الثلاثاء، 15 مايو 2018

مقال الأستاذ مصطفى عبد الله عن مجموعتي بيضاء عاجية وسوداء أبنوسية في جريدة القاهرة هذا الأسبوع


بيضاء عاجية وسوداء أبنوسية
بقلم:
مصطفى عبدالله
قبل مجموعتها القصصية التي صدرت، مؤخرا، عن مؤسسة "بتانة" بالقاهرة بعنوان لافت هو "بيضاء عاجية وسوداء أبنوسية" نشرت الأديبة رباب كسّاب أربع روايات هي: "قفص اسمه أنا"، و"مسرودة"، و"الفصول الثلاثة"، و"فستان فرح"، وتنوعت دور نشرها بين بيروت والقاهرة؛ فهي كاتبة خرجت من المحيط الإقليمي إلى المحيط العربي، مع أنها لا تزال في صدر شبابها.
وطنطا التي أنجبت هذه الكاتبة لها باع في الكتابة الجديدة، وفيها ظهرت منذ نحو ربع القرن أو يزيد الكتابة في مجال المستقبليات والفانتازيا والألغاز، وتمثلها تلك السلاسل التي تربى عليها جيل وراء جيل من شبابنا الذين أتيحت لهم الفرصة للقراءة الجادة، فقرأوا للراحل أحمد خالد توفيق، ورفيق دربه نبيل فاروق مغامراتهم العلمية. واليوم تقدم رباب كسّاب مغامرتها الإنسانية.
وهي كاتبة تتقن فهم الإنسان الذي يعيش في هذا العصر، يحلم ولا تتحقق أحلامه، يريد ولا يحصل على ما يريد، يعيش في حالة انتظار وأحيانًا ينتصر عليه اليأس ويسقط.
أسلوبها موجز العبارة، دقيق الكلمة، والقصة عندها ليست حكاية تقليدية أو حديثة، ولكنها لقطة صغيرة لحالة إنسانية يعانيها بطلها كما يعانيها الكثير منا.
في إحدى قصصها "اكتفيت"، تبدأ بلقطة سريعة لبطلة القصة تمشي في الطريق وتجلس على المقهى وتعيش الحياة العادية، ولكنها تخفي مرارة الفشل في تحقيق أي شيء يمكن أن يكون مفيدًا، وكأن العالم المحيط لا يريد لأحد أن يحقق أي شيء، وحينما يصل الشخص إلى منتهى اليأس لا يجد أمامه سوى الرحيل بغير تفسير إلا كلمة واحدة.
كان البطل قد شنق نفسه وليس هناك مبرر أو تفسير إلا كلمة تركها تحت منفضة سجائره "اكتفيت". هكذا جحظت عيناه وقد خرج من عالم الأحياء إلى عالم الأموات!
وفي قصة "عانس"، تلك الفتاة التي تجلس أمام الشرفة في حالة انتظار حتى يأتي من يجلس على المقهى المواجه لنافذتها، تبتسم له فيبادلها بتحية، وتحلم أن تراه وتكمل معه مسيرة حياتها في الوقت الذي تقلل أمها من قدره وتهينها لأن فارسها لا يستحقها، ومع ذلك تذهب إليه في الموعد.. كل موعد وتنتظر حتى صارت قطعة من موقف السيارات الذي يمتلئ بالبشر من الراكبين والسائقين والعاملين، وتقف وحدها تنتظر الذي لا يأتي أبدًا!
هذه الأحوال الإنسانية التي تهتم الكاتبة بالحديث عنها وإظهارها هي أحوال الإنسان المحبط المهموم اليائس، وربما يكون ذلك تعبيرًا عن جيل عاش الحياة وليس له أمل في تقدمها أو تحسينها، اللهم إلا تلك الحالة الفريدة التي انتهت بانكسار اليأس وظهور الأمل.
في القصة التي اتخذت منها عنوانًا لمجموعتها "بيضاء عاجية وسوداء أبنوسية"، تقف البطلة حائرة أمام أصابع البيانو الناعمة البيضاء التي ترى فيها أصابع صغيرة قصيرة وأخرى طويلة تملأ الكف، ولكنها تقف في حالة توتر لأنها تريد أن تقول شيئًا ينطق هذه الآلة الصماء وليس أمامها ما هو مكتوب لتقوله فإذا بها تسترد وعيها وإرادتها وتداعب الأصابع وتنتج ما لم يُكتب من قبل، وما يرضي جمهورًا يستمع ويصفق ويمنح الثقة التي تؤدي بها إلى أن تصبح واثقة الخطوة مرفوعة الهامة مبتسمة الشفاه.
ولأن الكاتبة امرأة وتعاني ما تعانيه النساء في مجتمع فرضت عليه تقاليد وافدة، وسلبت منها ثقتها بذاتها وإحساسها بوجودها، كما سلبت حريتها، فعاشت تبحث عن مخرج ولكنها لم تجده، وأظن أن هذه التجربة التي مرت بها تعتبر تجربة تاريخية لأنني أرى أن المجتمع في السنوات الأخيرة قد تغير، وأن صورة المرأة المستلبة قد أدت إلى أن تفيق الكثيرات من حالة الاستلاب.






