الثلاثاء، 26 يوليو 2011

للعاديين كلمة

للعاديين كلمة

مقالي بجريدة البديل

http://elbadil.net/%D8%B1%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D9%83%D8%B3%D8%A7%D8%A8-%D9%84%D9%84%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D9%83%D9%84%D9%85%D8%A9/

للمرة المليون أكرر أني لست بسياسية، لست من العاملين بها ولا المشتغلين عليها، لا من المنتفعين من ورائها، ولا من الضالعين فيها وبكل خيوط لعبتها القميئة التي سميتها قبل عام تقريبا لعبة السقم.

لم أعنى يوما بمظاهرة، أو بمتابعة المعارضة التي كنت دائما أعتبرها معارضة ( خالف تعرف ) أو المعارضة من أجل تحقيق مصلحة، المعارضة كانت هشة وضعيفة لذا لم تجن أية ثمار قوية إلا حين هبت جموع المصريين في 25 يناير وكانت الثورة التي كشفت هشاشة الجالسين على حكم مصر وسقوطهم في 18 يوم فقط لا غير.

لكن ــ بعد لكن علينا أن ننتبه ــ لماذا ذكرت هذه المقدمة ؟

ذكرتها لأبين أنني مواطنة عادية جدا، قد تصادفها في طريقك لا تنتبه، قد تصطدم بها فلا تفكر حتى أن تعتذر، مواطنة تحلم بحياة هادئة، هانئة، تختمها بما يتقبله الله منها لتكون نهاية حياتها في معيته سبحانه وتعالى.

لكن كيف أحقق ذلك ؟

كيف أصل لذلك وسط كل ما مررنا به حتى الآن ؟

لا أملك عصا سحرية أحول بها حياتي أو أستعيد بها هدوئي السابق ـ كنا من قبل في أمن وأمان ـ تلك كلماتهم التي كنت أقول ردا عليها كنتم آمنين بالخوف، كنتم ساكنين بالعجز، تنتظرون النهاية بلا أمل لأنكم لا تعرفون أن هناك ما هو أفضل.

وصلنا للمرحلة التي قالوا أن بعد الثورات هي مرحلة مألوفة ، لم أمر في عمري الثلاثيني بأية ثورات لأعرف لكن المطلعين على تاريخ بعض الثورات يقولون مرحلة اللا استقرار هذه أمرا عاديا هي فقط ليست عادية لنا نحن العاديون الذين كنا نعيش حياتنا بين عمل وبيت وتليفزيون والبعض منا من كان يحسب حساب يومان يقضيهما في واحد من المصايف يغسل فيها تعب العام.

العاديون الذين لا يعرفون الدستور والقانون الذين كانوا يخشون المرور أمام قسم الشرطة أو حتى مصادفة دورية تطلب منهم البطاقات التي لا ينسونها ولا يحملون كارنيهات عضوية في نوادي مجرد ذكر اسمها يجعل الضابط يلتفت راجعا وهؤلاء لا يركبون المواصلات كبقية البشر.

ماذا يريد العاديون؟

أن لا تسرق بهائمهم ( معذرة سكنى الريف تحكم ) وكأنها لم تكن تسرق قبل الثورة لكنهم يشكون الآن من تعدد سرقة المواشي.

أن لا تنهب تجارتهم ،معهم حق كل الحق ، من ينهب أكثر الحرامي الذي جاء يسطو على تجارتك خائفا مرتعبا ليلا أم مفتش التموين أو الصحة أو غيره ممن كنت تدفع لهم ؟

أن تؤمن طرقهم ضد الحوادث .... هذا مطلب جماهيري رائع لنا سنوات وسنوات وسنوات ننادي به الطرق بحاجة لأن تكون بمواصفات عالمية لكن ما دخل الطرق في رعونة السائقين، ودخولهم في سباقات لإثبات مهاراتهم وكل من اعتاد السفر على الطرق يعرف ذلك ( مهارات الأولى بها رالي السيارات الذي كان يعقد بجوار الهرم وتنقله قناتنا الثانية رحمها الله ) ما دخل الثورة في حوادث الطرق والسرقات والاغتصابات وغيرها ؟

كل ما هنالك أن كل هؤلاء الذين باتوا يشترون الصحف بعد الثورة ويجلسون أمام برامج التوك شو التي تكاثرت كالجراد عرفوا أن هناك في بلدنا قطاع طرق وبلطجية ولصوص ومغتصبين، أتذكر أني قبل بضعة أعوام قد كففت عن قراءة صفحة الحوادث من كثرة ما كانت تحمل من مآسي يشيب لها الولدان، ولو كنتم من متابعي التليفزيون مثلي وتجلسون ساعات طويلة تقلبون قنواته المعدودة قبل انتشار الوصلة بالطبع لكنتم من مدمني برنامج خلف الأسوار الذي كان ضيفه الأثير إسماعيل الشاعر ( لعنه الله ) وقد كان حافلا بجرائم ولا أفلام الأخوة الأمريكان.

لا أبرر تلك التجاوزات لكنها موجودة كل ما هنالك أن شعاع الضوء فقط سلط عليها ليس إلا.

ليست هذه مشكلتي وليست هذه سياسة وإن كان في تسليط الاضواء على ذلك شغل سياسي، مشكلتي أني كواحدة تعلمت لأول مرة كيف تخرج في مظاهرة كيف كانت ضمن ثورة شعبية، كيف هتفت لأول مرة بصوت عال ـ بغير تحية العلم في طابور الصباح ليردد التحية خلفها زملاءها وزميلاتها ــ يسقط حسني مبارك، عيش ، حرية ، كرامة إنسانية ، كيف تعلمت أنها جزء من نظام كبير وعالم أكبر أصبح للمرء فيه رأي لابد أن يسمع وكلمة لا سبيل لأن ترد لأنها كلمة حصلت عليها بدماء كل شهداءنا النبلاء الأطهار كلمة لابد ألا تفرط فيها مهما كان الأمر.

إذن فلقد دخلت اللعبة القميئة واحتللت مقعدا أمام سينما الوطن قد لا يكون مقعدا أماميا في الخلف هناك حيث تجاوزات الجمهور لكنه مكان موجود وعلي أن أتحدث منه وإن لم يسمعني من يجلس في الصف الأمامي علي أن أصرخ ليصل صوتي ولن أعود لحضن الصمت من جديد فلقد تعلمت الكلام .

