كأنها الروح حين تتعلق بين بين، تهز أسئلتي أركان وجودها.
ألن تتخلصي من تلك البين بين ؟
ألن تنعمي مرة بصورة واضحة في مرآة العمر المتسرب ؟
سؤال آخر قبل أن تضيق بكل أسئلتي لماذا دوما تعكسك المرآة أخرى لا تعرفينها ؟
تلتفت عني دون إجابات تاركة إياي في هوة الجهل.
تحاول التخلص من تلك الشرنقة فما دفعت بحريرها ولا تمكنت من سحب روحها، تنكرت لها إيزيس، ماعت، أفروديت، أثينا.
تنكر لها الحب وهجرتها الحكمة، غاب عنها العدل، ماتت فيها الأم.
- أي طريق ذلك الذي تسيرين فيه قدم على رصيف وأخرى في عرض الشارع؟ سيارة رعناء تأخذ ما بقى.
- كيف تتركينها ..... ؟
- اصمتي وكفي عن أسئلتك، ما عادت الحياة أسئلة، ماعادت ردود أفعال.
تنكرت لقوانين نيوتن ومعادلات الكيمياء، لنهايات الخلايا العصبية، تسلقت الطريق الضبابي، توحدت والشمس.
تركتهم ينظرون وينتظرون، يندهشون ويصمتون، قالوا لها أن تعود، أن تخشى الشمس.
بادرتني قائلة : دعيهم فهم لا يعرفون أن النور لا يخشى النور.
- إنها نار.
- بل إنها نور.
ما عدت أعرفها، هناك إلى جوار الشمس تسكن، لا أتمكن من رؤيتها نورها يغشي عينيِّ.
أسمعها تناديني، صوتي لا يصل إليها، لا تحلني من وعد ولا تمنحني حلا.
أشعر بها تقترب، حرها يلفحني، أبتعد، تجرني، تحرقني، تضحك وأنا أتألم، أنظر لها في دهشة، يسحقني برودها.
تدفع يدي المحترقة، أسقط في بحر آلامي، تستدير عني.
لا أنطق إلا باستفسارات لا تجيب عنها، تعود إليِّ تمنحني وردة ما إن أمسكت بها حتى ذابت جراحاتي، صَمَتَ الألم، في غمرة دهشتي وتأملي يدي التي ما عادت محترقة، مضت دون أن أدرك.
ناديتها.
ناديت طويلا.
لمحتها هناك إلى جوار النور.
لوحت لي، لم أخش هذه المرة أن أمد لها يدي.
ولم ألمها أحسست بها و بأن الحياة جوار النور تستحق.
23/8/2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق