الجمعة، 28 مارس 2008

السيدة


السيدة



ضحكة ماجنة علا صداها أرجاء المكان ، نظرة غاضبة من عين تلقت سخرية الضحكة بصمت معتاد .
صمت يُغلف المكان ، وتبادل نظرات اتهام ، ودفاع ، وهجوم رغم طول الوقت بينهما وقد تعدت الساعة الواحدة صباحا .
طالت الجلسة ولا فائدة كلاهما يدور في رحى لا تكف عن الدوران ، يتعمدان ستر الكلام ويتركان العين تنطق بما عجز عنه اللسان ، ولتفعل ما على اليد المشلولة فعله .
خصمان تجمعهما دائما طاولة البحث عن حل لمشكلة أبدية لا تُحل .
حاول إنهاء الليلة بما هو مفروض عليه عَلَّه يظفر بشيء !!
دنا منها ، مدَّ يده ومرَّ بأنامله على وجنتها الحريرية ، تَمنَّعت ، وانفلتت كأفعى ، وهي تلامسه برفق مقصود .
عاد لجلسته رغم حر الشهوة الذي تَملَّكه ، هي الوحيدة التي تملك الحل ، سيدة الدنيا وهو عبد من عبيدها .
كم تملقها وكم صدته ، تُلقي له بالفتات ، وتفعل فقط ما تريد ، الجميع يهب العطايا ويخدمون بفناءٍ عظيم فقط هي تأمر .
وعلى سرير الدنيا تأخذ لذتها ممن تريد ، كثيرون هم عشاقها ، لا .... متملقيها ، خدامها حاجتهم إليها تدفعهم دفعا لها .
كادت الليلة أن تنتهي دون أن يفعل شيئا ، الكل ينتظره ليعلمون نتيجة اللقاء ، وهو بين نارين ، نار مطالبه لديها ، وناره التي أشعلتها لتوها ؛ ليتها تطفئها !!
حين تفرج عنه سيخرج لهم ويقول أنه فعل كل ما في وسعه وأنها أرخت حبالها تلك المرة ، وفي المرة القادمة ستوافق على كل الطلبات التي قدمها لها أليس هو أثيرها كما يعلمون ؟!!!!!
لا أحد يعرف أنه .........
سارع بسؤال نفسه : هل ستكون هناك مرات قادمة ؟!
- نعم ، هي لعبتها من البداية .
تملق ، وطلبات ، ومداعبات تسبق كل رفض ، واستجابة فقط لضئيل ما طُلب .
أيقظته من شروده ضحكة أخرى تعلن أنه قد حان موعد إنصرافه ، فلقد أذن ديك الصباح لتسكت شهرزاد عن الكلام المباح ولتستعد السيدة لنقاش آخر .

رباب كساب
28/3/2008

هناك 16 تعليقًا:

تواشيح سياسية يقول...

خاطرة مبسطه رائعه
والاروع المدونه ككل

استمرى فى الابداع

Ahmed Al-Sabbagh يقول...


الصديقة العزيزة رباب

وكمان مهنسة زراعية زيى

انا سمعت عنك كتير من الصديق العزيز حمادة زيدان

وكمان شوفت الكتاب بتاعك

بجد كتاباتك رائعة

وسعدت اوى لما لقيت مدونتك

تحياتى لكى

احمد الصباغ

هاني النجار يقول...

يبدوا أنه قد فانتي الكثير
بلا شك سأعود إليه

القصة رائعة كالعادة
تستحق أن يُطلق عليها ما قل ودل
ولكن لمَ ظهرت بطلتكِ متفردة إلى هذا الحد كأنها ملكة متوجهة ؟، ولمَ ظهر البطل سلبياً إلى هذه الدرجة ؟

لا ريب أنه إسقاط رائع

Unknown يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الصديقة العزيزه رباب
أو بوبا كما اقول لابنة من بنات اختى
اذا سمحتى لىّ ان اعتبرك واحدة منهن
القصة حلوه كالمعتاد ومن فرط الترقب فيها تجرى بعينيك سريعآحتى تصل الى النهايه لتعرف ماذا تم فيها فاذا تم لك المراد رجعت الى القصة تقرأها حته حته على "راحتك بقى" الوقت لا يسعنى لاذكر باقى الاشياء(الشغل وما ادراك ما الشغل)
تقبلى مرورى وتحياتى وتمنياتى بالنجاح(فى الحياة والمذاكرة)

أحمد منتصر يقول...

حلوة أوي القصة أنا حسيت إن السيدة دية ملكة العالم القصصي كله وارتحت لما القصة خلصت عشان أنا مبحبش الشخصيات القيادية

لكن مدام وصلتيني لحالة تصديق القصة دية تبقي أحسنتِ

أحسنتِ

تحياتي :)

غير معرف يقول...

احببت ان القي تحية الصباح

صباحك عطر

دعاء مواجهات يقول...

أسلوبك أكتر من رائع وأقترح عليكى لو مكونتيش لسة أصدرتى كتاب يضم قصصك إنك تعملى دة فى أقرب وقت

رباب كساب يقول...

عزيزي الشافعي

شرفت بك وبإطلالتك

تقبل تحياتي وشكري

رباب كساب يقول...

نورتني يا باشمهندس أحمد

أسعدني مرورك وإطراءك

تقبل خالص ودي وتحياتي

رباب كساب يقول...

المهاجر

حقا لقد تغيبت كثيرا وافتقدت وجودك بحق وافتقدت وجودي أنا بين كلماتك ولكن عذرا فلدي الكثير مما يعوقني من التواصل

أشكرك على تفهمك للقصة فمن أقصد بالفعل متفردة وبطلها أو من اخترته كواحد من أبطالها شديدي السلبية

تقبل مودتي واحترامي

دت بكل الخير

رباب كساب يقول...

صديقتي الغالية : norahaty

مرورك يسعدني صديقتي ويسعدني أكثر أن أجدك بين حروفي

تقبلي ودي واحترامي

رباب كساب يقول...

العزيز : احمد منتصر

حضورك أسعدني كل السعادة

شكرا لك

تقبل تحياتي

رباب كساب يقول...

عبد الرحمن فارس

مساءك ورد

أشكرك جزيل الشكر

وسعدت بقرائتك للرواية وأتمنى أن يعجبك كل ما أكتب

خالص تحياتي وودي واحترامي

رباب كساب يقول...

الجميلة : دعاء

تحياتي

لقد زرت مدونتك التي تطل علينت من المنوفية المتحدة

لذا من الغربية الشقيقة لك كل التحية

لقد أصدرت رواية في نهاية عام 2007 لذا فأنا أنتظر قليلا قبل الاصدار الثاني

تقبلي ودي واحترامي من طنطا منوف رايح جاي

DoMaLaYs يقول...

في اول زيارة لي لمدونتك

احب ان ابدي رايي باعجابي بها

و بالبوست الرائع ده

مع تمنياتي لكي بالنجاح في المستقبل

و شكراً

رباب كساب يقول...

domalays

تحياتي

شرفت بمرورك وأسعدتني كلماتك

لا تحرمني إطلالتك

دمت بخير

رباب

حواري لجريدة السياسة الكويتية

رباب كساب: حان وقت تجديد دماء الساحة الأدبية أجرت الحوار شروق مدحت  تمردت على الظروف المحيطة ،رافضة الاستسلام لعادات وت...