الأحد، 15 يناير 2012

الثورة ليست محمد البرادعي

الثورة ليست محمد البرادعي

المقال منشور اليوم 15 يناير 2012 بجريدة البديل

http://elbadil.net/%D8%B1%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D9%83%D8%B3%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D9%84%D9%8A%D8%B3%D8%AA-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D8%AF%D8%B9%D9%8A/

كعادتي لا أتجه لكتابة المقال إلا إذا كان الأمر أكبر من صمتي، حاولت كثيرا أن أرجئ كتابتي أو أتخلى عنها لكني لم أفلح فأمور السياسة هي أشد ما يزعجني الحديث عنه لا أفهمها ولا أحبها كما أشرت سابقا.
لكن الأمر هذه المرة يخص كل مواطن على أرض مصر ، كل مواطن يأمل في رئيس جمهورية لبلده، كل منا له تصور خاص لمن سيكون ممثلا له ولبلده بعد الثورة منذ عدة أشهر كتبت على صفحتي الشخصية على موقع الفيس بوك وبالتحديد يوم 25 يوليو (يا اللي لسة مش عارفة هتيجي منين من غيط ولا مصنع من قلب حارة ولا عطفة من بحري ولا م الصعيد مستنياك شايل كفنك عَلَمَها، جايب عِلْمَك معاك عشقك ليها سابقك ، مستنياك شايفنا مش مغمض عنيك عنها وعنا ، أوعى تستنى كرسي يقلبك افرش حصيرة حبك ليها ولينا واقعد ويانا على شط ترعة ولا على ناصية شارع على قهوة بلدي مش مهم نتجمع فين ، المهم لما تيجي تفتكر إنك بتحبها وبتحبنا وهم العاشق إيه غير رضا محبوبه ).
لم تكن حينها دفتي قد رست على شاطئ بعينه، أنا ككثير من المواطنين لا نسير وراء أشخاص بعينهم أو نشارك في حملات خاصة بأحد أيا من كان نحن الفريق الذي يبذل أصحاب الحملات جهدهم لجذب نظره ليحصلون على أصواتهم، نحن الفصيل الذي يشكل وجودهم النهائي.
وقبل أشهر قليلة كنت قد اخترت من يمثلني وانسحابه بالأمس بقدر ما أحزنني ووضعني في حيرة من أختار بعده ، وجدتني بحاجة للتفكير من جديد في الأمر لن أفسره سياسيا فللسياسة أهلها لكني سأضع نفسي كمواطنة عادية وجدت في برنامج مرشحها غايتها وسبيلها ثم فجأة توفي المرشح أو انسحب لأي سبب كان، هل ستقف الدنيا ؟ هل ستعيش مصر بلا رئيس ؟
لا تتوقف الدنيا لأحد.
وبنظرة شاملة للموقف أجد أننا لم نحقق شيئا مما كنا قد خرجنا لأجله قبل عام مضى، لم نحقق سوى المزيد من الدماء المهدرة، سوى المزيد من الحريات المسلوبة، كمواطنة عادية ألملم أحزاني كل مساء وأنا كل شهر أستقبل فيه شهيدا جديدا، ألملم ما بقى من جهد لمواصلة طلبي وطلب شباب مصر وثوارها الحرية والعدل الاجتماعي، كل محاولات المجلس العسكري والفصائل السياسية التي تهوى عقد الصفقات إما بالانتخابات أو غيرها من الوعود يلتفون علينا وعلى مطالبنا، يهرقون دماء هي الأطهر وينسون أننا قد نسينا الخوف ولن نصمت بعد الآن، كل تلك الحروب القذرة من إشاعات وتخوين واتهامات بالعمالة والتمويل الأجنبي لكل من خرج ليقول لا لم تمنحنا إلا مزيدا من الجلد والقوة للمواجهة.
الاحتفالات المرجوة يوم الخامس والعشرين ليست إلا مزيدا من صب البنزين على الجاز وإشعال فتيل الثورة الذي لم يخمد ، ما معنى أن تحتفل ودمائي لا زالت تخضب يدي، ولازال آخر شهداءنا لم يجف دمه بعد؟
ما معنى أن تدعي إفلاس الدولة وتنفق على احتفالات ومطربين وأغاني غير أنك تغني علينا ليس إلا.
تبذلون جهدكم لوأد نيران الغضب المشتعل في قلوب شباب مصر، تسحلون فتيات مصر ، تعرون كرامة دولتكم ، تحرقون وتلصقون التهم بأطهار لا ذنب لهم ، تستدعون رموز الثورة وغيرهم للتحقيق ، تحبسون شبابا ناضل وقت كان النضال أشبه بالعمليات الانتحارية، تشوهون كل جميل لكن لم تهدأ قوة مطالبنا ولن تهدأ وها هو قد خرج علينا ليعلن بضمير أنه لا يقبل كل التفاف على مطالب الثورة ونحن أيضا لن نقبل ولن نستكين قبل أن نسترد حقوقنا المسلوبة، قبل أن نحقق أهداف ثورتنا، خروجنا في يناير لا للاحتفال بل للثورة من جديد.
إذا كانت ضغوطكم وتشويهكم للرجل الحر قد جعلته ينسحب فلقد انسحب في وقت قد بتنا فيه خارج نطاق التأثير من أحد أو في انتظار كلمة من أحد لقد تعلمنا الدرس ثورتنا وبلدنا أهم لا الأشخاص، مطالبنا نحن من يحققها ويسعى خلفها لا أحد سوانا وهذا ما قصده البرادعي بانسحابه أن نحارب دون أحد، أن نستمر في ثورتنا بلا آلهة ولا نخرج لنرجو أحد بالبقاء فالبقاء لمصر والعزة لمصر والقوة لمصر ولشبابها.
من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت.
ومن خرج منا يريد البرادعي فها قد انسحب ومن خرج منا يريد مصر فمصر باقية وتقبلوا مجازية التعبير دون التفاف على الكلام.
لقد تعلمنا في عامنا السابق أن الحرية لا تهدى وإنما تنتزع ، فلنخرج من أجل مصر ومن أجل مطالبنا عيش ،حرية، كرامة إنسانية ... المجد للشهداء وعاشت ثورة مصر.
15/1/2012
رباب كساب

ليست هناك تعليقات:

حواري لجريدة السياسة الكويتية

رباب كساب: حان وقت تجديد دماء الساحة الأدبية أجرت الحوار شروق مدحت  تمردت على الظروف المحيطة ،رافضة الاستسلام لعادات وت...