لكل هؤلاء الذين يتلاعبون الآن بحقي وبحق كل مواطن عادي كفاكم اسمعوا الناس العادية الناس التي تركب المواصلات التي ارتفعت أجرتها ، الناس التي تشتري كيلو الفول بتسعة جنيهات والأرز بخمسة، الناس التي وعدتوها بحد أدنى للأجور تأهبوا له فتأهب من يتاجرون بأقواتهم برفع كل السلع الغذائية، الناس التي لا تعرف الدستور ، الناس التي تريد النوم بأمان وتأكل وتشرب وتتعلم وتنتج وتريد حقا أن تنتج.

عادت الناس للتحرير بوجوه جديدة رأيتها بعيني وجوه لم تحس التغيير فعادت تنادي به وعدت معهم على أمل أن أسقط النظام بحق، عدنا نريد حق الدماء التي أهدرت وضاعت حقوقها وماذا كان الرد؟

تغيير وزاري ... مليون مرحبا وأهلا وسهلا.

لكن أليس من باب إحقاق الحق أن أعيد الأمن والأمان أن أقول لمن صرخ بأنه لا توجد قناصة بالداخلية قتلت شبابنا كفاك واصمت ؟ أليس واجبا أن أقول لكل جهاز الداخلية وداعا ؟

أليس أولى من تغيير كل هؤلاء واستبدالهم بوجوه لا أعرفها ووجدت كثيرين غيري ( العاديون طبعا ) لا يعرفونهم أن الإبقاء على وزير الداخلية بطاقم ضباطه ومساعديه الذين تمت ترقيتهم في الحركة قبل أيام هو استفزاز لكل أم فقدت ضناها في هذه الثورة، لكل أب فقد عكازه ؟

أليس استفزازا لي أنا التي تعلمت الحرية في يناير الماضي ولكل من تعلمها معي؟

لا أفهم سياستكم ولا أريد أن ألعبها ، لا أريد حرب التخوين ، ولا خزعبلات الانتخابات وهوجة المرشحين وألعاب الإخوان والأحزاب وغيرهم لا أريد ، أريد حقي ، أريد أن أرى من أهرق دماء أولاد وطني يراق دمه، لم ولن أنسى الدم الذي كان يغسله البعض في واحد من الشوارع الجانبية أمامي دم شاب أظنه لم يكمل العشرين من عمره كان يصرخ وهم يحملونه يوم 28 يناير ( مش هنيسبكم ،بنحب البلد ،تحيا مصر).

دفع ثمن حبه لها عمره كيف لا آخذ أنا حقه ؟

18/7/2011

رباب كساب

الوجه الآخر

قصتي الوجه الآخر بجريدة روزاليوسف

http://www.rosaonline.net/Daily/News.asp?id=118457

قفزت من جوف الوجد كلماتي، شقت الغيم، انسابت مطراً دَقَّ نوافذ سكوني بعنف.

بدا وجهه المنعكس علي زجاج النافذة المبللة مهتزاً، عيناه تلمع ببريقها القديم، تُخفي تلك التجاعيد التي غزت أركان وجهه الشاب.

عمرٌ فوق العمر.

غاصت عيناي في تفاصيله، لازال يملك بعضاً منه .... قديمه.

استعصي علي فهم كلماته المبعثرة، نظرت إلي قلبه ذاك المسطور فيه... أفهمه.

مررت بيدي علي تجاعيده، زالت تعاريجها، لثمت ما بقي... عاد الشباب يسري.

لملمت شعاع الشمس الغاربة في حضني، طوقته بدفئي، التفت كلماته عقداً، ارتجت أوصالي.

أرسل ناظريه عني بعيداً، داعبني بابتسامة لم أفهمها، تحسس وجهه الناعم، ضحك بصوت عالٍ، قهقه، شكرني ومضي.


طلعنا ما بنفهمشي

طلعنا ما بنفهمشي

المقال بجريدة البديل

http://elbadil.net/%D8%B1%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D9%83%D8%B3%D8%A7%D8%A8-%D8%B7%D9%84%D8%B9%D9%86%D8%A7-%D9%85%D8%A7-%D8%A8%D9%86%D9%81%D9%87%D9%85%D8%B4%D9%8A/

نظرة على الوضع الحالي كفيلة بأن تجعلني أصرخ وأقول ( طلعنا ما بنفهمشي ).

كتبت لصديقتي على صفحتي بالفيس بوك أريد العودة للتحرير أريد الصراخ بأن يسقط النظام ، ارحل .. ارحل يعني امشي ياللي ما بتفهمشي.

أعود مرة أخرى لنداءات التحرير، أعود ليوتوبيا مصر الحديثة من جديد.

هذه المرة بأملٍ أدفعه دفعا ليتجدد، أمل أن أسقط النظام.

كل من يخط حرفا على صفحات الجرائد والمواقع الإليكترونية يعلم تمام العلم أن النظام لم يسقط، وأن الثورة لم تحقق ما خرجت لأجله وهو إسقاط النظام فعليا.

قال البعض أزمتنا أن الثوار لم يحكموا، قال آخرون وأكدوا أن الشعب أسقط رأس الحية وذهب ليستكين ببيته منتظرا تعديل الأجور وانخفاض الأسعار وحياة وردية بعد رجوع ما نهبه وما سرقه رموز طرة الآن.

كانت ولازالت لدي شكوك بعودة ما نُهب فلقد أخذوا الوقت الكافي ليتخلصوا مما لديهم وبأيدينا نحن، نعم بأيدينا، يوم الحادي عشر من فبراير ذلك اليوم الذي أراد فيه ثوار مصر التوجه لقصر العروبة لكي يخرجوا الطاغية فجاء خروجه بالفعل ليس على أيديهم وإنما خوفا ورعبا وبالاتفاق مع قادته، كان علينا في هذا اليوم أن نتولى الأمر.

أجدني أعود لأن الثورة ثورة جماعية بلا زعيم ولا قائد، وهنا تكمن مشكلة أخرى من كنا سنسلمه مقاليدنا لو جلسنا نحن على عرش مصر.