السبت، 12 مايو 2018

شهادتي عن الكتابة لبتانة نيوز

بتـــانة نيوز - رباب كساب : "كل حواديت والدى كانت تتحول لصور فى عقلى " .. شهادة

لا أعرف البداية الحقيقية، هل جاءت في تلك اللحظة التي كنت أتوسد فيها ذراع أبي وأغوص في حواديته، كنت أرى حكاياته بعيني، كل كلماته كانت تتحول لصور في عقلي، أغلق عليها عيني وأنام، يوم أنام على حكاية الماعز الحاز والماز والتي تضرب بالعكاز، ومرة أغلقها وأنا أردد أسئلة ذات الرداء الأحمر على جدتها دون أن تعرف أن الذئب هو الذي يرقد في سرير الجدة، ومرات ومرات كنت أرى شعر ست الحسن الطويل الذي تسلقه الشاطر حسن، أو أدور مع ملك المدينة الذي كان يعس ليلا فيسمع أمنيات النسوة اللاتي يريدن الاقتران به، وكلما حقق لإحداهن أمنيتها تخذله ولا تفي بوعدها الذي وعدت به قبل الزواج، حتى تزوج من قالت له سآتي لك بعد تسعة أشهر بولد وبنت إذا ضحكا سطعت الشمس وإذا بكيا أمطرت الدنيا!
لقد كانت تلك البداية اعتدت الحكايات، واعتدت أن أغلق عيني على حكاية كل يوم فبت أنسج أنا مشاهدي وحكاياتي الخاصة، متى لامست رأسي الوسادة بدأت قصة أعرف أبطالها لكنهم لا يعرفون شيئا عن قصصي التي صنعتها بهم ومنهم، ولا عن الحكايات التي تتغير كل يوم وهم داخلها، ينجحو ويرسبون، يفرحون ويبكون، يحبون ويكرهون، يكبرون ويموتون.
باتت لحظة ذهابي للنوم هي أجمل اللحظات وأفضلها فأنا أذهب لما أحب، لرواياتي التي أغزلها ببطء وبمهارة نساج لا يدع تفصيلة تهرب منه، إنها الحياة التي لا أمل منها، سنوات وسنوات لا أعرف كيف انتهت تلك العادة لكنها لم تنته عند كتابة أول قصة، ولا حتى مع صدور أول رواية، كل ما أعرف أنه جاء وقت وبت أضع رأسي على الوسادة بلا حكايات فلقد امتلأت أوراقي وملفات حاسبي بالقصص والروايات منها المكتمل ومنها الذي لم يعرف طريق النهاية.
الآن أكتب روايات لا أعرف أبطالها لكنهم يضعون حيواتهم بين يدي أرقبهم وهم يتقدمون شيئا فشيئا، تتغير أيامهم، تنقلب حياتهم بينما أنا مشاهد قريب بعيد، قد أضع بعضا مني بينهم، قد أحرك شيئا يقلقهم، لكنهم في النهاية ينصاعون لي، ومتى جاءت لحظة الفراق بكيت فهم وإن كانوا غرباء هم بعض من روحي، إن كانوا كنت وإن ماتوا دخلت هو الصمت المميت.
