الوجه الآخر
قفزت من جوف الوجد كلماتي ، شقت الغيم ، انسابت مطراً دَقَّ نوافذ سكوني بعنف .
بدا وجهه المنعكس على زجاج النافذة المبللة مهتزاً ، عيناه تلمع ببريقها القديم ، تُخفي تلك التجاعيد التي غزت أركان وجهه الشاب .
عمرٌ فوق العمر .
غاصت عيناي في تفاصيله ، لازال يملك بعضاً منه .... قديمه .
استعصى عليِّ فهم كلماته المبعثرة ، نظرت إلى قلبه ذاك المسطور فيه ... أفهمه .
مررت بيدي على تجاعيده ، زالت تعاريجها ، لثمت ما بقى ... عاد الشباب يسري .
لملمت شعاع الشمس الغاربة في حضني ، طوقته بدفئي ، التفت كلماته عقداً، ارتجت أوصالي .
أرسل ناظريه عني بعيداً، داعبني بابتسامة لم أفهمها ، تحسس وجهه الناعم ، ضحك بصوت عالٍ ، قهقه ، شكرني ومضى .
26/10/2009