http://elbadil.net/%D8%B1%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D9%83%D8%B3%D8%A7%D8%A8-%D8%B9%D8%B2%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%88%D8%A7%D8%B1%D8%A6/#.TnN2ke_P8Wg.फसबूक
منعتني ظروفي أن أكون ضمن من خرجوا لمليونية تصحيح المسارفي يوم التاسع من سبتمبر.
جلست مكبلة أمام جهاز حاسبي أتابع ما يكتبه الزملاء الحاضرون عبر موقعي تويتر وفيس بوك وبي فرحة لا مثيل لها لنجاح اليوم الذي كنت أتمنى من كل قلبي أن أكون ضمن أحداثه كعادتي منذ بدء الثورة لولا قدمي التي كانت تستقر في جبس مقيت أقعدني عن الخروج.
في المساء تحول الأمر من نجاح رائع واسترداد كرامة مفقودة بعد هدم الجدار العار لاشتباكات عنيفة أسفرت عن ثلاثة قتلى ومصابين تعدوا الألف.
تابعت كغيري الأحداث وقلبي معلق بهؤلاء الشباب أتابع تفسيرات البعض التي رمتهم بالبلطجة، وآخرين بالتهور وخاصة أن وقت الاشتباكات كان قد عاد أغلب الثوار لمنازلهم وعاد الغائبون عن صفحات الفيس بوك يشيدون بنجاح اليوم بعد عودتهم فبقى السؤال من هؤلاء؟
تعددت التفسيرات لكني ملت لكونهم شباب خرجوا عن شعورهم بعد كبت كل هذه السنين لم يقبلوا إهانات الضباط لهم وسبهم بأقذع الألفاظ وقد جاءت شهادة أحدهم لتؤكد فعلا أن سباب الداخلية كان سببا في أنهم لم يستطيعوا الصمت أو التحكم بأعصابهم فردوا بعنف كما أن سوابق الداخلية لم تكن تشفع لها، الداخلية التي لم يتم تطهيرها كما يجب أن يكون وقال وزيرها أنه لا يوجد في الداخلية قناصة وكأن شهداءنا قد قتلهم رجال من كوكب آخر أو أنهم ماتوا وحدهم.
تم القبض على العديد منهم في هذا اليوم لكن المتعجب فعلا هو القبض على أكثر من مائة شاب امتلأت بهم صفحة لا للمحاكمات العسكرية على الانترنت يوم السبت العاشر من سبتمبر رغم أنه لم يكن هناك داع لذلك ومع تفعيل قانون الطوارئ وتحويلهم لنيابة أمن الدولة العليا بدلا من النيابة العسكرية بات الأمر غريبا فلماذا يا سادة تم القبض على هؤلاء؟
وأي منطق هذا الذي يتم القبض به على هؤلاء لأن ملابسهم غير ملائمة ؟ وكما كتبت الأستاذة نجلاء بدير أن من ضمن الهتافات لمن نزلوا المظاهرات ( اتشيك و البس نضيف عشان ماتقابلش منى سيف ) منى سيف الفتاة الشابة المسئولة عن حملة لا للمحاكمات العسكرية.
كتبت نجلاء بدير عن فادي الذي سمعت والدته تتحدث لمحمود سعد عبر قناة التحريرتصف كيف تم القبض عليه وكيف أخذ خمسة عشر يوما في سجن طرة، ومن قبلها تحدثت أم أخرى عن ابنها الأب لأربعة أطفال وأخذوه عنوة لأن بيديه كاميرا.
واليوم أكتب لكم عن ( عزت علي ) الشاب ذو العشرين ربيعا طالب أكاديمية المستقبل الشاب الصغير المتحمس والذي لم يهتم يوما بملابسه ولم يفكر أن يقف أمام مرآة ليتزين من أجل مظاهرة.
خرج عزت يوم السبت وهو لا يعلم أنه لن يعود لمنزله وقريته، لن يعود لحضن أمه التي هو صغيرها، ولم أكن أتخيل أن يصادفني خبر القبض عليه في منتصف الليل على فيسبوك .
حاصرتني ذكرياتي مع الشاب الذي أعرفه معرفة وثيقة فهو لي أخ أصغر، كنت أسمعه يتحدث فأرى مستقبله باديا أمامي مشرقا زاهيا، شعرت به أفضل من عرفت كنت أرى في استقلاليته نجاح وفي أفكاره المتدفقة حياة سيخلقها بيديه.
واعتقل عزت واتهم بالشغب والبلطجة وأودع سجن طرة خمسة عشرة يوما وحقا لا أعرف السبب.
لم يكن عزت بلطجيا، لم يكن يوما مشاغبا، إنه واحد من المتحمسين واحد ممن آمنوا بالحرية التي حصلنا عليها مع ثورتنا المجيدة آمن الصغير أنه بقوله الحق بدفاعه عن كرامته وعن عزته وعزة أهله فهو سوف يكرم سوف يكون قد فعل شيئا جليلا لكنه اتهم بما لم يخطر ببالنا ولا بباله .
كل من كان هناك كان يبحث عن حق الشهداء الست، كان يبحث عن كرامة وطن ،عن عزة مواطن ، عن حرية فما كان من قوات الأمن إلا السحل والضرب والاعتقال والاتهامات بالبلطجة وتفعيل قوانين الطوارئ لنصبح مرة أخرى رهيني الحبس.
لكن كيف أصمت وقد تعلمت مع الشعب كيف أنطق ، صرخنا جميعا بحروف كلمة حرية ونحن نهتف لرحيل الطاغية والنظام؟
نداء للقائمين على أمور مصر لم يعد شعب مصر بصامت ، لم يعد شعب مصر رهين اعتقال الكلمة فلتعيدوا إلينا شبابنا الذين حرمتمونا منهم، فلتعيدوا الحرية لزهورنا، لا للطوارئ ولا للمحاكمات العسكرية.
عزت علي ليس بلطجيا ولا مشاغبا يا أهل مصر ويا أيها المجلس العسكري ويا مجلس الوزراء عزت علي ليس مشاغبا ولا بلطجيا.