إنني أقتات على الكلمات، أعيش في وجوه الناس وبينهم، ألمح ما لا يلمحه غيري، كل وجه أراه هو حكاية محتملة، هو رواية تنتظرني لأكتبها.
وإن كان الأمر قد جاء مصادفة فلقد استمر برغبة ومحبة لفعل الكتابة لفعل الخلق الأجمل، أكتب لأن الكتابة تمنحني براحا لا مثيل له، تجعلني أعيش ألف حياة وحياة غير ما أعيش في الواقع، لم أكن أعرف أن الطفلة التي كانت تتمنى أن تصبح طبيبة وضابطة، مذيعة، مدرسة، بائعة، رحالة، مجرمة، قديسة، متشردة، هي ذاتها التي تجلس أمام كراستها ومعها قلمها الأزرق ذو السن الرفيع وتكون ما تريد وقتما تريد.
لم أكن أعلم أن الفتاة الصغيرة التي عشقت هذا الوطن ستكون لسان حال مهمشيه، ستكون ضحكتهم ودمعتهم على حد سواء.
وأنها ستواري في كتب المدرسة بدايات ما كانت تقرأ، رغم أنها كانت تحب المذاكرة، لكنها تعشق القراءة وتحب الروايات، ولم تكن تعرف أنها ستخرج آلاما وأوجاعا على صفحاتها البيضاء بينما أبيها عشقها الأول يصارع الموت.
كان أبي يموت وكنت أجلس وحدي أبكي وأكتب رواية (مسرودة) كنت أهرب معها من لحظات الألم ومن الموت.
ولم تكن تعرف أنها بعد عامين من لحظة هروبها من الموت في يوم وفي ليلة امتحان كبير ستتأهل بعده لمناقشة الدكتوراه قد تركت كل شيء وهربت مرة أخرى لتضع نهاية واحدة من روايتها.
كان هذا ما حدث وأنا أضع نهاية رواية (الفصول الثلاثة) تركت ما كان ينتظرني وجلست لأبطالي ألملم توهتهم وبحثهم عن ربيعهم.
ولم تكن تعلم أن كل أبطالها الذين ظلوا عاما كاملا يتصارعون معها على الوجود وهي تقاتل لتكف عنهم كانوا ينتظرون حلمها ليتحررون من أوجاعهم ويعيشون معها حلم يناير.
كان ذلك في عام 2010 وأنا أنظر لأبطال ( فستان فرح) ولم يكن هذا اسمها وقت كتابتها وأريد الهرب منهم حقيقة إلا أنهم ظلوا أوفياء لوجودهم حتى جاءت 2011 فصرخوا معي ونادوا بنداء حر، وبروح تركت كل شيء لأجل حلم أكبر.
لقد طوعت دراستي، وقراءاتي وحياتي وكل شيء لأجل تلك الروايات والقصص، وكيف لا والكتابة لي فعل حياة.