- لما أحب أكلم شعب مصر أكلم مين ؟؟

أليست هذه أشهر جمل فيلم وا إسلاماه؟

الآن وبعد أربعة أشهر على ثورتنا المجيدة لا نتفق على قرار واحد كيف كنا سنتفق على من يتحدث باسم مصر في يوم الحادي عشر من فبراير؟ ليس هذا معناه موافقة مني على تولي المجلس العسكري مقاليد الأمور حاشا لله وأقولها حاشا لله لأني أرفض الأمر رفضا باتا ، كنت سأرتضي بأي مواطن مصري يخرج فاتحا صدره ويعتقد أنه قطز ويقول : تقدر تتكلم معايا أنا.

مات أيبك وأقطاي وقتلت شجرة الدر وبقيت مصر، بقيت مصر لأنها أحق بالبقاء ولكي تبقى علينا أن نوجه فكرنا لكيفية تهيئة وضع البقاء.

ولأنني فلاحة بالبكالوريوس كما كان يحلو لأبي أن يدعوني، ولأني تعلمت أن تقليب الأرض قبل الزراعة فعل أساس لكي تزرع ولأن الجذور حين تكون فاسدة يجب علينا أن نقتلعها كان على ثوار التحرير أن يفعلوا المثل ، الثورة هي أن تقلب كل شيء رأسا على عقب، أن تقلب الأرض فيخرج المحبوس منها للنور، أن تجعلها تتنفس، كانت مصر بحاجة لنسيم الحرية لكن أرضها لم تتنفسه بعد، لازال النظام قابعا، لازالت الأقلام تكتب بنفس النهج ونفس الأسلوب، لازال الإعلام على فظاعته، لازلنا نحن كما كنا.

ماذا استفدنا بعد الثورة؟

قنوات جديدة.

أحزاب جديدة.

الحوار الوطني ، الوفاق الوطني، وكان لدينا ما يسمى الحزب الوطني!

قنوات جديدة فتحت مجالا للرغي أكثر وأكثر عبر برامج التوك شو وغيرها، الجميع يتحدث الجميع ينتقد ويظن أن هذا نتاج الثورة حرية الكلام، ألم يكن النظام السابق يستغل ذلك عبر صحافة وقنوات مختلفة ليدعي أمام العالم بأننا نمارس الديموقراطية ؟ ألم يكن يترككم تقولون ـ حقا لن أنكر أنه أحيانا كان يشد من يشد حتى لا يتجرأ كثيرا ـ لكنه كان يترك مساحة واسعة لم تكن متاحة في كثير من الدول العربية المجاورة.

أحزاب تتصارع على كعكة مصر وصراعات خفية لا نعلم إلى أين ستقودنا؟ الدستور أولا أم الانتخابات أولا جعلتونا نكره الدستور والانتخابات ولتقرأوا مقال محمد أبو الغيط بالأمس ( الفقراء أولا يا ولاد الكلب ) لتعرفوا ما نحن فيه حقا.

ظهور خفافيش خرجت من مخابئها تكفر من تكفر وتتحدث بجهل كبير في الدين والسياسة متخذة من منابر وجدت لها من قبل كلعبة يلعب بها النظام السابق لإلهاء الشعب المقهور فلا يبحث عن جديد ولا يطالب بحق وإنما يجلس أمام هؤلاء يبشرونه بالجنة والصبر على المكاره فقط يؤدون شعائر الدين دون عمق الدين دون روح الدين ومعاملاته ، الدين الحق الذي يحثنا على العمل والعلم والثورة الحقة .

بل دعوا هم لعدم الثورة على الحاكم كيف وقد قال أبو بكر الأعظم مني ومنهم إسلاما ( إن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني ).

أليس هذا صاحب رسول الله صلوات الله وسلامه عليه ؟

أليس أمرنا شورى بيننا؟

ألم يحولوا هؤلاء المهندسين والمدرسين وغيرهم لبائعي شرائط دينية وبسبوسة وعطور بحجة أموال الحكومة حرام بدلا من أن يحولوهم لمنتجين من أي نوع ولو حتى زراع بالأجر ، أو دعوتهم للمقاومة والجهاد أليس مقاومة الظلم جهاد ؟!لم يقوموا الحاكم والآن يخرجون لتكفير الجميع وتخوين الجميع ولتصبح الديموقراطية على أيديهم هي فعل قوم لوط.

هذا ما خرجنا به بعد الثورة.

خرجنا بأكثر من مائة ائتلاف؛ يكفي أن الحوار الذي دعا له الجيش بمسرح الجلاء قيل أن به مائة وخمسون ائتلافا في حين كان هناك أكثر من عشرين إئتلاف قاطعوا الحوار الذي لم تتم دعوتهم عليه بلا برنامج مسبق أو وقتا كافيا.

إعلام يترأسه وزير عسكري يصادر على حق الشعب في خلع رئيسه ويقول أنه رئيس سابق كيف وقد شاهد العالم كله مصر وشعبها يخلعون هذا الفاسد؟

يوم السادس من فبراير بعض ثوار الميدان البسطاء جلسوا إلى قرب خيمتهم يغنون : دلعه يا دلعه مبارك شعبه خلعه. كان هذا قبل رحيله.

فكيف بعد شهور من خلعه يخرج من يقول عليه رئيس سابق لا مخلوع ؟!!سابق لمن ؟

آثار على رأسها وزير أيام الثورة قال لم يُسرق شيء من المتحف المصري وبعد توليه تعود بعض القطع كل يوم وما خفي كان أعظم، يثور عليه كل الآثاريون ويصر رئيس الوزاراء والمجلس العسكري على بقائه ولا أعرف السبب ؛ مَن خلفه ؟

داخلية حدث ولا حرج ، لن أتكلم عن مآسي الداخلية في الشوارع والأقسام لن أتكلم عن مأمور الأزبكية ولا غيره ولا من مات بل سأروي لكم شيئا آخر لتعلموا أن الداخلية ترفض العمل على كافة صوره وأشكاله .

