الثلاثاء، 12 يونيو 2012

بداية

القصة منشورة بموقع صدى البلد
http://www.el-balad.com/184675/bdayh-ksh-rbab-ksab-ksh.aspx

غياب ، حضور، مشاعر غريبة تشاركها اللحظة، مرآتها بعيدة، رغبة عارمة في الحكي معها، تشتاق انعكاس صورتها وتلك الكلمة التي ما إن تخرج منها ترتاح.

كوب الشاي الخالي من السكر لا يحمل ملامحها وإن حمل طعم مشاعرها.

كأس الليمون المر لماذا كان في حلاوة كلمة لم تنطق بها؟!

فجأة شعرت بأنها كورقة "الفيكس" الذابلة التي تخلت عنها شجرتها لينمو غيرها، لماذا لا تخلي المكان هى الأخرى لغيرها؟!

إحساس غريب أن تكون بعرض الطريق واليد الممدودة إليك على أحد الأطراف، لا يخشى الطريق، لا يخشى الاقتراب لكنها تشير إليه ليبتعد، ليظل هناك، لم تحتضنها سيارة، ولم يحتضنها هو.

سمع لها وبقى حيث كان بعينين لا يفارقانها، بقلب يتلهف اللحظة، بلسان لا يكف عن ترديد كلمة أحبك.

المنضدة التي تجلس إليها في عرض الطريق لم يكن عليها غير كوب شاي منته، وبقايا ليمون وفنجان قهوةنصفه ممتلئ.

يمد يده طالبا يدها وسط الناس وبين المارة في عرض الطريق.

لماذا لا تحتضنها سيارة من المارقات حولها؟!

كلهم يبتعدون كذلك الضابط الذي لم يأخذها مع من أخذ في بداية الثورة وطلب منها أن تبتعد وكأنها لم تخرجلتناهضهم، لا شيء يسلبها الحياة.

يسألها: لماذا لا تمدين يدك للحياة التي تريدك ولا تتخلى عنكِ؟

تنظر لعينيه، أول مرة تتأمل وجهه لم تكن من قبل تتمكن من التحديق فيه، كل تلك السنين الفاصلة كانت حائلا، هل تلاشت فجأة؟!

أين مرآتها؟ سؤالها الأرِق.

لا يحمل الطريق لها شيئا غير إحساس بالأمان.
أمان ؟!!
يسألونها.

وهو يظن نفسه حامل كل الأمان، حامل المستقبل.
الخوف ..... لا خوف.
الأمس ...... بئس الأمس.
اليوم..... يا له من يوم.

الشارع ثائر، روحها هى أيضا ثائرة مع الناس ومعه ومعها، هى الأكثر ثورة من الجميع.
لا يفهم ، لا يفهمون.
أين مرآتها؟
لا مرآة ... فقط هو.

ليست هناك تعليقات:

حواري لجريدة السياسة الكويتية

رباب كساب: حان وقت تجديد دماء الساحة الأدبية أجرت الحوار شروق مدحت  تمردت على الظروف المحيطة ،رافضة الاستسلام لعادات وت...