنا كان غارقاً في أفكاره التي تلونت بلون طائرته الورقية الغابرة، والسابحة في ذكريات الشباب الراحل دون عودة

سلمت يمينكِ يا رباب

رباب كساب يقول...

حين تفتقر الحب تكون باردة يا صديقي هكذا المنطق
من معاملته لها أظنها اجيرة ليلة وتمر شغلته افكاره في ليلة باردة فكان لقاءه بها مثل الليلة

أسعد بوجودك دائما
لك خالص تحياتي وودي

Unknown يقول...

لن أقول الا وحشتينى
فهل تعبر لكِ عما مقدار
شوقى الى كلامك وحكاياتك؟
مرة تانية وحشتينى اوى:)

رباب كساب يقول...

دكتورتي الجميلة
وحشتييييييييني جدا جدا والله
ووحشتي كلماتي إنك تزوريها
يا رب تكوني بخير
ودي

الدرعمي يقول...

رائعة تلك الدفقات متنوعة المصادر ، دفقات احتياج ، دفقات هرب ، دفقات الذكرى ، دفقات البرودة والألوان و الحضن الذي تأخر فجاء باردا بغير تلهف .. أحسنت وفقك الله

رباب كساب يقول...

أخي الفاضل : الدرعمي

شرفت بمرورك العطر

لك تحياتي وجزيل شكري

حواري لجريدة السياسة الكويتية

رباب كساب: حان وقت تجديد دماء الساحة الأدبية أجرت الحوار شروق مدحت  تمردت على الظروف المحيطة ،رافضة الاستسلام لعادات وت...