في مدينتي مركز شرطة يتوجه إليه مفتش زراعي بصحبة مهندسين الري مصطحبين مواتيرهم ومبيداتهم لإزالة مشاتل الأرز المخالفة للدورة الزراعية، لابد من اصطحاب قوة شرطة خوفا من هجوم الزراع عليهم فهم في النهاية وبوجهة نظر الفلاحين (جايين يخربوا بيتهم ) في البداية رفض الضباط الخروج وأرسلوا بعض الأمناء الذين أخذوا جانبا ولم يتحركوا، مرة أخرى ذهب الفريق ذاته لنقطة شرطة قرية تابعة لمركزنا وكان لديها علم من المأمور الذي طلب منهم انتظار الوفد القادم فإذا بالضابط يحبس نفسه داخل حجرته ويدعي عدم وجوده ويجلس المهندسون منتظرون فيلمحون أن بالحجرة أحد ويفشي أحد العساكر أن الرجل بالداخل يتهرب منهم.

ليس الفلاحين هنا سائقي ميكروباص يهوون الاعتداء على خلق الله وليس الأمر بغريب عليهم فهو يتم كل عام وهم أيضا يتملصون من الأمر وبعد مضي المهندسين يغسلون المبيد من على شتلات الأرز ويزرعون ويدفعون مخالفة الري بعد ذلك ، فالأرز محصول مربح بالنسبة لهم كما أنهم يضمنون غذاءهم بقية العام لا يفكرون بما يهدره الأرز من ماء ولا أزمتنا مع الماء .

فكل له تصرفه وتحايله على القانون ليس الغرض أن أحكي لكم حكايا بل أقولها لكي تعرفون أنهم لا يؤدون أبسط مهامهم فما بالك بأمن المواطنين .

بعد جمعة الغضب الأولى وهروب الداخلية قلت أن هذا الجهاز كان يجب أن يحال للاستيداع بكامله فلقد خان وطنه ومواطنيه.

وحين يحدثنا أحد اللواءات عبر برنامج في الميدان أمس عن أمر حبس واحد من المواطنين يتوسل والده لأجله يقول الرجل أن الشاب لديه سجل إجرامي ، عندك يا سيادة اللواء هل أثق بك وبوزارتك التي كانت تلفق ما تلفق وقتما تشاء؟! أليس بمقدورك أن تستخرج سجلا إجراميا لأي مخلوق ؟ ولا تقل لي نحن بعد الثورة إنا لازلنا قبل الثورة.

من قتلنا عمدا، من وجه لصدورنا الرصاص ، من أعيانا بقنابل مسيلة للدموع حارقة لازلت أشمها للآن لا يتورع عن فعل شيء ليبرئ نفسه وما هو ببريء.

بعد الثورة أخذ سرور كفالة مائتي ألف جنيه وأخذ العمال والفلاحون الذي يطالبون بعدالة حقيقية عشرة آلاف جنيه كفالة تكرم النائب العام ورفعها بعد انتقاد الناس.

هؤلاء الذين يصرخون بآلامهم التي طالما كتموها تطلبون منهم الكف عن الصراخ، كيف أكف وقد طال بي أمد الألم ؟

كيف أكف وأنا أجد الجوعى إزدادوا جوعا ؟

كيف أكف يا سادة وأنا أرى كل يوم زملائي يحسبون المليم إلى جوار القرش ليتمكنوا من العيش في ظل الغلاء المستفحل ولا سبيل ؟

كيف أكف وأنا أدخل كل يوم مقر عملي فأجد بديلا لصباح الخير والسلام عليكم ( مفيش أخبار عن الحد الأدنى ) ؟

أريد العودة للتحرير إن كان هو مكان الصراخ بحق لأصرخ طلعنا ما بنفهمشي ، سأصرخ بأعلى صوتي ارحل .. ارحل أيها النظام .

فليسقط النظااااااااااااااااااااااااااااااااااام.

رباب كساب

18/6/2011

اعتذار مرفوض

تمكنت من كبح جماح غضبي بعد علمي بإخلاء سبيل السيدة سوزان ثابت حرم الرئيس السابق بعد تنازلها عن أموالها التي قدرت بأربعة وعشرين مليون جنيها مصريا فقط لا غير .

لكني لم أتمكن من عدم الغضب على الرئيس السابق حين امتلأ الانترنت بأخبار عن تنازله عن أمواله واعتذاره هو الآخر أسوة بزوجته وكل هذا في مقابل عدم المحاكمة وإخلاء السبيل .

كثيرا ما تساءلت كيف ينام هؤلاء قريرون العين مرتاحي البال وهم مرتكبين كل تلك الآثام ؟

وتذكرت الفاروق عمر حين قال ( لو تعثرت دابة في العراق لسئل عنها عمر ) .

كيف أسامح من غرق شبابه ورجاله ونسائه وأطفاله في عبارة السلام وذهب هو يشاهد مبارة لكرة القدم ؟

كيف أسامح من أهدر دماءنا وأموالنا وحرمنا من وسيلة مواصلات محترمة مما كان له كل يوم حادثة على الطريق هذا غير كارثة قطار الصعيد لن أنسى مشهد الأم التي جاءت لتلقي بطفلها من نافذة القطار فتفحمت وهو عليها ، مشهد رغم مرور تلك السنوات لم يفارق ذاكرتي أبدا ؟

كيف أنسى وكيف أسامح من دفع بعقولنا للهجرة لتلمس العلم في بلاد تحترم العلم وقد منعنا تعليما جيدا وأغلق السبيل أمامنا لنرتقي وننجح بكل وسائل القمع ؟

كيف أسامح من شجع نظم المحسوبية والرشوة فإذا كان رب البيت بالدف ضارب فشيمة أهل بيته الرقص ، فلأنه فاسد شاع الفساد في كل القطاعات منه شخصيا وحتى أصغر موظف .

لم أنس تلك العجوز التي جاءت تتوكأ على عصا لتقضي مصلحة لها في مقر عملي لم تكن قادرة على صعود السلم مد لها يده واحد من زملائنا وأجلسها على السلم وقال لها انتظري سأنهي لك الأوراق وأعيدها لك ، ذهب مصحوبا بدعائها ولكنه حين عاد وجدها تمد له يدها بجنيهين وقف مندهشا لأن تلك العجوز رسخ في ثقافتها أن لا شيء في هذا البلد بلا إكرامية ولا رشوة .

كيف أنسى أننا البلد الوحيد الذي به مستشفى لسرطان الأطفال ؟

نجحت زوجته في أن تقضي على شلل الأطفال فصارت تهلل لها الصحف ووسائل الإعلام جميعها ووثيقة الطفل ووثيقة الأسرة ولكنهم نجحوا في وجود أجيال مصابة بالسرطان والفشل الكلوي وفيروس سي .

