الجيش الذي بدأها برصيدنا معكم يسمح حتى أوشك رصيده على النفاذ فعلا ، وزارة شرف الذي أتى إليها محمولا على الأعناق إلا إنني صرت أشفق عليه وخاصة بعد موافقة مجلس الوزراء على قانون منع التظاهرات الفئوية و قبل تصديق المجلس العسكري على القرار كانت الشرطة العسكرية تحاول قمع تظاهرات واعتصامات طلبة كلية الإعلام ضد عميدهم بعصيهم الكهربية لولا ثبات الطلبة ثبات الحق على وجوده.
الاستفتاء وما أدراك ما الاستفتاء الذي تم بسرعة يسبقه نذير فتنة أقوى مما كانت عليه أيام النظام السابق ، الاستفتاء الذي خرج المصريون لأجله ملايين في سابقة لم تحدث من قبل ولم يكن خروج غالبيتهم للاستفتاء على مواد الدستور بقدر ما كان استفتاء على دين الدولة والذي لم يكن مطروحا للاستفتاء عليه ؛ وخروج أحد الشيوخ بعد فوز الموافقون على التعديلات ليعلن انتصار الدين في غزوة الصناديق .
ولازال المجلس العسكري الذي وعد بإصدار إعلان دستوري جديد يتضمن المواد المعدلة مضاف إليها بعض مواد أخرى زادت من علامات التعجب لماذا لم تطرح تلك المواد في الاستفتاء ولماذا لم يعلن عنها قبل الاستفتاء ؟!! وإلى الآن لم تنته الساعات القليلة التي وعدونا بإظهار الإعلان بعدها .
ذيول النظام التي ظلت تلعب بحرفية فاسد بداية من تلك التظاهرات الفئوية المنظمة والتي خرجت غالبيتها في توقيت واحد لإصابة الدولة بشلل لم تكن في حاجة إليه ، مرورا بحريق ملفات ومقار أمن الدولة بعد التخلص من رئيس الوزراء السابق أحمد شفيق وحتى خروج أمناء الشرطة مطالبين بعودة الوزير السابق محمود وجدي ولم يفت مذيعة الجزيرة أن تسأل أحد أمناء الشرطة كيف اجتمعتم بهذا العدد الكبير فقال لها ببراءة وعفوية ( ع الفيك بوس ) والجملة ليست بحاجة لتعليق يا سادة بالطبع تعلمون أنهم جمعوا بأمر وبتدبير وحاولوا إلصاقها بالمكان الوحيد الذي دفع بثوار مصر للشارع لكن الجهل خانهم .
مرشحون الرئاسة كل له ما له وما عليه ، كل يحاول إثبات وجوده ، بداية من صاحب حركة التغيير البرادعي أو كما يطلقون عليه أول من ألقى بحجر في المياه الراكدة الذي يحظى بشعبية كبيرة في العالم الافتراضي وإن صارت هذه التسمية بعيدة فلنقل العالم الالكتروني وبين أوساط المثقفين بينما رصيده في الشارع يكاد يكون منعدم فهو من أضاع العراق كما يشاع عنه ويصدقه الغالبية والعراق يا أخوتي هو البلد الذي استوعب في الماضي كل العمالة المصرية وريف مصر وحضره يعتز به وبأهله ، وهو الذي لا يقيم بمصر ولا يعرف عنها شيئا وبناته بلا دين و….. رجل الشارع لا يعرف من هو لذا لم أتعجب أن يضربه الناس يوم الاستفتاء أو يرفضون وجوده حتى ولو كانت حادثة ضربه مدبرة .
البسطويسي الوجه الذي وقف في مواجهة الفساد وجه مصري حقيقي شريف لكنه ليس بسياسي بارع وبحاجة لمعاونين كثر ولتهيئة شعبية كبيرة .
عمرو موسى صاحب الكاريزما لكنه واحد من النظام القديم وجه مألوف لدى إسرائيل وواشنطن بين النخبة لا وجود له ولكنه في الشارع مقبول ، أيمن نور ورقص جديد بشكل غير جديد ، حمدين صباحي وغيره ارصدتهم منخفضة الكترونيا وواقعيا .
الإخوان كل يوم في شأن تارة لا نريد الحكم ، وتارة يتحالفون والسلف لانتصار الدين الذي لا أعرف حتى الآن علام انتصر .
عبد المنعم أبو الفتوح وجه جديد بين مرشحين الرئاسة يقول أنه مرشح مستقل لكنه من قادة الإحوان فكيف بالله عليكم لا يريدون ؟!! أليس من الممكن أن يتصالح معهم وكفى بالمؤمنين شر القتال ، ويرجع زيتنا لدقيقنا .
معاهدة السلام مع إسرائيل ، تصدير الغاز لإسرائيل موضوعان يلعب بهما كل المرشحون وينتظر العامة المجلس العسكري بألا يوافق على تصدير الغاز إلا بأسعار السوق وأن يحافظ على المعاهدة فلا سبيل لإلغائها ونحن في الداخل ممزقون ومن يلعب من المرشحين على هذا الوتر أظنه يحاول اللعب بمشاعر العامة الكارهة لإسرائيل لكن محبي مصر وهم كثر يعلمون أن لا سبيل للمناوشة بأي شكل ونحن نبني مصر من جديد .
مجلس الشعب القادم وحدث ولا حرج بات مرشحون الوطني السابقون يبدأون في الزحف للناس من جديد رأيت بعضهم رأي العين وهم يتصدرون لمشاكل الناس وكأنهم حامين الحمى ، من في الساحة الآن غيرهم حتى وإن ترشحوا مستقلين عن الحزب الآثم ، من غير الإخوان وهم على أرض مصر الأكثر تماسكا فلازالت الأحزاب القديمة بلا تواجد حقيقي وليس هناك من جديد .
علامات التعجب والاستفهام لا تنتهي وكلما رأيت بناء يعلو على أرض كانت بالأمس مزروعة قمحا أئن وأحزن ، الجيش في هم كبير والشرطة لم تعد قادرة على الخروج في حملات الإزالة ولا عزاء لأرض مصر الخضراء التي نهبت في غفلة من شعبها الثائر.
أحاول التفاؤل ، أحاول أن أبث في نفسي الأمل ، أحاول الرهان على الشعب أن يستفيق وأن يعود لأخلاق التحرير وأيام الثورة ، وأن المصحف الذي جاور الصليب يعود ليتذكر أن هذه مصر وأن تركيب هذا الشعب الذي صورته نادية كامل في فيلم تسجيلي من قبل على أنه ( سلطة بلدي ) لا يسمح بألا تكون هذه الأرض إلا مدنية مدنية مدنية .
عاشت مصر حرة .
المقال على موقع هولندا بالعربي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق