الجمعة، 4 ديسمبر 2009

الخميس الثالث

الخميس الثالث


لملمت ثناياها جالسة على مقعدها المفضل ضامة ركبتيها إلى صدرها ساندة رأسها عليهما .
تتعملق برأسها الأفكار وتضمحل في ثوانٍ معدودة ، تتقاذفها شواطئ الحيرة والقلق فتعصف بهدوئها دون رحمة ، يقتلها صمت الهاتف وانقطاع الاتصالات .
- الهاتف الذي طلبته غير متاح حاليا ، الهاتف قد يكون مغلقا أو خارج نطاق الخدمة .
باتت من دونه خارج نطاق الحياة ، تزعم أنها تراه بين حين وآخر ولم يكن ذلك إلا سراب أمنياتها .
طال الغياب تلك المرة ، كادت تحس أنفاسه في طريقها للتسرب من البيت ؛ تتعلق بصوره وبملابسه التي تتناثر في أرجاء الحجرة ، بذاكرتها الممتلئة به وبقلبها النابض باسمه .
- الهاتف الذي طلبته ..........أو خارج نطاق الخدمة .
في كل مرة يودعها فيها تحيا بأمل العودة سريعا ، تحصي الأيام تفكر في يوم اللقاء ، تنتقي ملابسها التي ستلقاه بها منذ أن يغلق خلفه الباب ، تفكر في ما تعده من طعام ، وفي حرارة اللقاء .
انقطعت الاتصالات قبل أن تعرف متى سيعود .
باتت تتسمع دبيب الخطوات على السلم علها تكون خطواته ، كل صوت يصل لمسمعها تظنه هو .
وقفت أمام المرآة هالها ذلك الحاجب غير المهذب وتلك الشعيرات التي تناثرت حوله ، كيف لها أن تسهو عن ذلك ماذا لو عاد الآن ؟!!
أزعجها رداءها فهو لا يحبه أبدا .
سارعت بتزجيج حاجبيها وارتداء ما يحب .
تركت شعرها مسترسلا يواري ما كشفه ثوبها .
ملأت المكان بعطره ، تركت الأغنيات التي يحباها يملأ صداها أرجاء المنزل .
قفزت لمخيلتها صورة زميلاتها بالعمل يتندرن عليها ويتمازحن ويقولن في ذات الوقت : آه النهاردة الخميس اللقاء المنتظر .
اعتادت دائما التغيب يوم عودته ، الانتظار يحيل الدقائق ساعات والساعات أياما ، وتلا الخميس خميس .
- الهاتف الذي .........
خرجت من كل نطاق للحياة .
خميس آخر وتغيب جديد ، عودة لمرآتها ولدولاب ملابسها ، انتقاء ..... زينة ........موسيقى ........ طعام ........
ومساء يأتي يجثم ليله كما الهم لا يتبدد .
جلست في شرفتها تتطلع للبدر تحصي النجوم من حوله .
تتابعت فناجين الشاي والقهوة ، وها هي على وشك أن تودع الخميس الثالث دون رجوعه .
ارتعدت السيجارة بيدها حين عاجلها شيطان أفكارها بفكرة من أفكاره السوداء .
نهرتها متمسكة بصورته على صفحة البدر تبتسم لها .
حاولت طمأنة قلبها وهي تبادله الابتسام وتقول : هعملك أحلى كوباية شاي .
عاجلها صوته : ما تنسيش النعناع .
التفتت فجأة لتخونها عيناها بسيل دموع استقرت فوق نجماته الثلاث .
وعناق ما كفى ليطفئ شوق أسابيع ثلاثة .
27/11/2008

هناك 9 تعليقات:

تايه في وسط البلد يقول...

السلام عليكم

كيفك استاذتي الفاضلة

لن تبرحي دوما تثيرين دهشتي بالمساحات اللا محدودة لابداعك

واصارحك بان كلمة( بسيل دموع استقرت فوق نجماته الثلاث ) اجهدت تفكيري دون الوصول لمعني واضح ولا انتوي ان اقفل علي الموضوع!!!

كل التحية والتقدير

رباب كساب يقول...

صديقي الرائع افتقد وجودك كثيرا
أتمنى أن تكون بخير

لعلك لا تغلقه أبدا

صديقي من هو الذي يغيب كثيرا عن بيته وتحتل النجوم أكتافه ؟

وعلى راي واحدة من صديقاتي عقبال ما تبقى نسر !!!! هههههه

مساءك عطر

شكرا جزيلا لمرورك الجميل
ودي

Unknown يقول...

السلام عليكم ورحمة الله

الأستاذة الكريمة رباب تحية طيبة

قمت بإذفتك على الفيس بوك وذلك لرفبتي كرئيس تحرير مجلة رؤية مصرية الإلكترونية في قلمك الروائي أن يكتب معنا في مجلة رؤية مصرية
http://www.roaua.com/index.php
يمكننا التواصل عبر الفيس بوك أو بريد المجلة الالكرتروني roaua.com@gmail.com

خالص تحياتي: إبراهيم العدوي

رباب كساب يقول...

وعليك السلام أستاذ إبراهيم
شكرا جزيلا لك
وشرف لي أن تحظى كتاباتي بإعجابك ويشرف قلمي صحبتكم
تحياتي

غير معرف يقول...

الى الامام يارباب

متابع

وافر بنجاحاتك


اخوك امد الاشرف

المعلم مشاكس

غير معرف يقول...

سورى

قصدى افرح بنجاحاتك

كل الاحترام


الاشرف

رباب كساب يقول...

معلم مشاكس
وحشتني كتيييييييييير جدا
يا رب تكون بخير وسعادة
كل سنة وانت والاسرة بخير

دايما بيشرفني مرورك وبسعد بمتابعتك

تحياتي يا أبا إسلام

عبد الحميد جلال الفقى يقول...

الصديقه العزيزه رباب
هذه اول قرائاتى لكِ ِ[الخميس الثالث] وكم كانت جميله ومشوقه ومعبره عن حال انثى متلهفه متشوقه لأنتظار محبوبها الغائب وكم كانت كلماتك ومفرداتك ذات تعبير رائع ومميزوكأنكِ تتغزلى فيهم كما يتغزل العاشق بعشيقه وكم جائت الخاتمه رائعه كالبدايه لتثلج قلوب من قرأها وكم انا حزيناً على ما فات من عمرى دون قرائاتك لكى منى كل تقدير واحترام

رباب كساب يقول...

الأخ الكريم عبد الحميد

شكرا لك على زيارتك الجميلة وكلماتك الرائعة

لك مني كل التحية وصادق الود


مرحبا بك دائما

مودتي

حواري لجريدة السياسة الكويتية

رباب كساب: حان وقت تجديد دماء الساحة الأدبية أجرت الحوار شروق مدحت  تمردت على الظروف المحيطة ،رافضة الاستسلام لعادات وت...