دفعنا لنزرع الكانتالوب والفراولة وضيق على المزارعين زراعة القمح هذا غير التقاوي التي يزرعها المزارعون فتنتج محصولا جنينه ميتا فلا يتمكن من زراعته مرة أخرى لصالح شركات التقاوي وعمليات الاستيراد بعدما كان الفلاح قديما يزرع ويأخذ من محصوله ما يكفيه لاستهلاكه وأسرته ويحتفظ بجزء يزرع منه محصوله الجديد .

بتنا نعرف المبيدات والآفات التي لم تكن من قبل ، بتنا نستورد قطن وقد كنا في العالم أول من ينتج القطن طويل التيلة وكم أحزن حين أقرأ عن قطن مصر القديم أو أشاهد فيلما أجنبيا يحكي عن استيراد تقاوي القطن من مصر في عهود قديمة ، مصر كانت بالنسبة للغرب القطن والفراعنة فصارت لاشيء ، مصر مبارك لم تعد سوى الحليف الأمثل لبقاء أعدى أعداءنا بخير وسلام .

مصر مبارك قوارب هاربة بشباب يحلم بعيش كريم فيرقد في النهاية في باطن أسماك المتوسط .

مصر مبارك مغتربون بلا كرامة في أوطان استعبدتهم من أجل لقمة العيش .

مصر مبارك مغتربون عائدون بأفكار أصحاب رأس المال ليحطموا بها جدر بلدنا القديمة .

مصر مبارك شعب كريم يعيش على الفتات بينما هو ورجاله يحتفظون في كروشهم بكل مصر .

مصر مبارك فتنة ما كانت وما عرفناها .

مصر مبارك تقابل نداءات الحرية برصاص الغدر وقنابل الخيانة .

مصر مبارك كلمة مبتورة ، وعلم منقوص ، وشجاعة هاربة ، وكرامة ضائعة فبالله عليكم كيف أسامح ؟!!!

17/5/2011


المقال على موقع جريدة الثوار

حوراي للسياسة الكويتية

لا تؤمن باللاءات الثلاثة التي تحظر الجنس والسياسة والدين12/06/2011
رباب كساب: أحببت فرأيت الأشياء للمرة الأولى

العاطفة جعلتني أنتهي من روايتي الأخيرة في شهرين

أنا محافظة أكره الفجاجة وأكتب عن الجنس والدين والجمال

القاهرة - آية ياسر:

ساعدتها نشأتها واقامتها في قرية ريفية صغيرة, وعملها كمهندسة زراعية , على أن تتخذ لنفسها أسلوبًا بسيطًا في التعبير, لتبدوا معالم الريف ومفرداته واضحة البصمات على أعمالها. ورغم ذلك فقد نجحت فى تخطي بعض القيم التي يفرضها عليها مجتمع النشأة فرفضت لاءات الابداع ومحظوراته, حيث كتبت عن ختان الاناث, وعن العلاقات غير الشرعية, انها الكاتبة "رباب كساب" التي كان من المنتظر أن يصدر احدث اعمالها " لوحة اعلانات" في معرض القاهرة الدولي للكتاب منذ شهور قليلة ولكن قيام الثورة حال دون اقامته , حول هذا المجموعة وغيرها كان هذا الحوار:
ماذا عن القضايا والأفكار التي صاغت مجموعتك القصصية الجديدة "لوحة اعلانات"?
" لوحة اعلانات" مجموعة من القصص الاجتماعية, والرومانسية التي كتبتها على مدار "ثلاث سنوات", وتعبر عن حالة الاحباط التي يعاني منها المجتمع المصري, ويظهر ذلك بشكل كبير في قصة "لوحة اعلانات", التي تحمل المجموعة اسمها, وهي تتناول الأحلام التي تراود كل حبيبين يرغبان في الزواج والعيش سويًا, انها أحلام لا تتحقق الا في قصص من نسج خيالهم, فنجد حبيبين يقفان أسفل لوحة اعلانية ضخمة, تعلن عن عمارة سكنية تحت الانشاء, وهنا أخذا في تخيل مسكن الزوجية الخاص بهما, حتى أنهما تشاجرا حول اصيص الزرع وبأي مكان في شرفة منزلهما يضعون, انها قمة السخرية.