الجمعة، 11 مايو 2018

خالد جعفر يكتب : رباب كساب بين الأبيض والأسود



بيضاء عاجية سمراء أبنوسية عنوان المجموعه القصصية الجديدة التى صدرت للأديبة والكاتبة المبدعة رباب كساب صاحبة الروايات الأربعة ، التى استطاعت من خلال قصصها رسم صورة الواقع . تستشعر وأنت تقرأ الاحداث أنك كنت تشاركها فى نسج تفاصيلها ، وربما تكون واحداً من أبطالها . وبراعة المجموعة القصصية لرباب كساب تبدأ من غلاف الكتاب ، الذى تم اختياره ببراعة وعناية فائقة ، فهو وحده يحكى قصة منفردة ينضم بتفاصيله إلى تلك المجموعة . فى النصف الأعلى من الغلاف وجه أنثوى منقسم طوليا إلى نصفين أحدهما أبيض والآخر أسود ، وفى النصف الأسفل للغلاف صورة بيانو بتقسيمات لوحة مفاتيحه البيضاء والسوداء مع اللون الأحمر الذى يعطيك انطباعاً عن مصرية الحدث ، مما يجعله يرصد لك المضامين المشكلة لقصص المجموعة .رباب كساب رصدت رصدا ضمنياً التحولات الاجتماعية في المجتمع المصري بالتلميح الرقيق وبلغة بسيطة ، واستطاعت توظيف العامية بذكاء شديد ، كما حدث وقالت فى مطلع قصة الوردات الأربعة على لسان جدتها . إللى مالوش امبارح مالوش النهارده . أربع وردات يا نضرى .. والمفردات اللغوية للمجموعة تتناسب ثقافياً مع شخصيات القصص وتلائم مستواها الاجتماعى ، مما يعطيك صدقا عفويا وصلت فيه إلى حالة من حالات إبداع – لاوعى الكتابة – . وبذكاء شديد تسحب الكاتبة عقلك إلى مساحة المضمر والخفى في بعض الأحداث كما فى قصة – بلا ملامح – لإثارة ذهن القارئ .والأنثى هى المحور الرئيسى فى المجموعة القصصية بتفاوت أشكالها الاجتماعية ، وهى بطلة معظم قصص المجموعة ، وهذا يبين لك أن الكاتبة استطاعت ان تلمس بأنوثتها المشكلات المجتمعية للمرأة فى مجتمعنا ، مثل الإجبار على الزواج والزواج المبكر . فالمرأة فى الأحداث مترددة دائماً وتعيش فى مرحلة البين بين ، فهى نصف جريئة ونصف طموحة ، ونصف .. ونصف ..وتظهر عبقرية الكاتبة فى أنها استطاعت أن تظهر دون إشارة وبتلميح خفى إلى البطل المفقود أو الغائب الذى تنتظره المرأة فى مجتمعنا دائماً .كما أنها كانت على قدر عال من التوفيق فى استخدام ضمير الغائب فى سرد الأحداث على طريقة الراوى الخارجى كما فى قصة – لوحة إعلانات – وهى طريقة يستطيع الكاتب أن يخرج بها من بعض المواقف ويبعد عن منطقة فرض الذات ، مستخدمة في ذلك لغة أشبه باللغة الشعرية فيها حالة من التدفق التلقائي للمفردات والتراكيب اللغوية ، مع ترك مساحة للخيال عند القارئ بالنهايات المفتوحة .ولأن رباب كساب روائية فى الأصل نلحظ فى مجموعتها وحدة الزمن متمثلة فى معظم القصص وبين جميعها امتداد زمنى واحد ، وكأنها حبات عقد جمعها خيط واحد فى تناسق وترابط .رباب كساب فى كتاباتها المتنوعة تشعر معها أنها قريبة منك ، تفكر معك ، وتتحدث بلسانك ، وتعبر عما يجول في خاطرك .. وتبقى مجموعة بيضاء عاجية سمراء أبنوسية إضافة جديدة ورائعة فى عالم القصة القصيرة .

تغطية بتانة للندوة



بتـــانة نيوز - رباب كساب  مجموعة " بيضاء عاجية وسوداء أبنوسية " شكلت لى الرعب الأكبر فى كتابتها


قالت الروائية رباب كساب فى تصريحات لـ بتانة حول مجموعتها الجديدة الصادرة عن المؤسسة شكلت لها عند كتاباتها الرعب الأكبرحيث كانت هذه اول مرة تخوض تجربة كتابة قصص قصيرة جدا بشكل مكثف باعتبارها ان دائما الحكى فى السرد الروائى مهم لها .
 وعن النقد قالت ان جيل الشباب مظلوم نقديا  ولابد من الاهتمام باعماله بشكل اكبر .
خاصة هناك ابداعات جيدة

تغطية بتانة للندوة


بتـــانة نيوز - فى بتانة  .. " بيضاء عاجية وسوداء أبنوسية "  لـ  رباب كساب  مجموعة تتبنى قضايا الهامش والحلم المنتظر

