الخميس، 1 سبتمبر 2011

بحلم بأطباء أكثر إنسانية

أمنية من أمنياتي في ليلة القدر لمستقبل مصر بمجلة المصور عدد الأربعاء 24 أغسطس

ككل البشر أنتظر ليلة القدر وفي جعبتي كثير من الأمنيات التي أدخرها طيلة عام كامل، ورغم دعائي الدائم لله أن يحققها لي ، يظل الدعاء ليلة القدر له إحساس خاص يحمل في داخله قلب الطفولة المنتعش وحس الكبير الواثق في أن الله لن يرده خائبا طالما أصاب تلك الليلة المباركة التي نلتمسها في العشر الأواخر من الشهر الكريم.

كنت أستقبل الليلة بالعديد من الأمنيات الخاصة جدا، أما في هذا العام الذي شاء القدر أن يختلف عن كل ما سبقه من أعوام وجدتني أنفض سلة أمنياتي لهذا العام وألقي بها جميعا غير راغبة فيها لأن هناك أمنية وحيدة، أمل واحد سيطر علي وأعلم أنه سيطر على جموع المصريين بعد ثورة يناير، حلمنا بمصر جديدة.

وأكبر أحلامي بمصر جديدة أن أرى كل مدارسنا خلعت عنها ماضيها ولبست ثوبا جديدا، أريد تعليما لا يعرف التلقين والتحفيظ الذي سئمنا من كثرة ما قلنا يجب أن نجعلهم يفهمون لا يحفظون.

أريد مناهجا جديدة ، معلمون جدد، أن تعمل وزارة التربية والتعليم بحصر جميع معلميها وتنظيم دورات تدريبية عالية المستوى يدرسها لهم كبار خبراء التعليم في الداخل والخارج.

معلم جيد يعني طالبا ممتازا.

أن يكون ضمن مناهجنا منهجا خاص لاكتشاف المواهب على كافة أشكالها والعمل على تنميتها ليس مهما أن أصل بالطالب للجامعة المهم أن أصل به للفهم والابتكار.

أشد ما آلمني حين وجدت على صفحة برنامج محطة مصر على الفيس بوك شاب يسأل عن حقيقة مقال علاء الأسواني الذي كتبه بعد استدعاء أسماء محفوظ للنيابة العسكرية متخيلا أن مبارك هو المحقق، الشاب مستخدم الانترنت لم يفهم مجازية المقال وظن أنه حدث يجب التوثق منه، لحظتها اشتعل بقلبي حريق فهذا النظام السابق ارتكب أفظع جريمة في حقنا لقد كان هدفه أن يحكم شعب جاهل أمي وقد كان.

أحلم بعودة حصة القراءة كنت محظوظة في بداية التحاقي بالمدرسة بأنه كان ضمن جدول حصصنا حصة نقضيها في مكتبة المدرسة، كنت أعشقها وحصة الخط العربي.

يوم يتحسن تعليمنا ستتحسن أحوال كثيرة في مصر.

سأدعو الله أن تكون مصر بلا مستشفى سرطان الأطفال، سأدعوه أن أرى تراجع في أمراض السرطان والفشل الكلوي والكبد.

أن أرى عظماء الطب في مصر يغيرون سلوك زملاءهم المهني يعلمون شباب الأطباء إنسانية المهنة، وأن تتحول مستشفاياتنا على أيديهم لأماكن صالحة لاستقبال الألم والتعامل مع المتألمين، أن لا نتاجر بالمرضى وبالمرض.

أحلم بمصر بلد النيل وقد تمكن كل شعبها من شرب كوب ماء نظيف، كتبت في مقال سابق عن أني أدعو المخلوع ليشرب كوب شاي من ماء مدينتي وقد علته طبقة زيتية اعتدناها ولا أعرف كيف سيشربه، من حقنا أن نحظى بكوب ماء نظيف.

أحلم بمصر بلا فساد، بلا رشاوى.

أحلم بأن يأخذ كل صاحب موهبة حقيقية حقه.

أحلم بمستقبل جديد لمصر الباحثة العلمية، أن يتم التعامل مع الباحثين العلميين بشكل مختلف وأن تفسح الدولة كثيرا من ميزانيتها لهذا المجال ليستغل عقول شباب الباحثين في تحسين الوضع الحالي، لدينا عقول بحاجة للاهتمام.

أشتاق رؤية مصر بلا عشوائيات، أن يكون لمعدومي الدخل فيها حقوق أكبر من فقرائها وأغنيائها، أن يحظى كل طفل بمصر برعاية الدولة حتى يصل لسن المدرسة.

أحلم بديموقراطية حقيقية ، أريد أن أشعر بأن صوتي له قيمة مثل تلك التي كانت له حين كنت وسط الجموع في الميدان.

أحلم أيضا بأن نظل نكره فكرة الزعامة والتأليه وأن نؤصل فكرة أن الرئيس هو موظف لدى شعبه يخطئ نحاسبه ، يحسن نرفع له القبعة.

أحلم بتفعيل القوانين وأن نربي بداخلنا الحرص على الوطن ومصلحته، أن تظل بداخلنا روح الميدان المتضامنة القوية لنواجه صعوبات الحياة القادمة فمصرالقادمة بحاجة لأيادينا وأرواحنا.

ولازالت بداخلي الأحلام تتوالد بمصر أفضل.

ليست هناك تعليقات:

حواري لجريدة السياسة الكويتية

رباب كساب: حان وقت تجديد دماء الساحة الأدبية أجرت الحوار شروق مدحت  تمردت على الظروف المحيطة ،رافضة الاستسلام لعادات وت...