أبطال ناقصون

سبق هذا المجموعة روايتك "الفصول الثلاثة" والتي اسقطى فيها فصل الربيع, فما السبب?
لا أحد يصادف الكمال, ولأن أبطال الرواية من الواقع فهم ناقصون, ويبحثون عن الكمال, وعن فصلهم الضائع وهو الربيع, يبحثون عنه في الحب, والعمل, والطموح, والعلاقات الاجتماعية, لكننا في الحقيقة يمكننا خلق ربيعنا في الشتاء, أو الخريف, أو الصيف, لأن الربيع موجود في جميع مراحل عمرنا من دون أن نشعر به. ولهذا اخترت أن تتراوح أعمار شخصيات الرواية بين الثلاثين والستين, فالشباب في العشرين من أعمارهم لا يلتفتون وراءهم, عكس المراحل العمرية المتقدمة.
المتابع لأعمالك لا يستطيع ان يربطها بمدرسة معينة لماذا?
لأن كل عمل أدبي كتبته له حالته الخاصة به, وأنا لا أحب التقيد بمذهب معين, أو مدرسة محددة في الكتابة الأدبية, فقط العمل وقصته هما ما يحددان قالبه وشكله, وتوجهه, وقد ظهر الاتجاه الكلاسيكي, بوضوح في روايتي "قفص اسمه أنا", و"مسرودة". أما رواية "الفصول الثلاثة" فيظهر فيها الاتجاه الحديث في الكتابة حيث استخدمت فيها التقطيع المتوازي والتكثيف, وبشكل عام فأنا أميل الى المدرسة الواقعية في كتاباتي الأدبية.
تناولت أعمالك بعض القضايا الجريئة كختان الاناث, والخيانة الزوجية, والعلاقات غير الشرعية, ألم تخشي نظرة المجتمع لك?
عندما أكتب لا أفكر في نظرة المجتمع, فالكتابة حالة تفرض نفسها, وأنا أعبر عن تلك القضايا, من خلال وجهة نظري, فالبشاعة التي كانت تتم بها عملية الختان في ريف مصر, والتي تناولتها في مشهد حفل الختان الجماعي لفتيات المنطقة الواحدة بروايتي "مسرودة" حدث بالفعل مع بعض معارفي وقد حكوه لي, فالواقع به من المرارة ما يفوق الخيال, أما عن الخيانة الزوجية التي تناولتها في رواية "الفصول الثلاثة" موجودة بالفعل في المجتمع, ويختلف تقبلنا لتلك الفكرة من فرد لآخر.
ولماذا اخترت" مسرودة " اسمًا لروايتك وما الذي يعنيه?
"المسرودة" هي وجبة معروفة في بلدتي بمحافظة طنطا أحدى محافظات الوجه البحري, ولكنها تتسم بصعوبة صناعتها و"مسرودة" هو اسم بطلة روايتي وقد أطلقه عليها والدها لأنها ولدت وخرجت للدنيا عندما كان يتناول هذه الوجبة, التي تجيد عائلتها صناعتها, ثم ورثت ذلك عنهم, واتخذت من صناعة المسرودة تجارة, ومهنة لها.
حاصرت بطلة روايتك " قفص اسمه أنا" بين خيارين, حمل كل منهما تضحية كبيرة, فهي اما أن تختار حبها, أو طموحها, وهو ما اعتبره البعض قسوة منك?
عندما تنظرين للرواية جيدًا ستجدين أن البطلين فيها كانا أنانيين للغاية, الا أن "صفاء" كانت أكثر صراحة من " فتحي", حيث قررت أن تتخلى عن حبها, من أجل طموحها, وفي نهاية الرواية نجد أنها رغم حزنها لموت البطل, مازالت واقعية, فهي تدرك أنه لا أحد يحصل على كل شيء في الدنيا, لذا لم يكن بمقدورها أن تحقق طموحاتها وتتزوج من حبيبها.

الارتباط بالريف

لماذا يبدو ارتباطك بالريف واضحًا, في روايتيك "قفص اسمه أنا", و"مسرودة"?
لأنه محل ميلادي واقامتي, فأنا أعيش في مدينة ريفية صغيرة, كما أن عملي كمهندسة زراعية, زاد من تعاملي واحتكاكي بالمزارعين والفلاحين, ومن هنا تأثرت بهم في كتاباتي.
اذا عدنا لارهاصات الأولى التي دفعتك نحو الكتابة الابداعية فماذا تقولين عنها?
رغم حبي القراءة منذ نعومة أظافري, ألا أني اكتشفت قدرتي على الكتابة الأدبية, عندما كنت أؤدي امتحان اللغة العربية, في الشهادة الاعدادية , عندما طلب منا الممتحن كتابة قصة قصيرة, وبعدما انتهيت منها, عرفت أنه بامكاني تجسيد خيالاتي على الورق.
الى أي مدى تؤثر الحياة الشخصية للكاتب, من حب, وكراهية, وهجر على ابداعه, وانتاجه الأدبي, هل الحب يمنح ابداعك طابعًا مختلفًا?
دائمًا ما يطغى جانب على آخر في حياة الانسان, وأنا منذ زمن لم أعد أعبأ كثيرًا بالجانب العاطفي في حياتي, فأنا امرأة عملية. ولكن عندما ظهر الحب في حياتي غيرها بشكل كبير, وجعلني أرى أشياء لم انتبه لها من قبل, كما كان الحب داعمًا لبعض أعمالي الأدبية التي حققت نجاحًا كبيرًا, ففي روايتي الأخيرة "الفصول الثلاثة" تأثرت باخفاق عاطفي رهيب, ضاعف كثيرًا من معدل كتابتي, حتى أنني نجحت في الانتهاء من كتابة تلك الرواية في وقت قياسي للغاية, لم يتجاوز الشهرين, فالحالة النفسية التي عشتها شكلت بداخلي دافعا "قويا" للكتابة.
كيف ترين الابداع وهل من الضروري أن تصاحبه رسائل للقراء يعمل المبدع على توصيلها?
الابداع ليس سيفًا يحمله المبدع ليقهر به الصعاب, ويقوم المعوج, ويصلح الدنيا, ان الابداع حالة خاصة يعيشها الانسان وقد تتولد نتيجة لتجربة ذاتية, أو شخصية, وقد تنتج من خلال الرصد والمشاهدة لأشكال الحياة ومواقفها, التي تخلق حالة من الشحن داخل المبدع تنتهي في صورة أدبية. ان للمبدع عين ترصد المشكلات, وتضعها في بؤرة الاهتمام, ولكنه ليس هاديًا, أو مصلحًا للبشرية.
ما موقفك من المقدسات الثلاثة, المحظورة في الأدب?
لا أؤمن باللاءات الثلاثة , وهي لا للجنس, ولا للسياسة, ولا للدين, ورغم ذلك فأنا محافظة, ولا أحب الفجاجة, وأعشق الجمال. فعندما أكتب عن الجنس, أوالدين أتحرى الجمال وأنطلق من البحث عنه, ومع ذلك أقرأ كافة الأساليب الأدبية الأخرى, ولا أنكر ذلك على أحد.
ذهب البعض الى أن المجتمع الشرقي بعاداته, وثقافاته, ومحظوراته, قيد الابداع النسائي, هل توافقينهم?
بالطبع هذا صحيح, فهناك قيود فوق الخيال, فابداع المرأة أصبح قاصرًا على حدود علاقتها بالرجل, أو الحرية, والقليلات منهن تمردن على ذلك القالب, كالكاتبة "رضوى عاشور" التي كتبت في المجال التاريخي, وأنتجت لنا رائعتها "ثلاثية غرناطة" التي تتحدث عن سقوط الأندلس, والتحول الديني, وتنصير المسلمين بالاكراه. وهناك أيضا المبدعة "سلوى بكر" التي كتبت "البشموري".

file:///F:/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D8%A9%20%20%D8%B1%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D9%83%D8%B3%D8%A7%D8%A8%20%20%D8%A3%D8%AD%D8%A8%D8%A8%D8%AA%20%D9%81%D8%B1%D8%A3%D9%8A%D8%AA%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B4%D9%8A%D8%A7%D8%A1%20%D9%84%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84%D9%89%20br%20%20%20%20br%20%20%20.htm

علامات تعجب

بعين غير بعيدة عن الأحداث وبقلب عاشق يحس بوجع محبوبه أرقب عن كثب ما يحدث منذ تنحي الرئيس السابق أو تخليه عن الحكم أيا كان المسمى وحتى الآن ، لم أجد في كل ما يحدث غير الكثير والكثير من علامات التعجب التي ترتسم يوما بعد يوم .