نظمت مؤسسة بتانة ضمن انشطتها الثقافية حفل  توقيع  مجموعة الاديبة رباب كساب  " بيضاء عاجية وسوداء أبنوسية "،  شارك فى  المناقشة  د.  حسام جايل، ود. محمد سليم شوشة،  وإدارها الناقدة والكاتبة  ضحى عاصي المجموعة الصادرة عن  مؤسسة بتانة  تحمل 24 قصة مهداة لامرأة " البين بين "، التي تدور حولها نصوص المجموعة.
وكان الناقد  الدكتور حسام جايل اكد  على  تميز المجموعة مشيرا الى سيطرة روح العمل الروائى فى المجموعة القصصية  فالمجموعة مقسمة الى اجزاء  واضاف ان اهم مايميز المجموعة انها تبحث عن الهامش  والضغوط الاجتماعية فى كثير من القصص  بعين الكاميرا  برصدها لادق التفاصيل  خاصة فى بعض القصص التى تناولت الميدان او المقاهى  واضاف ان المجموعة ركزت فيها على البطل المفقود فى اغلب القصص فدائما الرجل هو حلم الانتظار البمفقود
فى حين تناول الدكتور محمد سليم شوشة ظاهرة أتكاء الكاتبة على  الفارقة والعقل الباطن فى السرد من خلال الفلاش باك الى جانب استلهام الموروث فى الاغنيات الشعبية وفى لقطة من الناقد قال ان المطر يشكل لدى القصص وتناول الكاتبه لها هى " فكرة الخصوبة  والامل والخير المنتظر من خلال المطر " وأوضح الكاتب اجترار الكاتبة للذاكرة فى الطفولة  ولحظة الحياة البكر فيما أختلف مع الدكتور جايل حول ان المجموعة تركز على الهامش لان الهامش لم يعد هامش فى هذه اللحظة  بل التركيز عليه هو متن المتن
اما ضحى عاصى والتى ادارت الندوة باقتدار فقد اشادت بحس الكاتبة فى التناول وان كانت رأت ان هناك عناوين للقصص كانت تتمنى ان ياتى لها اسماء اخرى
الندوة شهدت العديد من المداخلات للحضور حول المجموعة خاصة تناول القصص فى أطار رومانسى مشيرة المداخلات الى انه ما احوجنا للرومانسية
الندوة التى اشرف على تنظيمها الكاتب الناقد ابراهيم عادل مسؤول الندوات ببتانة  حضرها الشاعر والناقد الكبير شعبان يوسف والشاعر عادل جلال  وكل من الكاتبة منى الشيمى  وسمية سليمان  وسلوى عزب  وغيرهم من الأسماء المحبة للكاتبة.

الثلاثاء، 8 مايو 2018

حواري مع حاتم السروي للدستور


رباب كساب: لا اعترف بمصطلح الكتابة النسوية

عند الحديث عن رباب كساب كإحدى مبدعات هذا الوطن تستوقفنا عدة ملاحظات؛ أولها أنها تتسم بموهبة حقيقية بدت في كل أعمالها، فكتاباتها تحمل الكثير من الرموز والقضايا والهموم التي ناقشتها بروح إبداعية تخلو من المباشرة والسطحية؛ وهي إحدى أوضح الأمثلة على الإصرار والثبات.

بدأت الكتابة منذ ثمانية عشر عامًا ولم تنشر أولى رواياتها إلا عام 2007 بسبب بعدها عن المركز "قاهرة المعز"، ملاذ كل المبدعين الذين يفرون إليها من التهميش والإهمال رغم وفرة الإبداع وبكارته في أقاليم مصر المنسية.

رباب كساب لم تتخلَّ يومًا عن حلمها في الإبداع وطرح الرؤى والمجاهرة بوجهة نظرها، وهي من القلائل الذين ثبتوا على رومانسيتهم الحالمة وارتباطهم بالطبيعة الأم في واقع يفرض الكآبة على كل الفئات دونما استثناء.. وبمناسبة حفل توقيع أولى مجموعاتها القصصية "بيضاء عاجية سوداء أبنوسية" التقتها الدستور؛ وكان لنا معها هذا الحوار:

* ما الذي دفعكِ إلى إصدار مجموعة قصصية بعد كل هذا التاريخ مع الروايات؟
- في الحقيقة لا تعد كتابة القصة غريبة عليَّ فأنا أكتبها منذ فترة ليست بالقصيرة وبالتحديد بداية من عام 2006، ونشرت لي بعض قصص في دوريات أدبية متميزة، لكن كان ميلي في الأغلب للرواية، فأنا عاشقة لهذا العالم، حيث أحب خلق الأبطال والتعايش معهم، ويمتعني الوقت الذي أقضيه في كتابة الرواية.

