عن دار الكتاب العربي ببيروت صدرت روايتي الثالثة …. الفصول الثلاثة
لازالَ يبحثُ عن الربيعِ كلُّ من تاقت نفسُه للحياةِ ، أي حياة قد تحملُ في طـيَّاتِها غيوم الشتاءِ وحرَّ الصيفِ وتقلُّباتِ الخريفِ ….. لكنَّ النهايةَ دائمًا ليستْ ربيعيَّةً مُـزهِرَةً .
لازالَ يبحثُ عن الربيعِ كلُّ من تاقت نفسُه للحياةِ ، أي حياة قد تحملُ في طـيَّاتِها غيوم الشتاءِ وحرَّ الصيفِ وتقلُّباتِ الخريفِ ….. لكنَّ النهايةَ دائمًا ليستْ ربيعيَّةً مُـزهِرَةً .
*************
كل نظرات الناس إليها تدعوها لأن تعود لذاك الشتاء الذي لم يتبدل صيفًا طولَ عمرها .
همس جميلة ومسعود عليها في دخولها وخروجها ، نظرة عزة وجمال المتسائلة الغاضبة ، وتحية الصباح التي لم يرداها عليها ، الحزن المطل من عيني سعيد وهيام ، صراخ الجميع ماذا دهاك يا هويدا ؟!!!
لن يفهموا ما بداخلها ، لن يعي أحد سرَّ تحوُّلها ، لن يدركوا أن هويدا الشتاء لم يعد لها وجود ، صارت محض ذكرى ، بيت قديم في قصيدة جاهلية عتيقة ، أما هويدا الآن فهي كلمة حرة نافرة القواعد والثوابت ، كارهة الأوزان والقوافي ، كما لو أنها قصيدة نثرية مثل تلك التي حدثها عنها سعيد طويلاً وعن مهاجميها وأن الكثيرين لا يرون فيها شعرًا .
ما طرأ عليها ينبئ بأنها محت كلَّ قديم ، وكل ما كانت تعلم وتعرف .
في سيارتها رن هاتفها ، كان مديرها عزت يسأل عن سرِّ تأخرها ، لم تكن قد تأخرت بعد لكنه هو من وصل مبكرًا على غير عادته …. كانت حجة ليتصل بها …. لهفته لا تخفى عليها ، صوته المغلف بشهوته فضَحَهُ .
أغلقت الهاتف ليرن مرةً أخرى ، كان تلك المرة مراد يسأل عنها ، إجاباتها عليه كانت مقتضبة ، ردَّت رغبته في لقائها بعنف ، وأغلقت الخط وقد بدأ مزاجها يتعكر ، فعاجلت نفسها بصوت فيروز ليغير ما فعله بها .
صوته … كلماته اللا مبالية . نظراته كلما التقى بها في مقر عملها كل ذلك يثير بداخلها شجنًا لا آخر له ، يدفعها لهويدا القديمة وتبكي كل السنوات الماضية ، صرخت بقوة : ماذا تريد ؟
لن أخرج صندوق ذكرياتي وأرص صوره على جدران قلبي وأتذكر ، لن أنبش تاريخي و أستدعي خريفي ليبقى ، فلتبق أنت هناك في سجنك فلا عودة لمثلك .
تمنَّت لو تلقي بكلماتها هذه في وجهه لكنها في كل مرة تلتقيه يسوقها الصمت للا شيء فتهرب من أمامه ومن ماضيها معه .
على باب حجرة عزت وقفت تتأكد من حُسْنِ هندامها قبل أن تطرق بابه ويأتيها الإذن بالدخول ، دخلت وهي ترسم على وجهها ابتسامةً تعلَّمتها ، تقابل بها ذاك الفرخ الذي هبَّ من مرقده يهز جناحيه فرحًا .
همس جميلة ومسعود عليها في دخولها وخروجها ، نظرة عزة وجمال المتسائلة الغاضبة ، وتحية الصباح التي لم يرداها عليها ، الحزن المطل من عيني سعيد وهيام ، صراخ الجميع ماذا دهاك يا هويدا ؟!!!
لن يفهموا ما بداخلها ، لن يعي أحد سرَّ تحوُّلها ، لن يدركوا أن هويدا الشتاء لم يعد لها وجود ، صارت محض ذكرى ، بيت قديم في قصيدة جاهلية عتيقة ، أما هويدا الآن فهي كلمة حرة نافرة القواعد والثوابت ، كارهة الأوزان والقوافي ، كما لو أنها قصيدة نثرية مثل تلك التي حدثها عنها سعيد طويلاً وعن مهاجميها وأن الكثيرين لا يرون فيها شعرًا .
ما طرأ عليها ينبئ بأنها محت كلَّ قديم ، وكل ما كانت تعلم وتعرف .
في سيارتها رن هاتفها ، كان مديرها عزت يسأل عن سرِّ تأخرها ، لم تكن قد تأخرت بعد لكنه هو من وصل مبكرًا على غير عادته …. كانت حجة ليتصل بها …. لهفته لا تخفى عليها ، صوته المغلف بشهوته فضَحَهُ .
أغلقت الهاتف ليرن مرةً أخرى ، كان تلك المرة مراد يسأل عنها ، إجاباتها عليه كانت مقتضبة ، ردَّت رغبته في لقائها بعنف ، وأغلقت الخط وقد بدأ مزاجها يتعكر ، فعاجلت نفسها بصوت فيروز ليغير ما فعله بها .
صوته … كلماته اللا مبالية . نظراته كلما التقى بها في مقر عملها كل ذلك يثير بداخلها شجنًا لا آخر له ، يدفعها لهويدا القديمة وتبكي كل السنوات الماضية ، صرخت بقوة : ماذا تريد ؟
لن أخرج صندوق ذكرياتي وأرص صوره على جدران قلبي وأتذكر ، لن أنبش تاريخي و أستدعي خريفي ليبقى ، فلتبق أنت هناك في سجنك فلا عودة لمثلك .
تمنَّت لو تلقي بكلماتها هذه في وجهه لكنها في كل مرة تلتقيه يسوقها الصمت للا شيء فتهرب من أمامه ومن ماضيها معه .
على باب حجرة عزت وقفت تتأكد من حُسْنِ هندامها قبل أن تطرق بابه ويأتيها الإذن بالدخول ، دخلت وهي ترسم على وجهها ابتسامةً تعلَّمتها ، تقابل بها ذاك الفرخ الذي هبَّ من مرقده يهز جناحيه فرحًا .
هناك تعليقان (2):
عاطر التحايا
كان مرورى سريعا . كان مختصرا . كان على غير مستوى الموقف .
عزائى اننى - فعلا - أرغب فى ان اعود لهاهنا مرة اخرى .
احترامى
القاص والنقاد / خالد الخطيب
أخي خالد
شكرا جزيلا لكلماتكم الطيبة
تمنياتي لك بكل الخير
دمت بخير
إرسال تعليق