السيدة
ضحكة ماجنة علا صداها أرجاء المكان ، نظرة غاضبة من عين تلقت سخرية الضحكة بصمت معتاد .
صمت يُغلف المكان ، وتبادل نظرات اتهام ، ودفاع ، وهجوم رغم طول الوقت بينهما وقد تعدت الساعة الواحدة صباحا .
طالت الجلسة ولا فائدة كلاهما يدور في رحى لا تكف عن الدوران ، يتعمدان ستر الكلام ويتركان العين تنطق بما عجز عنه اللسان ، ولتفعل ما على اليد المشلولة فعله .
خصمان تجمعهما دائما طاولة البحث عن حل لمشكلة أبدية لا تُحل .
حاول إنهاء الليلة بما هو مفروض عليه عَلَّه يظفر بشيء !!
دنا منها ، مدَّ يده ومرَّ بأنامله على وجنتها الحريرية ، تَمنَّعت ، وانفلتت كأفعى ، وهي تلامسه برفق مقصود .
عاد لجلسته رغم حر الشهوة الذي تَملَّكه ، هي الوحيدة التي تملك الحل ، سيدة الدنيا وهو عبد من عبيدها .
كم تملقها وكم صدته ، تُلقي له بالفتات ، وتفعل فقط ما تريد ، الجميع يهب العطايا ويخدمون بفناءٍ عظيم فقط هي تأمر .
وعلى سرير الدنيا تأخذ لذتها ممن تريد ، كثيرون هم عشاقها ، لا .... متملقيها ، خدامها حاجتهم إليها تدفعهم دفعا لها .
كادت الليلة أن تنتهي دون أن يفعل شيئا ، الكل ينتظره ليعلمون نتيجة اللقاء ، وهو بين نارين ، نار مطالبه لديها ، وناره التي أشعلتها لتوها ؛ ليتها تطفئها !!
حين تفرج عنه سيخرج لهم ويقول أنه فعل كل ما في وسعه وأنها أرخت حبالها تلك المرة ، وفي المرة القادمة ستوافق على كل الطلبات التي قدمها لها أليس هو أثيرها كما يعلمون ؟!!!!!
لا أحد يعرف أنه .........
سارع بسؤال نفسه : هل ستكون هناك مرات قادمة ؟!
- نعم ، هي لعبتها من البداية .
تملق ، وطلبات ، ومداعبات تسبق كل رفض ، واستجابة فقط لضئيل ما طُلب .
أيقظته من شروده ضحكة أخرى تعلن أنه قد حان موعد إنصرافه ، فلقد أذن ديك الصباح لتسكت شهرزاد عن الكلام المباح ولتستعد السيدة لنقاش آخر .
رباب كساب
28/3/2008