الثلاثاء، 11 يناير 2011

حكاية جيل قادر على الحلم


تحت هذا العنوان أتاحت لنا الفرصة الرائعة زينب عفيفي بجريدة أخبار اليوم لنتحدث عن أعمالنا أنا وبعض زملائي من المبدعين

الفصول الثلاثة

تقول الكاتبة رباب كساب لا أعرف لما تذكرت شجرة البولونيا التي تزهر شتاء بعد أن تُسقط جميع وريقاتها حتي لأنك تشعر بزهرها الأبيض كندف الثلج علي فروعها العجفاء ، ووجدتني في لحظة أدرك أن هناك حياة تولد من عدم وتأكدت أننا من الممكن أنْ نخلق لنا وجودا ونستشعر جمالا من قلب القبح الذي يحيط بنا وكانت تلك البداية بداية الفصول الثلاثة .
( تتجرَّدُ أشجارُ الخريفِ من وريقاتها ، لكن هناك أشجارًا تُزهِرُ بلا ورق ، تأبي أن تتعرَّي العظامُ تواري سوءاتها بجمال زهرها ؛ فتخطف الأبصار في خريفها).
اخترت البداية مع سعيد الكاتب الستيني العمر وزوجته وصديقه الرياضي حملت علي كاهلي أعمارهم لأستشعر معهم وهن شيخوخة تزحف للحياة التي كانت مليئة بالكثير من النجاحات وخيبات الأمل ، تلك الطفولة التي نرتد إليها مرة أخري ، كيف نستقبل الضعف القادم وقد اعتدنا المواجهة ، كيف يشاهد الإنسان منا جسده وهو يضعف تدريجيا ، والقلم الذي طالما أعطي يخبو نوره ، والبريق الذي يحيط بنا ينحسر.
سرت مع الجميع أبحث معهم عن ربيع يظنونه هو السعادة بعينها وأنه الفرصة الثانية للحياة من جديد .
لكن السعادة ليست فقط ربيعية مزهرة ، ولا صيفية جامحة ، ولا هي شتاء ساكنا أو خريفا يغزوه العدم .
كان عليِّ أنْ أعرف معهم أننا نستطيع كشجرة البولونيا أنْ نسعد وقتما نريد علينا أنْ ندرك أنَّ بإمكاننا استغلال كل ظروفنا وأن نتمكن من البدء من جديد متي أردنا ذلك .
بت أتقلب بين أعمارهم ورغباتهم بين الستين والأربعين والثلاثين راغبة في سبر أغوار حياتهم التي اكتشفتها معهم علموني صحبتهم .
(اختياراتنا أوجاعنا …. خطانا علي سلَّمِ العُمْرِ مزيجٌ من دمٍ ، ودموعٍ ، ولحظاتِ فرحٍ قليلةٍ ، عثرات ، وصراعات ، وانتصارات ….. والنهاية عُمْرٌ لا نعرف لنهايته سبيلاً ) .
ما بين طفولتنا الأولي والثانية تتجلي الحياة بكل صورها ، ويتجلي عناد الإنسان متمثلا في اختياراته التي تصنع من وجوده فاصلا ، ومع كل اختيار ينظر لما حقق هل جني ما يُرجي منه أم أنه فقط اشتري الوجع ؟ وكم من اختيار نوشك معه علي الموت !!
كنت حريصة ألا يحس القارئ غربة علي صفحات الرواية كنت اريده أن يري تلك الصفحات مرآة له ، من قلب حياته حتي لو وجد نفسه :
لازالَ يبحثُ عن الربيعِ كلُّ من تاقت نفسُه للحياةِ ، أي حياة قد تحملُ في طيَّاتِها غيوم الشتاءِ وحرَّ الصيفِ وتقلُّباتِ الخريفِ ….. لكنَّ النهايةَ دائمًا ليستْ ربيعيَّةً مُزهِرَةً .

ليست هناك تعليقات:

حواري لجريدة السياسة الكويتية

رباب كساب: حان وقت تجديد دماء الساحة الأدبية أجرت الحوار شروق مدحت  تمردت على الظروف المحيطة ،رافضة الاستسلام لعادات وت...