* هل فعلًا المرأة العصرية "بين بين" كما طرحتي في مجموعتك "بيضاء عاجية" وأنها في حالة من الاضطراب؟
- المرأة العصرية كما أتصور عانت ولا تزال ولها الكثير من المشكلات مع المجتمع وحتى الآن لا أرى أنها تخلصت من معظم هذه المشاكل التي توجد في العمل على سبيل المثال؛ وبالذات من الجنس الآخر عالم الرجال الذي لا يزال ينظر إليها على أنها ضعيفة ومحدودة القدرة فهي باستمرار في حالة من التحدي وفي رحلة لإثبات الوجود، كما أن الرجال في المنزل يطالبونها دائمًا بعدم الذهاب إلى العمل وأينما وجدت المرأة وجدت معها التساؤلات من نوعية "لماذا خرجتي؟ لماذا سافرتي؟ أضف إلى ذلك أن هناك فتيات منعن من أنواع محددة من التعليم بسبب فكرة الإقامة البعيدة عن المحافظة على سبيل المثال، فالخلاصة إذن أن المرأة عندنا تعاني وهي تعاني حتى على مستوى إثبات الذات.

* هل وفقت الكاتبات في إلقاء الضوء على مشاكل المرأة وبالتحديد المرأة العاملة والمثقفة؟
- نحن كأديبات نحاول باستمرار إلقاء الضوء على كل قضايا المرأة؛ ولا أمتلك إلا التحدث عن نفسي فأقول إنني لم أصل بعد إلى الصورة الكاملة التي أتمناها وأتمنى أن أصل ذات يوم.

* الكاتبة رباب كساب هل أنتِ عازمة على إخراج المزيد من الأعمال التي تناقش قضايا المرأة؟
- لست أدري حتى الآن إن كنت سأتحدث عن قضايا المرأة مستقبلًا أم لا؛ فحالة الكتابة هي التي تفرض نفسها ومواضيعي وإن كانت تتداخل في عالم المرأة وتشتبك مع قضاياها لكن هذا ليس هو الأساس وأنا لا اعترف بمصطلح الكتابة النسوية؛ ولا أؤمن بالتصنيف الجنسي، أما عن مجموعتي التي نوقشت منذ قليل، فقد ذكر النقاد أنها نسوية لسبب، وهو أن البطلة في أغلب قصصي أنثى.

* يرى النقاد أنك كاتبة رومانسية.. فهل نحن بحاجة إلى المزيد من الرومانسية في حياتنا وكذلك على مستوى الكتابة الأدبية؟
- أحب أن أوضح ملمحًا مهمًا في هذا السياق، النزعة الرومانسية ليست مقتصرة على المشاعر لكنها تعني نظرة معينة للأشياء، هذه النظرة ترتبط دائمًا بالحلم والطبيعة، وتخلق نوعًا من الأمل في ظل واقع؛ كئيب فالرومانسي إذن هو ذلك الشخص الحالم والمرتبط بالطبيعة.

* ما الذي يحتاجه قارئ الأدب حتى يصبح قاصًا أو روائيًا؟ 
- قبل أي شيء لابد من الموهبة التي إذا لم تتوفر فلا يكلف القارئ نفسه عناء الكتابة، يلي ذلك أن يثابر على القراءة بتمعن وتركيز، وأنا أقول القراءة ثم القراءة ثم القراءة، وثالثًا أن يمتلك العين التي تراقب الناس والعالم والأشياء وأن يسير في الشوارع.

* بمعنى؟
بمعنى أنه قيل لي ذات مرة إن ما تكتبيه ثقافة على رجلين، فقد كنت ولا أزال أتواجد باستمرار في أوساط الناس، في المحلات والأسواق، والمواصلات العامة والمقاهي والشارع كذلك، وأعتقد أن لي هذه العين الراصدة التي تهتم بكل التفاصيل مهما كانت دقيقة.

