2012-01-01
هل من الممكن أن أقول لها صباح الخير 2012 بدون أن أرفع قبعتي رغم أني لا أرتدي قبعات فلتتقبلوا مجازية التعبير وأنحني احتراما وتبجيلا وتقديرا للعام الرائع 2011 ؟
هل كان من الممكن أن أستقبلها بكل هذه البهجة لو لم يكن من قبلها شهور كانت الأروع ، شهور ما كنت أظن أنَّ لها مثيلا في الدنيا؟
بل إني سأستقبلها بتحذير أحذرك يا عامي الجديد أن تسلبنا ما أعطاه لنا عامنا السابق أن تعود بي لركن الصمت مرة أخرى فلقد اكتشفتني من جديد وقد كنت أتساءل أين ذهبت تلك المشاغبة التي كانت تمسك زمام الأمور يلجأ إليها كل أصدقاؤها طمعا في حل ، أين تلك التي كانت تمتلئ نشاطا وحيوية تأخذ من قراءاتها البسيطة حينها ما يؤهلها لتكتب بها شكاوى في مدرسين المدرسة ثائرة صغيرة حينها،طالبة المعرفة التي لا تكف، تلك العنيدة وإن لم أكن قد تركت عنادي للآن تلك الصفة التي تضعني على حافة المصائب دوما.
قد أكون أنانية فيما أطلب ولكن من منا لم يكتشف ذاته في عامنا الذي انقضى منذ سويعات قليلة ؟ من منا لم تضعه الأيام الماضية أمام نفسه ويتساءل أمام مرآته من هذا ؟
ثورتنا أيقظت الميت فينا. إكليل زهور أضعه تاجا على رأس هذه السنة العظيمة التي أعطتنا الحرية وغطتنا بنور الإيمان بوطننا وقضيتنا وأسقتنا شهد الاستقلال وطعم الفرح.
من قرن مضى لم يثر المصريون اتهموا بالخنوع والتلذذ بالعبودية ، اتهموهم بالرضا حتى أنهم فقدوا القدرة على النطق لم يصدق أحد أن هناك تحت الرماد وحش خرج ينبش بأظافره كل من أراد به سوء من سلب حريته من نهب أمواله من استحل عرضه وقتل عياله ولم ينسوا في غمرة كل هذا أن يعلموا الناس الحضارة أن يأخذوا من راية السلم طريق نجاة أمام مدرعات وقنابل ورصاص ، أن يثوروا وينظفوا أرض ميدانهم وينظموا مرور شوارعهم، استيقظت فينا الروح ، استيقظ فينا الأمل بأن هؤلاء سيصنعون مستقبلا أفضل وتلك طامتنا أننا كشباب نصطدم بعقليات كبار حكامنا التي لا تتلاءم وسرعاتنا وكل ( الأوبشن ) التي خصنا بها زماننا فوقعنا تحت ضغطهم بترويج نظريات المؤامرة والعمالة وإلى غير ذلك مما يردده المواطنون الشرفاء وكنبة البيت التي اكتظت بمشاهدي إعلامنا الداعر نسي الكبار أنهم هم من أخرجونا عن صمتنا كنا فقط ننتظر البشير فكانت البشارة مع البوعزيزي وتونس، هُمْ بكم المصانع التي بيعت وتلك التي أغلقت رغم إنتاجها العالي وجودته عمال مصر من قبل عام 2003 وهم يثورون ثورات يتم قمعها حتى بات الأمر أكبر من السكوت عليه في عام 2007 الذي سمي بعام الإضرابات ثم جاءت أحداث المحلة الكبرى ونشأة حركة ستة إبريل 2008، ومن قبل كانت حركة كفاية عام 2004 على رأسها رحمة الله عليه عبد الوهاب المسيري وجورج إسحق وكان للإعلامية بثينة كامل حركة داعمها الكاميرا تسمى شايفينكم ، إن الوضع كان أكبر من أن نصمت عليه، لم يعد هناك بدا من حلول، ولا تقل لي يا متبني نظرية المؤامرة أن كل عمال المصانع الذين كانوا يسكنون الشارع أمام مجلس الشعب ممولين وعملاء بل هم مقهورين وضعهم النظام في وضع إما ننطق أو نموت فكان منهم أن نطقوا.
تونس ألقت ياسمينها لتتفتح اللوتس ويعم شذاها أرجاء مصر كلها.
مهما كان من 2011 وكم الشهداء الذين بذلوا أرواحهم وكل مصابي الثورة وكل المكائد والدسائس التي يحيكونها بصبر وجلد لهدم ثورتنا لن نكره العام الذي فيه تعلمنا أن الحرية تنتزع ولا تُهدى سيظل 2011 هو الأروع على مستوى بلدنا والوطن العربي وحتى على المستوي الشخصي لي وكيف لا وقد عرفتني وتخلصت من قيد كان يكبلني مثل وطننا تماما وعرفت نفوسا على حقيقتها كانت من الزيف والخداع حتى أغلقت عيني عنها سنوات لكنها 2011 ألقت بنورها فكشفت عن عيني الحجب ، أعادت لي صداقات فقدتها واكتسبت صداقات جديدة وعرفت عن مصر ما لم أعرف من قبل وعرفت أن لي قلبا لا يخاف ولكنه يبكى لمشهد مصاب عجز عن أن يقدم له عونا، من أراد أن يعرف مصر وشعبها كان عليه أن يعيش سنة بالعمر كله ، حقا أشكرك 2011.
عاش شباب مصر ، عاش رجال ونساء مصر الأحرار،عاشت ثورة مصر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق