أنا وهو والعَلَم
لا تذكرني بمن أنا ، فأنا أعرفني تماما ، كلما التقت عينانا أحس بعينيه تصر أن تذكرني بماض كنت عليه ، ماض تناسيته وأصررت أن أنساه .
قابلته أول مرة وقد أمسكت العلم هاتفة : تحيا مصر .
لم أكن بمظاهرة أنادي بالحرية وقت الاحتلال أو حتى الآن ، وإنما كنت لتوي خارجة من استاد القاهرة الدولي بعد مبارة هامة فاز بها منتخبنا الوطني .
فصل العلم بين وجهينا في زحام هو الأصعب والأشد .
تعلقت عيناي به ، وشدتني نظرة الإعجاب بعينيه .
ألوان علم مصر الأسود والأبيض والأحمر ، ثلاثة ألوان لكل منهم أثرا كبيرا في نفسي ، كم كنت فخورة بي وأنا أقف في ثباتٍ وجرأة في منتصف فناء المدرسة أُحيي العلم كل صباح ، للعلم مكان لا يُخطئه في قلبي .
كانت أيام ، ويوم كنت أحيي العلم هاتفة تحيا مصر كنت أهتف ......... ما علينا ، لا أريد أن أتذكر ذلك .
في ذلك اليوم ارتبط وهو بأجمل قصة حب تحاكي عنها كل من يعرفنا ، وفوجئت أني وهو زوج وزوجة .
سريعة أيام عصرنا .
- صباح الخير يا سماح .
- صباح الورد يا حبيبي .
دخلت وأشرف دنيا غريبة كنا من أشد المعارضين لها ، اصطدمنا بالأيام بشدة ، واقع مرير استحق أن أمسك بالعلم حينها وأصرخ : أين أنت يا مصر ؟
ولكني من أجل عيون يوسف الصغير ، تعلمت الصمت ، وصنعت له لفافات بالعلم .
وودعت ماض كنت فيه سيدة نفسي .
أشرف يبذل الكثير من أجلي وأجل ولده ، يدور في رُحى لا تكف ولا تهدأ ، يعود كل مساء حاملا همومه وتعبه ، يلقي أحيانا بحمله في حضني ، وأحايين كثيرة لا يدعني أشاركه يظن أنه بذلك يرأف بي ، ولكني أحسه .
كل يوم الحياة تزداد جشعا ومطالبها لا تكف ، ولم أعد وهو ويوسف صارت هناك ضحى ، لم نعد نذهب لحضور مباريات أو حتى ندخل سينما ، اختفى العلم .
وبات عليّ كل يوم أن أقول : عمار يا مصر .
وأودع زوجي لدى الباب بابتسامة تعينه على ما هو فيه .
رباب كساب
هناك 3 تعليقات:
هههههههههه حلوة يا رباب :)
بقولك لو حابة أراجعلك القصص القصيرة لغويا ابعتهالي ع الإيميل
ammymsi2007@hotmail.com
أقوم مرجعهالك فلة شمعة منورة :)
تحياتي :)
أحمد
فينك من مدة يا أخي
زهقت من قصصي ولا إيه ؟
يا سيدي يشرفني إنك تصحح لي القصص بجد بس أخاف أتقل عليك
تقبل مودتي واحترامي
إرسال تعليق