الجيش الذي بدأها برصيدنا معكم يسمح حتى أوشك رصيده على النفاذ فعلا ، وزارة شرف الذي أتى إليها محمولا على الأعناق إلا إنني صرت أشفق عليه وخاصة بعد موافقة مجلس الوزراء على قانون منع التظاهرات الفئوية و قبل تصديق المجلس العسكري على القرار كانت الشرطة العسكرية تحاول قمع تظاهرات واعتصامات طلبة كلية الإعلام ضد عميدهم بعصيهم الكهربية لولا ثبات الطلبة ثبات الحق على وجوده.

الاستفتاء وما أدراك ما الاستفتاء الذي تم بسرعة يسبقه نذير فتنة أقوى مما كانت عليه أيام النظام السابق ، الاستفتاء الذي خرج المصريون لأجله ملايين في سابقة لم تحدث من قبل ولم يكن خروج غالبيتهم للاستفتاء على مواد الدستور بقدر ما كان استفتاء على دين الدولة والذي لم يكن مطروحا للاستفتاء عليه ؛ وخروج أحد الشيوخ بعد فوز الموافقون على التعديلات ليعلن انتصار الدين في غزوة الصناديق .

ولازال المجلس العسكري الذي وعد بإصدار إعلان دستوري جديد يتضمن المواد المعدلة مضاف إليها بعض مواد أخرى زادت من علامات التعجب لماذا لم تطرح تلك المواد في الاستفتاء ولماذا لم يعلن عنها قبل الاستفتاء ؟!! وإلى الآن لم تنته الساعات القليلة التي وعدونا بإظهار الإعلان بعدها .

ذيول النظام التي ظلت تلعب بحرفية فاسد بداية من تلك التظاهرات الفئوية المنظمة والتي خرجت غالبيتها في توقيت واحد لإصابة الدولة بشلل لم تكن في حاجة إليه ، مرورا بحريق ملفات ومقار أمن الدولة بعد التخلص من رئيس الوزراء السابق أحمد شفيق وحتى خروج أمناء الشرطة مطالبين بعودة الوزير السابق محمود وجدي ولم يفت مذيعة الجزيرة أن تسأل أحد أمناء الشرطة كيف اجتمعتم بهذا العدد الكبير فقال لها ببراءة وعفوية ( ع الفيك بوس ) والجملة ليست بحاجة لتعليق يا سادة بالطبع تعلمون أنهم جمعوا بأمر وبتدبير وحاولوا إلصاقها بالمكان الوحيد الذي دفع بثوار مصر للشارع لكن الجهل خانهم .

مرشحون الرئاسة كل له ما له وما عليه ، كل يحاول إثبات وجوده ، بداية من صاحب حركة التغيير البرادعي أو كما يطلقون عليه أول من ألقى بحجر في المياه الراكدة الذي يحظى بشعبية كبيرة في العالم الافتراضي وإن صارت هذه التسمية بعيدة فلنقل العالم الالكتروني وبين أوساط المثقفين بينما رصيده في الشارع يكاد يكون منعدم فهو من أضاع العراق كما يشاع عنه ويصدقه الغالبية والعراق يا أخوتي هو البلد الذي استوعب في الماضي كل العمالة المصرية وريف مصر وحضره يعتز به وبأهله ، وهو الذي لا يقيم بمصر ولا يعرف عنها شيئا وبناته بلا دين و….. رجل الشارع لا يعرف من هو لذا لم أتعجب أن يضربه الناس يوم الاستفتاء أو يرفضون وجوده حتى ولو كانت حادثة ضربه مدبرة .

البسطويسي الوجه الذي وقف في مواجهة الفساد وجه مصري حقيقي شريف لكنه ليس بسياسي بارع وبحاجة لمعاونين كثر ولتهيئة شعبية كبيرة .

عمرو موسى صاحب الكاريزما لكنه واحد من النظام القديم وجه مألوف لدى إسرائيل وواشنطن بين النخبة لا وجود له ولكنه في الشارع مقبول ، أيمن نور ورقص جديد بشكل غير جديد ، حمدين صباحي وغيره ارصدتهم منخفضة الكترونيا وواقعيا .

الإخوان كل يوم في شأن تارة لا نريد الحكم ، وتارة يتحالفون والسلف لانتصار الدين الذي لا أعرف حتى الآن علام انتصر .

عبد المنعم أبو الفتوح وجه جديد بين مرشحين الرئاسة يقول أنه مرشح مستقل لكنه من قادة الإحوان فكيف بالله عليكم لا يريدون ؟!! أليس من الممكن أن يتصالح معهم وكفى بالمؤمنين شر القتال ، ويرجع زيتنا لدقيقنا .

معاهدة السلام مع إسرائيل ، تصدير الغاز لإسرائيل موضوعان يلعب بهما كل المرشحون وينتظر العامة المجلس العسكري بألا يوافق على تصدير الغاز إلا بأسعار السوق وأن يحافظ على المعاهدة فلا سبيل لإلغائها ونحن في الداخل ممزقون ومن يلعب من المرشحين على هذا الوتر أظنه يحاول اللعب بمشاعر العامة الكارهة لإسرائيل لكن محبي مصر وهم كثر يعلمون أن لا سبيل للمناوشة بأي شكل ونحن نبني مصر من جديد .

مجلس الشعب القادم وحدث ولا حرج بات مرشحون الوطني السابقون يبدأون في الزحف للناس من جديد رأيت بعضهم رأي العين وهم يتصدرون لمشاكل الناس وكأنهم حامين الحمى ، من في الساحة الآن غيرهم حتى وإن ترشحوا مستقلين عن الحزب الآثم ، من غير الإخوان وهم على أرض مصر الأكثر تماسكا فلازالت الأحزاب القديمة بلا تواجد حقيقي وليس هناك من جديد .

