كتب : رحاب الدين الهوارى بموقع صدى البلد
فى مقدمة روايتها " الفصول الثلاثة" الصادرة عن دار الكتاب العربى بلبنان، تقول الروائية رباب كساب : لا أعرف لما تذكرت شجرة البولونيا التي تزهر شتاء بعد أن تُسقط جميع وريقاتها حتى لأنك تشعر بزهرها الأبيض كندف الثلج على فروعها العجفاء ، ووجدتني في لحظة أدرك أن هناك حياة تولد من عدم وتأكدت أننا من الممكن أنْ نخلق لنا وجودا ونستشعر جمالا من قلب القبح الذي يحيط بنا وكانت تلك البداية بداية الفصول الثلاثة .
( تتجرَّدُ أشجارُ الخريفِ من وريقاتها ، لكن هناك أشجارًا تُزهِرُ بلا ورق ، تأبى أن تتعرَّى العظامُ تواري سوءاتها بجمال زهرها ؛ فتخطف الأبصار في خريفها ).
وعن أحداث روايتها الاخيرة تقول كساب : اخترت البداية مع سعيد الكاتب الستيني العمر وزوجته وصديقه الرياضي حملت على كاهلي أعمارهم لأستشعر معهم وهن شيخوخة تزحف للحياة التي كانت مليئة بالكثير من النجاحات وخيبات الأمل ، تلك الطفولة التي نرتد إليها مرة أخرى ، كيف نستقبل الضعف القادم وقد اعتدنا المواجهة ، كيف يشاهد الإنسان منا جسده وهو يضعف تدريجيا ، والقلم الذي طالما أعطى يخبو نوره ، والبريق الذي يحيط بنا ينحسر .
سرت مع الجميع أبحث معهم عن ربيع يظنونه هو السعادة بعينها وأنه الفرصة الثانية للحياة من جديد .
لكن السعادة ليست فقط ربيعية مزهرة ، ولا صيفية جامحة ، ولا هي شتاء ساكن أو خريف يغزوه العدم .
كان عليِّ أنْ أعرف معهم أننا نستطيع كشجرة البولونيا أنْ نسعد وقتما نريد علينا أنْ ندرك أنَّ بإمكاننا استغلال كل ظروفنا وأن نتمكن من البدء من جديد متى أردنا ذلك .
بت أتقلب بين أعمارهم ورغباتهم بين الستين والأربعين والثلاثين راغبة في سبر أغوار حياتهم التي اكتشفتها معهم علموني صحبتهم .
(اختياراتنا أوجاعنا .... خطانا على سلَّمِ العُمْـرِ مزيجٌ من دمٍ ، ودموعٍ ، ولحظاتِ فرحٍ قليلةٍ ، عثرات ، وصراعات ، وانتصارات ..... والنهاية عُمْـرٌ لا نعرف لنهايته سبيلاً ) .
ما بين طفولتنا الأولى والثانية تتجلى الحياة بكل صورها ، ويتجلى عناد الإنسان متمثلا في اختياراته التي تصنع من وجوده فاصلا ، ومع كل اختيار ينظر لما حقق هل جنى ما يُرجى منه أم أنه فقط اشترى الوجع ؟ وكم من اختيار نوشك معه على الموت !!
ويبدو ان صاحبة "مسرودة" كانت حريصة ألا يحس القارئ غربة على صفحات الرواية، كانت تريده أن يرى تلك الصفحات مرآة له ، من قلب حياته حتى لو وجد نفسه :ـ
لازالَ يبحثُ عن الربيعِ كلُّ من تاقت نفسُه للحياةِ ، أي حياة قد تحملُ في طـيَّاتِها غيوم الشتاءِ وحرَّ الصيفِ وتقلُّباتِ الخريفِ ….. لكنَّ النهايةَ دائمًا ليستْ ربيعيَّةً مُـزهِرَةً .
( تتجرَّدُ أشجارُ الخريفِ من وريقاتها ، لكن هناك أشجارًا تُزهِرُ بلا ورق ، تأبى أن تتعرَّى العظامُ تواري سوءاتها بجمال زهرها ؛ فتخطف الأبصار في خريفها ).
وعن أحداث روايتها الاخيرة تقول كساب : اخترت البداية مع سعيد الكاتب الستيني العمر وزوجته وصديقه الرياضي حملت على كاهلي أعمارهم لأستشعر معهم وهن شيخوخة تزحف للحياة التي كانت مليئة بالكثير من النجاحات وخيبات الأمل ، تلك الطفولة التي نرتد إليها مرة أخرى ، كيف نستقبل الضعف القادم وقد اعتدنا المواجهة ، كيف يشاهد الإنسان منا جسده وهو يضعف تدريجيا ، والقلم الذي طالما أعطى يخبو نوره ، والبريق الذي يحيط بنا ينحسر .
سرت مع الجميع أبحث معهم عن ربيع يظنونه هو السعادة بعينها وأنه الفرصة الثانية للحياة من جديد .
لكن السعادة ليست فقط ربيعية مزهرة ، ولا صيفية جامحة ، ولا هي شتاء ساكن أو خريف يغزوه العدم .
كان عليِّ أنْ أعرف معهم أننا نستطيع كشجرة البولونيا أنْ نسعد وقتما نريد علينا أنْ ندرك أنَّ بإمكاننا استغلال كل ظروفنا وأن نتمكن من البدء من جديد متى أردنا ذلك .
بت أتقلب بين أعمارهم ورغباتهم بين الستين والأربعين والثلاثين راغبة في سبر أغوار حياتهم التي اكتشفتها معهم علموني صحبتهم .
(اختياراتنا أوجاعنا .... خطانا على سلَّمِ العُمْـرِ مزيجٌ من دمٍ ، ودموعٍ ، ولحظاتِ فرحٍ قليلةٍ ، عثرات ، وصراعات ، وانتصارات ..... والنهاية عُمْـرٌ لا نعرف لنهايته سبيلاً ) .
ما بين طفولتنا الأولى والثانية تتجلى الحياة بكل صورها ، ويتجلى عناد الإنسان متمثلا في اختياراته التي تصنع من وجوده فاصلا ، ومع كل اختيار ينظر لما حقق هل جنى ما يُرجى منه أم أنه فقط اشترى الوجع ؟ وكم من اختيار نوشك معه على الموت !!
ويبدو ان صاحبة "مسرودة" كانت حريصة ألا يحس القارئ غربة على صفحات الرواية، كانت تريده أن يرى تلك الصفحات مرآة له ، من قلب حياته حتى لو وجد نفسه :ـ
لازالَ يبحثُ عن الربيعِ كلُّ من تاقت نفسُه للحياةِ ، أي حياة قد تحملُ في طـيَّاتِها غيوم الشتاءِ وحرَّ الصيفِ وتقلُّباتِ الخريفِ ….. لكنَّ النهايةَ دائمًا ليستْ ربيعيَّةً مُـزهِرَةً .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق