الثلاثاء، 12 يونيو 2012

سباق لن ينساه التاريخ

سباق لن ينساه التاريخ
مقالي الشهري بمجلة التحكيم الدولي



مصر الثورة هي مصر التي عرفت صناديق الاقتراع، وطوابير الاستفتاء، وتوكيلات المرشحين للرئاسة ، مصر الثورة هي مظاهرات واحتجاجات تملأ الشوارع ودماء لونت الأيام بحزن ينذر بنور لن يخبو.
مصر الثورة هي شعب استطاع رغم المرحلة المريرة التي نمر بها أن يكون له كلمة مهما كان هناك من تحايل.
وبعد أن كان صف المعارضة الحقيقية لا يتعدى سلالم نقابة الصحفيين أو دار القضاء العالي بات يعرف الآلاف والملايين ويشهد بذلك التحرير ومسيرات يوم 25 يناير 2012 التي كانت فوق قدرتي على الاستيعاب والتخيل رغم حضوري كل المليونيات التي شهدها ميدان التحرير لكن بعد كل المحاولات التي كان من شأنها إجهاض الثورة وتفريغها من روحها شككت أن الشعب لن يخرج مرة أخرى.
مصر الثورة هي أننا بعد كل هذا التاريخ الذي يئن خلف مصر التي لها آلاف السنين في هذا الكون ننتخب رئيسا للجمهورية.
في انتخابات مجلس الشعب كانت المرة الأولى لي أن أدلي برأيي وأختار مرشحا لم أرض بالتخلي عن حقي في الاختيار الذي منحته لي الثورة حتى بعد أن جاءت النتيجة مخزية كل الخزي لكني أؤمن أننا لازلنا نحبو إننا في عامنا الأول من عمرنا الديموقراطي لازال أمامنا وقت لنعي ونتعلم ويدرك سياسيونا الجدد السياسة الحقة ويتعلمون كيف تدار بلدا بحجم وتاريخ مصر، لكني أتمنى أن يعملوا على تقليل الوقت اللازم لذلك ولهذا أبحث دائما عن الشباب لما يتمتعون به قدرة على الابتكاروالتطور،وما اكتسبوه من معطيات حياتية وما كان لهم من اطلاع دائم وموازي للتطور التكنولوجي الكبير في العالم و قد تجلى تماما بخلق إعلام مواز على الانترنت للإعلام الداعر في الصحف والتليفزيون فكان الأكثر احترافية والأصدق والأكبر تأثيرا.
ما كان بين النظام السابق وبيننا أنه لم يستوعب تماما ما بيد الشباب وما قد وصلوا إليه تركهم للتسلية فانقلبت التسلية عليه.
الشباب يقفزون بينما من تبقوا على رأس البلد لا يملكون التأني والتدبر بالعكس هم يمتلكون البطء والتقليدية يتعاملون مع زمن الأي باد والأي فون بطريقة من كان يجلس لجرامافون قديم ويضع اسطوانة ويسمع دور للست منيرة المهدية أو من يزال يدير قرص التليفون وينتظر الحرارة.
هذا بغير الولاء لمن سبق ومن يجلس على الجانب الآخر من الشاطئ وينتظر سقوط مصر.
سباق الرئاسة الذي بات مسار سخرية في كل شارع وحارة ومصلحة حكومية ومقهى ووسيلة مواصلات بسبب الأعداد الكبيرة التي سحبت استمارات الترشح هذا غير نوعية المرشحين التي تباينت بين وزراء سابقين ومحامين وأساتذة وغيرهم ممن أثاروا سخرية الشعب الذي يحول كل كارثة لنكتة فكيف يترك أهم أحداث حياته دون أن يحولها لمزحة كبيرة غير أنها في الأساس ليست بمزحة وإنما نصر كبير.
نعم نصر حتى مع وجود تربي ومسحراتي وبقال وامرأة ترى أن مصر بحاجة لأم وآخر جاءه النبي في المنام طالبا منه أن يكون رئيسا لأكبر دولة في الشرق الأوسط.
هل فكرتم أنه قبل عام واحد فقط كانت الرئاسة حكرا على رجل واحد ظل على كرسي مصر ثلاثون عاما وحين بدأ يتداعى بفعل السن كان يؤهل ولده ؟ هل فكرتم أن أي مصري يعيش على أرض مصر من أب وأم مصريين لم يكن يحلم أن يكون يوما رئيسا؟
أتذكر جملة تناقلتها وسائل الإعلام عن كونداليزا رايس التي ذكرت أن أمها قالت لها وهي صغيرة قد لا تستطيعين أن تأكلي في مطعم من مطاعم البيض لكنك يمكنك أن تصبحين رئيسة للبلاد.
رغم العنصرية إلا أن الديموقراطية لا تعرف الطائفية والعنصرية الديموقراطية هي ترشيح الأفضل طالما أنه قادر على ذلك وإن لم يقدر فالصندوق سيأتي بغيره، الديمواقراطية هي التي جعلت من السوداء وزيرة للخارجية في مجتمع أكلته العنصرية لفترات طويلة وجعلت نظيرها رئيسا للبلاد.
لكن لأنهم مواطنين فلهم الحق في الترشح أيا كانت توجهاتهم ونحن لأول مرة تجرى انتخابات رئاسية على أرض مصر فكيف نلوم عليهم أنهم يريدون استخدام حقهم.
اليوم كنت أقوم بعمل توكيل لمن اخترته مرشحا كان مدير الشهر العقاري يتكلم عن الأيام المرهقة التي يمر بها بسبب هذه التوكيلات وأنه لم يشهد مثلها في طول مدة عمله لم يكن مني غير أن أقول ونحن لأول مرة نشهد اختيار رئيس مصر.
رباب كساب
18/3/2012

هناك تعليق واحد:

- محمد بوعلام عصامي ____ يقول...

أخاف على الثورة من الفشل
لان فشلها موت الوليد
كتلك المراة لاتي تنتظرا مولودا لعقود
فما لبت الولد أن عاش فترات شداد..صحية جعلته بين الموت والحياة.
الموت سيفني الامل من أجل مستقبل افضل..بلا قيود بلا سجون بلا تسلط بلا قمع بلا إحتقار بلا إحتكار
والحياة امل وصباح جديد
كذلك نجاح الثورة..إنه نجاح قيم الحرية والعدالة الإنسانية..الى الأمام يا كنانة

حواري لجريدة السياسة الكويتية

رباب كساب: حان وقت تجديد دماء الساحة الأدبية أجرت الحوار شروق مدحت  تمردت على الظروف المحيطة ،رافضة الاستسلام لعادات وت...