الدستور في تغطية الندوة








ضحى عاصي: رومانسية رباب كساب في كتاباتها تحسب لها


بدأت، منذ قليل، فعاليات حفل توقيع ومناقشة المجموعة القصصيّة الأولىللروائية رباب كساب «بيضاء عاجية وسوداء أبنوسية»، التي صدرت حديثا عن دار بتانة بمقرها في وسط القاهرة، ويقدّم المناقشة الروائيّة ضحى عاصي، ويناقشها النقّاد حسام جايل، والدكتور محمد سليم شوشة.

وقالت الكاتبة ضحى عاصي إن موضوع الرومانسية في كتابة رباب كساب يحسب لها، متسائلة: «كيف احتفظت بهذا الكم من الرومانسية في هذا الزمن؟»، وتابعت: رومانسية رباب حقًا وهي كثيرا ما تشير إلى الطبيعة والشمس والنجوم والسماء إلى آخره.

وتضم المجموعة 24 قصة مهداة لامرأة «البين بين»، التي تدور حولها نصوص المجموعة.












الدستور في تغطية الندوة









«شوشة»: مجموعة رباب كساب تمتاز بالتلقائية والبعد عن الادعاء

بدأت، مساء السبت، فعاليات حفل توقيع ومناقشة المجموعة القصصيّةالأولى للروائية رباب كساب «بيضاء عاجية وسوداء أبنوسية»، التي صدرت حديثًا عن دار بتانة، منذ أيام بمقرها في وسط القاهرة، ويقدّم المناقشة التي ستنعقد الروائيّة ضحى عاصي، ويناقشها الناقدان حسام جايل، والدكتورمحمد سليم شوشة.

وقال الناقد الدكتور محمد سليم شوشة إن هذه المجموعة تمتاز بالتلقائية والصدق والبعد عن الادعاء وترابط القصص مع بعضها، وكل القصص فيها تصور حالة الأنثى البين بين العصرية المفتقدة للذات والهوية التي لم ترسُعلى بر.

وتابع «شوشة»:« إن الكاتبة تستخدم الرمز عادة. فهي مثلًا جعلت من المطر معادلًا للرجل المنتظر حيث يرمز للرجل عادة بالمطر وللمرأة بالأرض»، وتضم المجموعة 24 قصة مهداة لامرأة «البين بين»، التي تدور حولها نصوص المجموعة.

ورباب كساب حاصلة على درجة الدكتوراه في العلوم الزراعية من جامعة طنطا، صدر لها قبل مجموعتها القصصية الجديدة 4 روايات، هى «قفص اسمه أنا»، ومسرودة  و"الفصول الثلاثة، وفستان الفرح».





http://www.dostor.org/2157791#.Wu9xkjrJr-E.facebook

الدستور في تغطية الندوة





رباب كساب: كتابة المجموعة القصصية هي الرعب الأكبر بالنسبة لي



قالت القاصة رباب كساب، خلال حفل توقيع مجموعتها القصصية «بيضاء عاجية سوداء أبنوسية»، بدار بتانة للنشر، مساء السبت: «أشعر في الروايةبالحياة وبأبطالها وأتعايش معهم وكانت المجموعة القصصية هي الرعب الأكبر بالنسبة لي، وسبقت لي محاولات في كتابة القصة، لكني لم أكن راضية عنها حتى كتبت نص (بيضاء عاجية سوداء أبنوسية) فأيقنت أن هذا هو النص الجدير بتمثيلي والملائم للنشر».

وتضم المجموعة 24 قصة مهداة لامرأة «البين بين»، التي تدور حولها نصوص المجموعة.

رباب كساب حاصلة على درجة الدكتوراه فى العلوم الزراعية من جامعة طنطا، صدر لها قبل مجموعتها القصصية الجديدة، أربع روايات، هى «قفص اسمه أنا، ومسرودة، والفصول الثلاثة، وفستان الفرح
».






http://www.dostor.org/2157767#.Wu9w-V8KGs8.facebook


بأخبار اليوم 5 مايو 2018


حواري لجريدة السياسة الكويتية

رباب كساب: حان وقت تجديد دماء الساحة الأدبية أجرت الحوار شروق مدحت  تمردت على الظروف المحيطة ،رافضة الاستسلام لعادات وت...