الجدار
كانت في طريقها لعملها حين قابلها أحد سكان العقار الذي تسكنه وقال لها : إنَّ بشقته شرخاً طويلاً امتد دون أنْ يلحظه واصلا إياه من الدور الذي يعلوه وأنه خائف كل الخوف أنْ يصل لأسفل ثم إلى باقي العمارة الصغيرة .
أصابها الهلع ، كيف لم يره أحد ؟إنها كل يوم تقف أمام جدارها تنظر له تتفحصه ، حتى أنها تتحسسه بيديها ، كم تساءلت ماذا لو انتهى عمره وسقط ؟ ماذا سيكون مصير أهل البيت وسكانه ؟إن وجودهم بوجوده وأمانهم في سلامته ، إن هذا الجدار هم .
كان أي شرخ بالجدار كفيل بإصابتها بالذعر ، لا مكان لهم غيره ، أين سيذهبون لو انهار ؟إنها تحرص عليه تتابعه بين الحين والأخر .
مرورها اليومي عليه بعض من طقوس حياتها ، وسواسها الأول إصابة الجدار بأي سوء ، إنه عمود البيت فكيف الحياة بلا سقف يحميهم و عمد يرفع سماءهم ؟كيف لم يصادفه أي منهم ؟ كيف لهم أن يتركوه حتى يقوض أمنهم ؟المزيد من كيف والرجل لا يعرف بم يرد ، يجب الإسراع بترميمه .
قالت : سأرسل للمهندس لا بل سأذهب إليه ، دعني أراه أولا .
وقعت عينها على الجدار ، صدمها عمق الشرخ ، وصدمها هؤلاء الجيران الذين سهوا عن أهم شيء في وجودهم أمان حياتهم عمد دارهم ، الخطر كان منهم يقترب ويدنو وهم لاهون .
خرجت والخوف يملأها.الجدار لا يُرجى معه الإصلاح . هكذا قال المهندس .
بات انتظار انهيار البيت هو كل ما يملكونه ، لا يوجد مأوى غيره ........ وأين سيجدون ؟وهل سيعوضهم أي مكان ذكريات عمرهم أجمع .الانتظار طويل ......... مرير .................. مقيت .انهار الجدار ............ ضاعت الأسرة ................ ماتت الذكرى .لقد سقط البيت .
رباب كساب
6/3/2007