علامات التعجب والاستفهام لا تنتهي وكلما رأيت بناء يعلو على أرض كانت بالأمس مزروعة قمحا أئن وأحزن ، الجيش في هم كبير والشرطة لم تعد قادرة على الخروج في حملات الإزالة ولا عزاء لأرض مصر الخضراء التي نهبت في غفلة من شعبها الثائر.

أحاول التفاؤل ، أحاول أن أبث في نفسي الأمل ، أحاول الرهان على الشعب أن يستفيق وأن يعود لأخلاق التحرير وأيام الثورة ، وأن المصحف الذي جاور الصليب يعود ليتذكر أن هذه مصر وأن تركيب هذا الشعب الذي صورته نادية كامل في فيلم تسجيلي من قبل على أنه ( سلطة بلدي ) لا يسمح بألا تكون هذه الأرض إلا مدنية مدنية مدنية .

عاشت مصر حرة .

المقال على موقع هولندا بالعربي

غاضبة كيف لا ؟!


غاضبة .. كيف لا ؟

أنا بتنفس حرية ما تقطع عني الهوا .

هكذا يشتعل صدري و تغني روحي أغنية اللبنانية جوليا بطرس وأنا هنا عاجزة ، مقطوعة عن كل الدنيا ، هنا في بلدتي الصغيرة معزولة عن الناس وعن الحركة ، لا أتمكن من مشاركة جموع الغاضبين غضبهم ورغبتهم الأكيدة في التغيير ، كيف لهذا النظام العاجز أن يضعنا في هذا المأزق لمجرد أننا طالبنا نحن جموع الشعب بتغييره ؟!!

كيف له أن يأمن غضبة شعب عزله بأن قطع عنه اتصالاته عبر الانترنت والهاتف والمواصلات ؟ كيف يجرؤ على أن يوقف حركة السكك الحديدية ويقطع الطرق البرية صحراوية وزراعية للوصول إلى عاصمة البلاد ؟

كيف له أن يحرمنا أن نكون يدا واحدة ؟

لقد أظهر الشعب المصري النائم منذ عقود طويلة أنه شعب أصيل قادر على أن يعيش تحت كافة الظروف بعد خيانة الأمن أمانته وتركه مواقعه ليعبث بها المخربون ويخرج السجناء والخارجون على القانون ليعيثوا في البلاد خرابا ويحاولوا تشويه سمعة أشرف ثورة على مستوى مصر والعالم .

ها هم يحرسون بلادهم ، أموالهم ، عقاراتهم ، أعراضهم ، ينظمون أنفسهم يسهرون على بلادهم ، إنهم أناس معجنون بالأصالة والوفاء ، لقد رأيت بعيني شباب المتظاهرين وهم يكنسون الشوارع وينظمون المرور ، ويدافعون عن أنفسهم ، تكاتف ما بعده تكاتف ، لقد أثبت للجميع بلا أية شبهة أنهم شعب يستحق هذه البلد ، يستحق التغيير ، يستحق الديموقراطية التي قال عنها وعنا ذات يوم رئيس الوزراء السابق أننا شعب صغير على الديموقراطية ، لا عذرا فأنت أيها النظيف الصغير على فهم شعبك وبلدك وأهلك ، إننا نستحق حياة أفضل مهما فقدنا من شهداء فلكل ثورة شهداء ولكل أرض دماء ترويها حتى تسترد .

قلمي اليوم يبكي يشاركني البكاء بكاء الفرحة وبكاء الحزن ، فرحة بثورتنا الرائعة حزنا على كوني لست الآن وسط الناس ، لا أتمكن من السفر ، جالسة أمام القنوات التي منعها النظام المنهار أن تجول في الشوارع لتنقل نبض الشارع فقط تتمركز كاميراتها على ميدان التحرير وحده وقطع اتصالات وبث قناة الجزيرة ، تاركا قنواته تبث ما يريد وتنقل عكس الحقيقة وتصدر لنا أصواتا لازالت تظن به الخير ولازالت تتقاضى جوائزه .

آه .. آه إن كل آهة هي آهة ألم على دم أريق بلا ذنب ، لقد رأيتهم يوم جمعة الغضب والقنابل تتساقط فوق رؤسنا كالمطرووقفت أمامهم عاجزة بلا إسعاف بلا قدرة على الحركة ، صرخت قائلة يا ابني أنا التي لم يكن لي ولد وقد يكون هذا المصاب في عمري لكن قلبي ولساني هتفا ببنوته دون أن أشعر .

لم يكن ذلك الصغير الذي حملوه بين أيديهم غارقا في دمائه يفكر قبل يوم جمعة الغضب أنه سيصرخ من بين ألمه ويقول : مش هسيبهم ، مش هسيبهم تحيا مصر .

عانقت عيني صدور وأقدام وأكتاف أصابها رصاصهم المطاطي .

الله .. الله كم هم رائعون .

وبرغم أن كل المحال مغلقة وجدت شابا يحمل زجاجات مياه كبيرة اندفع بها وسط جموع الشباب ليروي عطشهم ربت على كتفه ودعوت الله أن يحميه .

أظهر الشعب ما في جعبته بعد أن عاش عقودا مغيبا كأنه كان مخدرا ، تعلم لسنوات ألا يشغله سوى لقمة العيش اليوم فقط صحا ونادى بكرامته.

تغيير ، حرية ، كرامة إنسانية .

هتفت معهم وأنا أحس كل لفظة أنطق بها ، هتفت برغبة آسرة بأني أستحق أن أحيا بكرامة على أرض أطهر بلد .

صدقت يا سيدي يا رسول الله حين قلت ( استوصوا بشعب مصر خيرا فإنهم في رباط إلى يوم الدين) .

مهما قطعت عنا الهواء فنحن معا ، شكرا لك أيها النظام أنك فتحت صدورنا أخيرا على الحب ، على الوجود ، على الصراخ على حرية هي كل شيء وأغلى شيء .

1/2/2011

حواري لجريدة السياسة الكويتية

رباب كساب: حان وقت تجديد دماء الساحة الأدبية أجرت الحوار شروق مدحت  تمردت على الظروف المحيطة ،رافضة الاستسلام لعادات وت...