لدي رغبة آسرة أن أكتب ليس بروايتي ولا قصة جديدة ولكن أكتب لفعل الكتابة علني أكتب عن العيد أو فنجان قهوتي أو فستان العيد الذي اشتقت إليه أو عن حضن أبي الذي أفتقده ، قد أكتب عن سعادة لم تأت أو عن حوار مفقود أو علاقة لها عمر طفل وقوة سنوات طوال أو أكتب عن جنوني لحظة آخذ قرار أو حين اقرأ حرفا ينعشني أو حين يأتيني بكلمات كنت أظن أنه فقد الطريق إليها ... قد أكتب .
قد أكتب وبداخلي رئة تتنفس عشق الحرف وسطوة القلم ، تسعد كل السعادة حين تفاجئها فكرة أو إبداع جديد .
حين أنفث دخان سيجارتي وأرشف قهوتي وأخط حرفا لم يسبقني إليه سوى قلبي ، أحسه أولا ، أشعر بدبيبه بداخلي كجنين في رحم أمه ، لحظتها تتجلى الحياة ويتجلى العمر وأشعر أني بفستان العيد ، وأن أبي حيا يعطيني العيدية ، بل أحسني هناك على تلك الأرجوحة القديمة أمسك بحبالها وقدمي ثابتتين على خشبتها أطير معها في الهواء غير عابئة بفستاني ذو الورود وهو يطير مع كل حركة ، إنني طفلة ، من يعبأ بطفلة .
اليوم عيد هكذا قلت لأمي حتى تحل ضفائري ولتترك شعري للهواء ، إنه يتنفس هو الآخر نسيم الحرية ، نسيم حرف شقي يداعبني بآهة كل حين .
الأرجوحة تعبث بفستاني وتعبث بشعري والحياة تعبث بي ، أرجوحتها تمزق قلبي نصفين ، نصف بين الحروف ونصف لامرأة تنتظر الكمال .
قد أكتب عن تلك التي دوما تأتيني ببنٍ لم أطلبه ، لكنها تلك المرة نجحت في جعلي أوفر شجاراتي معها لقد كان عظيما وها أنا أرشف أولى رشفاتي منه ، عله العيد السبب أم أن مذاقي لكل شيء قد اختلف ، فنجان القهوة كنيل أمس ، النيل بالأمس كان يناجيني كما هذا البن يداعب لاوامسي ، النيل بالأمس خط حرفا وحدي عرفت مغزاه وماذا يمثل ، كانت شمس الغروب تعلن أن الليل القادم أطول كثيرا مما اعتقدت .. لم أصدقها ، لكني صدقت النيل وحرفه ، قال أنه أرسل لي الشمس تبلغني لكنه علم أني لن أصدقها ... صدقته هو .
صدقت هذه الدمعة التي كثيرا ما تغافلني وتسقط على وجنتي ، لماذا ؟ إنه العيد ، بل لأنه العيد لأنه القلب الذي لا يعرف العيد واليد التي تطعمك بحب ثم بسكين تذبحك بعمق .
لا أعرف فن العوم ، ناداني بالأمس لأسبح ، ألا يعرف أني أخاف الماء ؟!!!
صوته كان حانيا كتلك الجنية التي كانت تنادي اسم أمي في ليالي الشتاء .
هل قلت لك أنهم ردموا البحر وقتلوا الجنية ؟
خنقوها ، وأدوها ولم تكن مؤذية ، كما أنت لم تكن لتغرقني رغم أني غارقة فيك .
فهمت كل حروفك بالأمس وكرهت شمسك الآفلة تعرف أني أحب الشروق ، رغم أني لم أر الشمس يوما تشرق على صفحتك .
أول مرة أخشى حروفي ألأنك أنت صاحبها أم لأنك فقط تسكنها ؟!!!
لن تغرقني اليوم أليس كذلك ؟ إنه العيد !
لكنك أغرقتني قبلا ألا تذكر ؟ ، في كل يوم تدفعني دفعا لأغوص ، ابتلعك ، ابتلعتني ، ابتلعتنا الدنيا ، حائر ، حائرة هكذا هي ، هكذا نحن ، ألهذا أحب الخريف من بين شهور العام كله ؟!
لا تغضب ، دعني أكون وحدي الغاضبة ، دعني أمزقك على صفحاتي ألف مرة ومرة .
ولا تسأل عن هذه المرة الزائدة فهي ستكون الحاسمة لابد للشمس أن تغرب .
بدأت تحس جنوني ، تقلق لا تقلق يا نيلي الجميل ، سآتيك بعذراء جديدة ، لست هذا العام بعذرائك ، سيكون لنا لقاء حتما سنلتقي ألم أقل أني فهمت حروفك ، لكني هذا العام لست عروسك ، لست عروسك .
دعني... إنه العيد .
16/11/2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق